السلام عليكم....
كل المعلومات الواردة هي محبرة عن ابن العباس عالم هذه الامة
وقد رافق النبي صلى الله عليه وسلم كثيرا...اترككم مع الموضوع..ذكر المخلوقات
ذكر خلقَ الأرض
لما روينا أن الله تعالى خلق الأرض قبل السماء ابتدأنا بذكر ما روى أبو الضحى عن ابن عباس قال: خلق الله النون فوق الماء ثم كبس الأرض عليه.
وروى عنه أبو ظبيان: دحا الأرض على ظهر النون فاضطرب النون فمادت الأرض فأثبِتتْ بالجبال فإنها لتفنخرعلى الأرض: وروى السدي عن أشياخه قال: أخرج من الماء دخانًا فسمى عليه فسماه سماء ثم أيبس الماء فجعله أرضًا واحدة ثم فتقها فجعلها سبع أرضين فخلق الأرض على حوت وهو النون والحوت في الماء والماء على ظهر صفاة والصفاة على ظهر ملك والملك على صخرة والصخرة في الريح.
وروينا أن الكعبة خلقت قبل الأرض.
روى عكرمة عن ابن عباس قال: وضع البيت على الماء على أربعة أركان قبل أن يخلق الله الدنيا بألفي عام ثم دحيت الأرض من تحت البيت.
وروى عطاء عن ابن عباس قال: لما أراد الله تعالى أن يخلق الخلق خلق الريح فأرسلها وروى قتادة عن أبي الجلد قال: الدنيا أربعة وعشرون ألف فرسخ اثنا عشر منها للسودان وثمانية للروم وثلاثة لأهل فارس وألف للعرب.
وقال غيره: أرض الحبشة مسيرة سبعة فراسخ والفرسخ عشرة ألف ذراع.
وقال معتب بن سمي: الأرض ثلاثة أثلاث فثلث للناس والشجر والدواب وثلث هواء وثلث بحار.
قال أبو الوفاء بن عقيل: ونقلت من كتاب الهندسة: ذكر علماء الهندسة أن الأرض على هيئة الكرة على تدوير الفلك موضعه في جوف الفلك كالمحة في جوف البيضة وأن النسيم يحيط بها كالبياض من البيضة حول المحّة وأن الفلك يحيط بالنسيم كإحاطة القشرة البيضاء بالبياض المحيط بالمحة والأرض مقسومة نصفين بينهما خط الاستواء وهو من المشرق إلى المغرب وهو طول الأرض وهو أكبر خط في كرة الأرض كما أن منطقة البروج أكبر خط في الفلك وعرض الأرض من القطب الجنوبي الذي تدور حوله بنات نعش.
واستدارة الأرض في موضع خط الاستواء ثلاثمائة وستون درجة والدرجة خمسة وعشرون فرسخًا والفرسخ اثنا عشر ألف ذراع والذراع أربعة وعشرون إصبعًا والإصبع ست حبات من شعير مضمومة فتكون جميع ذلك تسعة آلاف فرسخ وبين خط الاستواء وبين كل واحد من القطبين تسعون درجة واستدارتها عرضًا مثل ذلك إِلا أن العمارة بعد خط الاستواء أربع وعشرون درجة ثم الباقي قد غمره البحر الكبير فنحن على الربع الشمالي من الأرض.
والربع الجنوبي خراب لشدة الحر والنصف الذي تحتنا لا ساكن فيه وكل ربع من الشمالي والجنوبي سبعة أقاليم والاقليم هو البلدان التي يتفق عرضها في مسير الشمس وارتفاع درجها.
وقال بعضهم فِي تقدير ما غمر من الأرض بالبحار: إن موضع البر منها كسواد القمر من القمر ومعمورها كسرًا منه.
وذكر بعض العلماء أن غاية ما يمكن ارتفاع البنيان في الجو مقدار ميلين فإنه مبلغ أعالي الجبال على استقامتها بغير تقريح ولا تدريج
باب ذكر ما تحت الأرض
اعلم أن الأرض كان طبقًا واحدًا فشقها سبحانه سبعًا وكذلك السماء.
قال كعب: هنه الأرض على صخرة خضراء في كف ملك وذلك الملك قائم على ظهر الحوت وذلك الحوت منطو بالسموات السبع من تحت الأرض.
وقال ابن عباس: الصخرة على منكبي ملك والملك على الثور والثورعلى الماء والماء متن الريح.
وقال وهب: اسم الحوت بهموت.
باب ذكر سكان الأرضين السبع
روى عطاء بن يسار أنه سأل كعب الأحبار فقال له: من ساكن الأرض الثانية فقال: الريح العقيم لما أراد اللّه عز وجل هلك قوم عاد أوحى إلى خزنتها أن افتحوا منها بابا قالوا: يا ربنا مثل منخر الثور قال: اذن تتلف الأرض بمن عليها فاستأذنوا ربهم فضيق ذلك حتى جعله مثل حلقة الخاتم قال: فقلت: من ساكن الأرض الثالثة قال حجارة جهنم قال: قلت: فمن ساكن الرابعة قال: كبريت جهنم قلت: فمن ساكن الأرض الخامسة قال: حيات جهنم قال: قلت: وان لها الحيات قال: نعم والذي نفسي بيده كأمثال الأودية قلت: فمن ساكن السادسة فقال: عقارب جهنم كأمثال البغال ولها أذناب كالرماح يلقى إحداهن الكافر فيلسعه اللسعة فيتناثر لحمه على قدمه قلت: فمن ساكن السابعة قال: تلك سجين وفيها ابليس موثق يد أمامه ويد خلفه ورجل أمامه ورجل خلفه فيأتيه جنوده بالأجنان في مكانه وقد روى الضحاك عن ابن عباس قال: في كل أرض آدم كآدمكم ونوح كنوحكم.
ومعنى هذا أن لكل الأرض ساعة يقوم كبيرهم ومتقدمهم مقام آدم ونوح فينا
ذكر الجن والشياطين
هذا الجن ثلاثة أنواع: جان وجن وشياطين ولا خلاف أن الكل خلقوا قبل آدم.
فأما الجان: ففيه ثلاثة أقوال أحدها: أنه أبو الجن رواه أبو صالح والضحاك عن ابن عباس وهومخلوق من نار.
أخبرنا ابن الحصين قال: أخبرنا ابن المذهب قال: أخبرنا أحمد بن جعفر قال: حدثنا عبد الله بن أحمد قال: حدثني أبي قال: حدثنا عبد الرزاق قال: حدثنا معمر عن الزهري عن عروة عن عائشة قالت: قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: " خلق الجان من مارج من نار وخلقت الملائكة من نور ".
وروى الضحاك عن ابن عباس قال: المارج لسان النار الذي يكون في طرفها إذا التهبت.
وروى عكرمة عن ابن عباس قال: كان أبو الجن اسمه سوما فقال الله له: تمن فقال: أتمنى أن نرى ولا نرى وأن نغيب في الثرى وأن يصير كهلنا شابًا فأعطي ذلك فإن الدهر ليمرعلى والثاني: أن الجان هو الاثنين قاله الحسن وعطاء وقتادة ومقاتل.
والثالث: أن الجان مسيخ الجن.
أخبرنا إسماعيل بن أحمد المقري وعبد اللّه بن محمد الحاكم ويحيى بن محمد المدبر قالوا: حدثنا أبو الحسين بن النقور قال: أخبرنا عبيد الله بن جشامة قال: حدثنا البغوي قال: حدثنا هدبة قال: حدثنا همام عن قتادة عن عكرمة عن ابن عباس قال: الجان مسيخ الجن كما أن القردة والخنازير مسيخ الإنس.
وأما الشياطين: فكل متجبر عات من الجن.
وهو مأخوذ من شطن أي بعد عن الخير وقيل بعد غوره في الشر.
وكذلك المارد والعفريت.
وقد روى الضحاك عن ابن عباس قال: الشياطين ولدان ابليس لا يموتون إلا مع إبليس.
والجن: يموتون ومنهم المؤمن ومنهم الكافر.
وقال السدي: في الجن شيعة وقدرية ومرجئة.
قال عبد الله بن عمرو بن العاص: خلق الله الجن قبل آدم بألفي سنة.
وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه سئل عن الغيلان فقال: " هي شجرة الجن ".
وقيل عند عمر بن الخطاب رضي اللهّ عنه أن الغيلان تتحول عن خلقها فقال إنه ليس شيء وروى أبو الدرداء عن رسول اللّه صلى الله عليه وسلم قال: " خلق الله الجن على ثلاث أصناف صنف حيات وعقارب وخشاش الأرض وصنف كالريح في الهواء وصنف عليهم الحساب والعقاب.
وخلق الإنس على ثلاثة أصناف: صنف لهم قلوب لا يعقلون بها وصنف أجسادهم أجساد بني آدم وأرواحهم أرواح الشياطين وصنف في ظل اللّه يوم لا ظل إلا ظله ".
واختلف الناس هل يدخل مسلمو الجن الجنة فقال الضحاك: يدخلون الجنة ويأكلون ويشربون.
وقال مجاهد: يدخلونها ولكن لا يأكلون فيها ولا يشربون يلهمون من التسبيح والتقديس ما يجد أهل الجنة من لذيذ الطعام والشراب.
وقال ليث بن أبي سليم: ثوابهم أن يجاروا من النار ويقال لهم: كونوا ترابًا
ذكر ابليس لعنه الله
اختلف العلماء هل كان من الجن أو من الملائكة على قولين.
أحدهما: أنه كان من الملائكة وأعظمهم قبيلة.
وإن من الملائكة قبيلة يقال لهم الجن وكان منهم وكان له سلطان سماء الدنيا وكان له سلطان الأرض يسوس ما بين السماء والأرض فعصى فمسخه الله شيطانًا رجيمًا.
وروى الضحاك عن ابن عباس قال: كان إبليس من حي من أحياء الملائكة يقال له الجن خلق من نار السموم من بين الملائكة وخلق الملائكة كلهم من نور غير هذا الحيّ وخلق الجن الذين ذكروا في القرآن من مارج من نار وأول من سكن الأرض الجن فافسدوا فيها وسفكوا الدماء وقتل بعضهم بعضًا فبعث اللّه عز وجل إليهم إبليس في جند من الملائكة يقال لهم الجن فقتلهم إبليس ومن معه حتى ألحقهم بجزائر البحور وأطراف الجبال فلما فعل ذلك اغتر في نفسه فقال: لقد صنعت شيئًا لم يصنعه أحد.
وقال السدي عن أشياخه: كان إبليس على مُلك السماء الدنيا وكان مع مُلكه خازنًا فوقع في صدره كبر وقال: ما أعطانا الله هذا إلا لمزية على الملائكة.
وحكى أبو جعفر الطبري أن إبليس بعث حكمًا يقضي بين الجن في الأرض فقضى بينهم بالحق ألف سنة فسمي حَكَمًا فدخله الكبر فألقى بين الذين كان حكم بينهم العداوة والبغضاء حتى اقتتلوا فبعث الله عز وجل عليهم نارًا فأحرقتهم فعرج السماء وأقام عند الملائكة يعبد اللّه إلى أن خلق آدم.
والقول الثاني: إنه كان من الجن.
قال الحسن: لم يكن إبليس من الملائكة قط.
وقال شهر بن حوشب: كان إبليس من الجن الذين طردتهم الملائكة فأسره بعض الملائكة وقال سعد بن مسعود: كانت الملائكة تقاتل الجن فسُبي أبليس وكان صغيرًا وكان مع الملائكة يتعبد معها فلما أمروا أن يسجدوا سجدوا وأبى إبليس.
وروى سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: كان إبليس اسمه عزازيل ثم ابليس بعد.
وقال ابن جريج: كان اسم إبليس في السماء الحارث.
وقد روى ثور بن يزيد عن خالد بن معدان قال: خلق الله ابليس من مارج من نار فلما خلق علق في الهواء فقال: يا هواء إن كنت فوقي فارفعني إليك وإن كنت أسفل مني فأهبطني إليك.
فنودي: إن اللهّ بكل مكان ومع كل إنس وجان فاصطكت أسنانه وخرج من فيه شرر خلق من كل شررة شيطان مخلد.
أخبرنا محمد بن عبد الباقي بن أحمد بن سليمان قال: أخبرنا أحمد بن أحمد الحداد قال: أخبرنا أبو نعيم أحمد بن عبد اللّه الحافظ قال: حدثنا أبي قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن أبان قال: حدثنا أبوبكر بن عبيد قال: حدَثنا يحيى بن عثمان قال: حدثنا بقية عن سفيان قال: أوحى اللّه تعالى إلى موسى عليه السلام إن أول من مات إبليس وذلك أنه أول من عصاني وأنا أعد من عصاني من الموتى.
أنبأنا إسماعيل بن أحمد قال: أخبرنا عاصم بن الحسن قال: أخبرنا أبو الحسين بن بشران قال: حدثنا ابن صفوان قال: حدثنا أبو بكر القرشي قال: حدثنا الحسن بن يحيى العبدي قال: أخبرنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر عن قتادة قال: لما أهبط إبليس قال: يا رب قد لعنته فما عمله قال: السحر قال: فما قرآنه قال: الشعر قال: فما كتابه قال: الوشم قال: فما طعامه قال: كل ميتة وما لم يذكر اسم الله قال: فما شرابه قال: كل مسكر قال: فأين مسكنه قال: الحمام قال: فأين مجلسه قال: الأسواق قال: فما مؤذنه قال: المزمار قال: فما مصائده قال: النساء.
قال القرشي: وحدثنا بشير بن الوليد الكندي قال: حدثنا محمد بن طلحة عن زبيد عن مجاهد قال: لإبليس خمسة من ولده قد جعل كل واحد منهم على شيء من أمره ثم سماهم فذكر بترو والأعور ومسوط وداسم وزلنبور.
فأما بتر فهو صاحب المصيبات الذي يأمر بشق الجيوب ولطم الخدود ودعوى الجاهلية.
وأما الأعور فهو صاحب الزنا يأمر به ويزينه.
وأما مسوط فهو صاحب الكذب الذي يسمع فيلقي فيخبره بالخبر فيذهب الرجل إلى القوم فيقول لهم: قد رأيت رجلًا أعرف وجهه وما أدري ما اسمه حدثني بكذا وكذا وما هو الأمر.
وأما زلنبور فهو صاحب السرقى الذي يركز رايته في السوق ولا يزالون ملتطمين.
وقال حوشب بن سيف قال: اسم الشيطان الذي يفتن الناس في الأسواق فنحواص.
وقد روى سيف عن مجاهد ان إبليس نكح نفسه فباض خمس بيضات فهم أولاده.
وهذا من أبعد الأقوال.
وقال عكرمة: من أولاد إبليس القعقاع.
أخبرنا هبة الله بن محمد قال: أخبرنا الحسن بن علي التميمي قال: أخبرنا أحمد بن جعفر قال: حدثنا عبد الله بن أحمد قال: حدثني أبي قال: حدثني محمد بن المثنى قال: حدثنا أبو داود قال: حدثنا خارجة بن مصعب عن يونس بن عبد عن الحسن عن عتى عن أبي عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " للوضوء شيطان يقال له الولهان فاتقوه أو قال: فاحذروه ".
قال أبو الحسين بن المنادي: وقد قيل ان أحد الشياطين يجيء في صورة طائر يقال له القرقصية يخفق بجناحه على عين الرجل الذي يقرأ على أهله الفاحشة فلا ينكر بعد ذلك عليها.
باب ذكر جهنم
قال عبد الله بن سلام: النار في الأرض.
وما يدل على أن النار في الأرض ما أخبرنا هبة اللّه بن محمد قال: أخبرنا الحسن بن علي قال: أخبرنا جعفر قال: حدثنا عبد اللّه بن أحمد قال: حدثني أبي قال: حدثنا حسين بن محمد قال: حدثنا خلف يعني ابن خليفة عن يزيد بن كيسان عن أبي خازم عن أبي هريرة قال: كنا عند رسول اللّه صلى الله عليه وسلم يومًا فسمعنا وجبة فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " أتدرون ما هذا " قلنا: اللّه ورسوله أعلم قال: " هذا حجر أرسل في جهنم منذ سبعين خريفًا فالآن انتهى إلى قعرها ".
انفرد بإخراجه مسلم.
فإن قيل: كيف تكون جهنم في الأرض وقد رآها رسول اللّه صلى الله عليه وسلم ليلة المعراج.
فجوابه من وجهين أحدهما: أنه رآها في الأرض في طريقه إلى بيت المقدس.
وقد روينا عن عبادة بن الصامت أنه رؤي على سور بيت المقدس الشرقي يبكي فقيل له في ذلك فقال: ههنا أخبرنا رسول اللّه صلى الله عليه وسلم أنه رأى جهنم.
والثاني: أنه لا يمتنع في القدرة أن يرى جهنم في الأرض وهو في السماء وقد بكى له بيت المقدس وهو بمكة فوصفه للقوم.
أخبرنا أبو الفتح الكروخي قال: أخبرنا أبو عامر الأزدي وأبو بكر الغورجي قال: أخبرنا الجراحي قال: حدثنا المحبوبي قال: حدثنا الترمذي قال: حدثنا عباس الدوري قال: حدثنا يحيى بن أبي بكير قال: حدثنا شريك عن عاصم عن أبي صالح عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " أوقد على النار ألف سنة حتى احمرت ثم أوقد عليها ألف سنة حتى اسودت فهي سوداء مظلمة ".
أخبرنا ابن الحصين قال: أخبرنا ابن المذهب قال: أخبرنا أحمد بن جعفر قال: حدثنا عبد الله بن أحمد قال: حدثني أبي قال: حدثنا محمد بن جعفر قال: حدثنا شعبة عن سليمان عن مجاهد عن ابن عباس قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: " لو أن قطرة من الزقوم قطرت في الأرض لأمرت على أهل الدنيا معيشتهم فكيف بمن هو طعامه وليس له طعام غيره.
أنبأنا أحمد بن الحسين البنا أخبرنا عنه أبن ناصر قال: أخبرنا أبو الحسين محمد بن أحمد بن الأبنوسي قال: أخبرنا أبو الحسين بن أخي هما: قال: أخبرنا ابن صفوان قال: حدثنا أبو بكر القرشي قال: حدثني إبراهيم بن سعيد الجوهري قال: حدثنا حجاج قال: أخبرنا ابن جريج في قوله تعالى: {لَهَا سَبْعَةُ أبواب} أولها جهنم ثم لظى ثم الحطمة ثم السعير ثم السقر ثم الجحيم وفيها أبو جهل ثم الهاوية.
قال القرشي: وحدثني حمزة بن العباس قال: أخبرنا عبد الله بن عثمان قال: حدثنا ابن المبارك قال: أخبرنا عنبسة بن سعيد عن حبيب بن أبي عمرة عن مجاهد قال ابن عباس: أتدري ما سعة جهنم قلت: لا قال: إن بين شحمة أذن أحدهم وبين عاتقه مسيرة سبعين خريفًا يجري فيها أودية القيح والدم قلت له: أنهار قال: لا بل أودية.
قالى كعب: الفلق بيت في النار إذا فتح صاح منه جميع أهل النار.
وقال أبو المثنى الأملوكي: إن في النار أقوامًا يربطون بنواعير من نار يدور بهم ملك النواعير ما لهم فيها راحة ولا فترة
باب ذكر السماء والسموات
قال: لما خلق عز وجل الماء ثار منه دخان فبنى منه السموات وتمت وما فيها من الشمس وقال أبو الخلد: والسماء موج مكفوف.
وقال كعب: السماء أشد بياضًا من اللبن.
قال القاسم بن أبي برة: السماء بيضاء ولكن من بعد ترى خضراء.
وقال إياس بن معاوية: السماء على الأرض مثل القبة.
وقال الربيع بن أنس: السموات أولها موج مكفوف والثانية من صخر والثالثة من حديد والرابعة من صفر ونحاس والخامسة من فضة والسادسة من ذهب والسابعة من ياقوته حمراء.
وذكر أبو الحسين أحمد بن جعفر: أن لا اختلاف بين العلماء في أن السماء مثال الكرة وأنها تدور بجميع ما فيها من الكواكب كدور الكرة على قطبين ثابتين غير متحركين أحدهما في ناحية الشمال والآخر في ناحية الجنوب.
ويدل على ذلك أن الكواكب جميعًا تبدو من المشرق فترتفع قليلًا على ترتيب واحد في حركاتها وتقادير أجرامها إلى أن تتوسط السماء ثم تنحدر على ذلك الترتيب كأنها ثابتة في كرة تديرها جميعأ دورًا واحدًا.
وكذلك أجمعوا على أن الأرض بجميع أجرامها من البرد مثل الكرة ويدل عليه أن الشمس والقمر والكواكب لا يوحد طلوعها وغروبها على جميع من في نواحي الأرض في وقت واحد بل على المشرق قبل المغرب وكرة الأرض مثبتة في وسط كرة السماء كالنقطة من الدائرة يدل على ذلك أن جرم كل كوكب يرى في جميع نواحي السماء على قدر واحد فيدل على ذلك أن ما بين السماء والأرض من جميع الجهات بقدر واحد كاضطرار أن تكون الأرض وسط السماء.
ذكر ما بين السماء والسماء أخبرنا هبة اللّه بن القاسم أخبرنا الحسن بن علي قال: أخبرنا أحمد بن جعفر أخبرنا عبد اللّه بن أحمد قال: حدثني أبي حدثنا عبد الرزاق أخبرنا يحيى بن العلاء عن عمه شعيب بن خالد قال: حدثني سماك بن حرب حدثنا عبد اللّه بن عميرة عن عباس بن المطلب قال: كنا جلوسًا مع رسول اللّه صلى الله عليه وسلم بالبطحاء فمرت سحابة فقال: " أتدرون ما هذا قلنا: السحاب قال: والمزن قلنا: والمزن قال: والعنان.
قال: فسكتنا قال: هل تدرون كم بين السماء والأرض.
قلنا: الله ورسوله أعلم قال: " بينهما مسيرة خمسمائة سنة وبين كل سماء إلى سماء مسيرة خمسمائة سنة وكثف كل سماء خمسمائة سنة وفوق السماء السابعة بحر بين أسفله وأعلاه كما بين السماء والأرض ثم فوق ذلك ثمانية أوعال بين ركبهن وأظلافهن كما بين السماء والأرض والله تعالى فوق ذلك وليس يخفى عليه من أعمال بني آدم شيء ".
قال العلماء: وكذلك الأرضون السبع في كثافتها وبعد ما بين الواحدة والأخرى فذلك مسيرة أربعة عشر ألف سوى ما تحت الأرض من الظلمة والنور وما فوق السموات من الحجب والظلمة إلى العرش وهذا على قدر سير الآدمي الضعيف فأما الملك فإنه يجرد ذلك في ساعة.
وقد سأل ابن الكوا علي بن أبي طالب رضي اللهّ عنه عن مسافة ذلك فقال: دعوة عبد صالح.
ذكر الشمس والقمر والنجوم أخبرنا ابن ناصر قال: أخبرنا أحمد بن علي بن سوار قال: أخبرنا أبو محمد الجوهري قال: أخبرنا أبو عمر بن حيوية قال: أخبرنا أحمد بن جعفر بن المناعي قال: حدثني هارون بن علي بن الحكم قال: حدثنا أحمد بن عبد العزيز بن مرداس حدثنا عبد الله بن محمد بن سعيد القرشي حدثنا محمد بن موسى حدثنا مسلمة بن الصلت حدثنا جارية بن المنذر حدثنا الأعمش عن سليمان بن موسى عن القاسم بن مخيمرة عن حذيفة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " لما أبرم اللّه عز وجل خلقه فلم يبق غيرآدم خلق شمسين من نور عرشه فأما ما كان في سابق علمه أن يطمسها ويحولها قمرًا فإنه خلقها دون الشمس في الضوء ولوتركها شمسين لم يعرف الليل من النهار ولكان الصائم لا يدري إلى متى يصوم فأرسل جبريل فأمر جناحه على وجه القمر ثلاث مرات فمحا عنه الضوء وبقي فيه النور وخلق للشمس عجلة لها ثلثمائة وستون عروة ووكل بها ثلاثمائة وستين ملكًا قد يعلق كل ملك بعروة وإذا أراد أن يري العباد آية خرت الشمس عن عجلتها فوقعت في بحر وتسجد الشمس تحت العرش بمقدار الليل ثم تؤمر بالطلوع فإذا ما دنت القيامة جعلت الشمس ثم يتبعها القمر ثم يطلعان من المغرب ثم يعود إلى ما خلق اللّه ".
وروى طاووس عن ابن عباس أنه قال: قال الله عز وجل للسماء: أخرجي شمسك وقمرك ونجومك " وقال للأرض: شققي أنهارك وأخرجي ثمارك " فقالتا: أتينا طائعين.
وقد أشكل هذا قوم غلبت عليهم الظواهر وقل فهمهم وظنوا أنه قول السماء حقيقة وأنها أخرجت شمسها بفعل وهذا سوقهم لأن قوله أتيا طوعًا معناه كونا بتكويننا وهوتقريب إلى الأفهام تقريره لا بد من فعل ما يريده لوقدرنا أن السماء موجودة أن يوافق أو يخالف ويوضح هذا أنهما إن كانتا حالة الخطاب معدومتين فالمعدوم لا يخاطب وإن كانتا موجودتين استغنتا بوجودهما عن التكوين ثم أي قدرة لهما في إخراج شمس أو قمر وهل خالق إلا الله وإنما المرادكوني بتكويني إياك ومثله قوله تعالى: {إنمَا قَوْلُنَا لِشَيْءٍ إِذَا أرَدْنَاهُ أنْ نَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُون}.
وقوله:{كُونُوا قِرَدةً خَاسِئين}.
{كونوا حجارة أو حديدًا} وهذا من توسع العرب في الخطاب يقصدون به اعلام قال مجاهد في قوله تعالى: {رب المشرقين ورب المغرِبَيْن} قال: مشرق الشتاء ومشرق الصيف ومغرب الشتاء ومغرب الصيف.
قال ابن عباس: يطلع كل سنة في ثلاثمائة وستين كوة كل يوم في كوة فلا يرجع إلى تلك الكوة في ذلك اليوم من العام للمقبل.
وقد روى عبد اللّه بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه رأى الشمس حين غابت فقال: " في نار الله الحامية لولا ما يزعها من أمر الله عز وجل لأهلكت ما على الأرض ".
قال أبو الحسين أحمد بن جعفر: قد نظر بعض الناس أن ذلك دعاء على الشمس وليس كذلك إنما هو وصف للعين التي تواري الشمس في قوله تعالى: " تغْرب فِي عين حَامئَة ".
قال سعيد بن المسيب: إن الشمس إذا أرادت أن تطلع تقاعست كرامة أن تعبد من دون الله فيدفعها ثلاثمائة وستون ملكًا.
وقال ابن عباس: لا تطلع إلا وهي كارهة تقول: يا رب لا تطلعني على عبادك فإني أراهم يعصونك.
أخبرنا محمد بن ناصر أخبرنا أبو الخطاب علي بن عبد الرحمن الجراح حدثنا عبد الملك بن بشران أخبرنا أحمد بن الفضل بن العباس بن خريم حدثنا إبراهيم بن الهيثم حدثنا أبو اليمان حدثنا عمير بن المعدان بن عامر عن أبي أمامة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أخبرنا عبد الأول أخبرنا الداودي أخبرنا ابن أعين حدثنا الفربري حدثنا البخاري حدثنا ابن نعيم أخبرنا الأعمش عن ابراهيم التيمي عن أبيه عن أبي ذر قال: كنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد حين وجبت الشمس فقال: " يا أبا ذر تدري أين تذهب الشمس قلت: الله ورسوله أعلم قال: فإنها تذهب حتى تسجد بين يدي الله عز وجل فتستأذن في الرجوع فيؤذن لها وكأنها قد قيل لها: ارجعي حيث جئت فتطلع من مغربها ".
أخرجاه في الصحيحين.
قال ابن عقيل: قد ذكر أصحاب علوم الهندسة أن بعد الشمس من الأرض أربعة آلاف وثمانمائة وعشرون ألف ميل ونصف.
وذكروا أن جرم القمر جزء من تسعة وثلاثين جزءًا من الأرض وإن المشتري أعظم من الأرض يزيد جرمه على جرم الأرض مائتين وثمانين مرة ونصف وربع.
وزحل أعظم من الأرض تسعة وسبعين مرة ونصف.
وأما الكواكب الثابتة فأعظمها الخمسة عشر العظام نيرة مثل الشعرى والسماك وقلب الأسد يكون جرم كل كوكب منها أعظم من الأرض بأربع وسبعين مرة ونصف.
ذكر البيت المعمور اختلف العلماء في أي سماء وهو على ثلاثة أقوال: أخبرنا به عبد الأول أخبرنا الداوودي أخبرنا ابن أعين حدثنا الفربري حدثنا البخاري حدثنا هدبة حدثنا همام عن قتادة عن أنس بن مالك بن صعصعة أن النبي صلى الله عليه وسلم حدثهم عن ليلة أسري به فذكر صعوده من سماء إلى سماء حتى أتى السماء السابعة قال: ثم رفع إلى البيت المعمور يدخله كل يوم سبعون ألف ملك لا يعودون فيه.
القول الثاني: إنه في السماء الدنيا رواه أبوهريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم.
قال ابن عباس: هو حيال الكعبة ويسمى الصراح.
وقال الربيع بن أنس: كان البيت المعمور مكان الكعبة في زمان آدم فلما كان زمن نوح أمر الناس بحجه فعصوه فلما طفى الماء رفع فجعل بحذاء البيت في السماء الدنيا.
والقول الثالث: إنه في السماء السادسة قاله علي رضي اللّه عنه.
ذكر ما بعد السموات السبع من ذلك سدرة المنتهى وهي بعد السماء السابعة وقد قيل أنها في السادسة والأول أصح.
أخبرنا هبة اللهّ بن محمد قال: حدثنا الحسن بن علي أخبرنا أحمد بن جعفر حدثنا عبد اللهّ بن أحمد قال: حدثني أبي حدثنا عفان حدثنا هدبة حدثنا همام عن قتادة عن أنس بن مالك عن مالك بن صعصعة أن النبي صلى الله عليه وسلم ذكر معراجه إلى السماء السابعة قال أحمد: وحدثنا ابن نمير أخبرنا مالك بن مغول عن الزبير بن عدي عن طلحة عن مرة عن عبد اللّه قال: لما أسري برسول اللّه صلى الله عليه وسلم انتهي به إلى سدرة المنتهى وهي في السماء السادسة إليها ينتهي ما يعرج به من الأرض فيقبض منها وإليها ينتهي ما يهبط به من فوقها فيقبض منها فأعطي رسول اللّه صلى الله عليه وسلم ثلاثًا: أعطي الصلوات الخمس وأعطي خواتيم سورة البقرة وغفر لمن لا يشرك باللّه من أمته شيئًا المقحمات ".
هذا الحديث من أفراد مسلم والذي قبله متفق عليه.
ثم الكرسي.
قال النبي صلى الله عليه وسلم: " ما السموات السبع في الكرسي إلا كحلقة ملقاة في أرض فلاة.
ثم العرش.
روى اسماعيل بن أبي خالد عن سعد الطائي قال: العرش ياقوتة حمراء.
ذكر الملائكة.
أخبرنا ابن الحصين أخبرنا ابن المذهب أخبرنا أحمد بن جعفر حدثنا عبد الله بن أحمد قال: حدثني أبي حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن الزهري عن عروة عن عائشة قالت: قال رسول الله: " خلقت الملائكة من نور ".
انفرد بإخراجه مسلم.
ذكر حملة العرش.
من أعظم الملائكة خلقًا حملة العرش وعددهم اليوم أربعة أحدهم على صورة البشر قد وكل بالدعاء لنسل الآدمي والآخر على صورة النسر وقد وكل بالدعاء لأجناس الطير والآخر على صورة الثور قد وكل بالدعاء لنسل البهيمي والآخر على صورة السبع قد وكل بالدعاء لأجناس السباع فإذا جاءت القيامة صاروا ثمانية قال الله عز وجل: {وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبك فَوْقَهم يَوْمَئذٍ ثَمَانِيَةٌ}.
وقد قال سعيد بن جبير: ثمانية صفوف من الملائكة.
وقد روى أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه وصف أحد حملة العرش فقال: قدماه على الأرض السابعة من الأرضين والذي نفس محمد بيده لوأن الطير سخرت ما بين أصل عنقه إلى منتهاها من رأسه لحففت فيه سبعمائة عام قبل أن تقطعه ".
أخبرنا عبد الأول بن عيسى أخبرنا أبو اسماعيل عبد الله بن محمد الأنصاري أخبرنا إسحاق بن أبي إسحاق الحافظ أخبرنا أبو الحارث علي بن القاسم حدثنا عبد اللّه بن محمد بن الحسن الشرقي حدثنا أحمد بن حفص حدثنا أبي حدثنا ابراهيم بن طهمان عن موسى بن عتبة عن محمد بن المنكدر عن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أذن لي أن أحدث عن ملك من ملائكة اللّه من حملة العرش ما بين شحمة أذنه إلى عاتقه مسيرة سبعمائة سنة ".
أخبرنا عبد الأول أخبرنا أبو اسماعيل أخبرنا أحمد بن ابراهيم النيسابوري أخبرنا محمد بن جعفر بن مطر حدثنا أبو إسحاق ابراهيم بن اسحاق الأنماطي حدثنا ابو الفضل سهل الأعرج حدثنا إسحاق بن منصور حدثنا إسرائيل عن معاوية بن اسحاق عن سعيد بن أبي سعيد المقبري عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إن الله عز وجل أذن لي أن أحدث عن ملك قد لزقت رجلاه الأرض وعنقه مثنية تحت العرش وهو يقول: سبحانك ما أعظمك ربنا قال: فيرد عليه ما يعلم ذلك الذي يخلف به كاذبًا ".
ذكر الملك المسمى بالروح قد روينا عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه قال: هو ملك من الملائكة له سبعون ألف وجه لكل وجه سبعون ألف لغة يسبح الله بتلك اللغات كلها ويخلق من كل تسبيحة ملك يطير مع الملائكة إلى يوم القيامة.
أخبرنا ابن ناصر أخبرنا نصر بن أحمد بن البطر أخبرنا ابن رزقويه حدثنا عثمان بن أحمد الدقاق أخبرنا إسحاق بن ابراهيم الحنبلي حدثنا العلاء بن عمرو الخراساني حدثنا عبد الله بن الحكم البجلي حدثنا القاسم بن الحكم العربي عن الضحاك عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " إذا كانت ليلة القدر يأمر الله تعالى جبريل فيهبط في وكيله من الملائكة وله ستمائة جناح منها جناحان لا ينشرهما إلا في ليلة القدر فينشرهما تلك الليلة فيجاوزان المشرق والمغرب ".
ذكر إسرافيل روى ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " إن ملكًا من ملائكة اللهّ تعالى يقال له إسرافيل يحمل زاوية من زوايا العرش على كاهله وقدماه في الأرض السفلى قد رنق رأسه في السماء السابعة.
قال أبو الحسين أحمد بن جعفر: والملائكة خلقت من نور وقد قيل أن المستأنف منها يخلق دموع إسرافيل.
ذكر أصناف الملائكة روى معدان بن أبي طلحة عن عمر البكالي قال: قال عبد الله بن عمرو بن العاص: الملائكة عشرهّ أجزاء الكروبيون الذين يسبحون الليل والنهار لا يفترون تسعة أجزاء وجزء واحد الذين وكلوا بخزانة كل شيء والملائكة والجن عشرة أجزاء تسعة أجزاء الملائكة وجزء واحد الجن والجن والإنس عشرة أجزاء فتسعة أجزاء الجن وجزء واحد الإنس فإذا ولد واحد من الإنس ولد تسعة من الجن والإنس عشرة أجزاء يأجوج ومأجوج وجزء واحد سائر الإنس وما من السماء موضع اهاب إلا عليه ملك ساجد أو قائم.
أخبرنأ أبو الفضل محمد بن ناصر الحافظ أخبرنا المبارك بن عبد الجبار أخبرنا علي بن الحسين بن القنوجي أخبرنا محمد بن عبد الرحيم المازفي حدثنا أبو علي الحسين بن القاسم الكوكبي حدثني أبو عبيدة الحسن بن علي بن الجعد حدثنا محمد بن سعد عن الواقدي عن اسماعيل بن أبي سعيد عن يوسف بن عبد الله بن سلام عن أبيه قال: لما خلق اللّه عز وجل الملائكة واستووا على أقدامهم رفعوا رؤوسهم إلى السماء فقالوا: ربنا مع من أنت قال: مع المظلوم حتى يؤدى إليه حقه.
ذكر أعمال الملائكة جمهور الملائكة مشغولون بالتعبد كما قال اللّه عز وجك: {يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنهَارَ لا يَفْتُرون}.
فمنهم قيام في التعبد ومنهم ركوع ومنهم سجود وكل من رتب لعبادة فهو مقيم عليها إلى يوم القيامة.
أخبرنا ابن الحصين أخبرنا ابن المذهب أخبرنا أحمد بن جعفر حدثنا عبد اللّه بن أحمد قال: حدثني أبي حدثنا أسود عن ابراهيم بن مهاجر عن مجاهد عن مورق عن أبي ذر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " اني أرى ما لا ترون وأسمع ما لا تسمعون أطت السماء وحق لها أن تئط فما فيها موضع أربع يعني أصابع إلا عليه ملك ساجد ومن الملائكة موكل بعمل فمنهم حملة العرش قد وكلوا لحمله جبريل هو صاحب الوحي والغلظة فهو ينزل بالوحي ويتولى إهلاك المكذبين وميكائيل صاحب الرزق والرحمة وإسرافيل صاحب اللوح والصور وعزرائيل قابض الأرواح وله أعوان وهؤلاء الأربعة هم المقسمات أمرًا.
ومنهم كتاب على بني آدم وهم المعقبات ملكان في الليل وملكان في النهار ".
أخبرنا ابن الحصين أخبرنا ابن المذهب أخبرنا أحمد بن جعفر حدثنا عبد اللّه بن أحمد.
قال: حدثني أبي حدثنا عبد الرزاق حدثنا معمر بن همام عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " والملائكة يتعاقبون فيكم ملائكة الليل وملائكة النهار ويجتمعون في صلاة الفجر وصلاة العصر ثم يعرج إليه الذين باتوا فيكم فيسألهم وهوأعلم: كيف تركتم عبادي فقالوا: تركناهم وهم يصلون ".
أخرجاه في الصحيحين.
روى أبو أمامة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان كاتب الحسنات على يمين الرجل وكاتب السيئات على يساره وكاتب الحسنات أمير على كاتب السيئات فإذا عمل حسنة كتبها له صاحب اليمين عشرًا وإذا عمل سيئة فأراد صاحب الشمال أن يكتبها قال صاحب اليمين: أمسك فيمسك عنه سبع ساعات فإن استغفر منها لم تكتب وإن لم يستغر كتبت عليه سيئة.
وفي حديث علي رضي الله عنه إن مقعد الملكين على الثنيتين.
وقال الحسن: إن مجلسيهما تحت الشعرعلى الحنك.
ومن الملائكة من قد وكل بالشمس ومنهم موكل بالقطر والرعد صوت ملك يزجر والسحاب والبرق ضربه إياه بمخاريق ومنهم موكل بالرياح والأشجار.
روى مجاهد عن ابن عباس قال: ليس أحد من خلق الله أكثر من الملائكة ليس من شجرة إلامعها موكل بها.
ومنهم ملكان يقول أحدهما: اللهم.
أعط منفقًا مالًا خلفًا ويقول الآخر: اللهم أعط ممسكًا تلفًا.
وملكان يقول أحدهما: يا باغي الخير أبشر ويقول الآخر: يا باغي الشر أقصر.
ومنهم ملائكة يساحون في الأرض يتبعون مجالس الذكر وملائكة يبلغون رسول اللّه صلى الله عليه وسلم من أمته السلام.
وملائكة موكلون بمكة والمدينة ليمنعوا عنها الدِّجال إذا خرج.
ومن الملائكة من هو مشغول بغرس شجر الجنة.
قال الحسن: إن أحدهم ليفتر فيقال له: ما لك فيقول: فتر صاحبي من العمل.
وكان الحسن يقول: أمدوهم رحمكم الله.
ومنهم موكل بصياغة حليّ الجنة.
روى شمر بن عطية عن كعب قال: إن في الجنة ملكًا يصوغ حلية أهل الجنة منذ خلق إلى أن تقوم الساعة لو شئت أن أسميه لسميته ولو أن قُلبًا منها خرج لردّ شعاع الشمس.
قال مؤلف الكتاب: فلو ذهبنا نكتب كل شيء من هذا طال ذلك.
ذكر تسبيح الملائكة أخبرنا محمد بن ناصر اُخبرنا جعفر بن محمد أخبرنا الحسن بن علي أخبرنا أبو بكر بن مالك قال: حدثنا عبد اللّه بن أحمد قال: حدثنى أبي أخبرنا أبو المغيرة حدثنا صفوان بن عمرو قال: سمعت خالد بن معدان يقول: إن لله عز وجل ملائكة أربعة يسبحون تحت العرش يسبح بتسبيحهم أهل السموات يقول الأول سبحان ذي الملك والملكوت ويقول الثاني: سبحان ذي العزة والجبروت ويقول الثالث: سبحان الحي الذي لا يموت ويقول الرابع: سبحان الذي يميت الخلق و يموت.
وقال هارون بن رباب: حملة العرش ثمانية يتجاوبون بصوت رخيم يقول أربعة: سبحانك وبحمدك على حلمك بعد علمك ويقول الأربعة الأخرى: سبحانك وبحمدك على عفوك بعد قدرتك.
قال سعيد بن جبيرة أتى جبريل رسول اللهّ صلى الله عليه وسلم فقال: " إن أهل السماء الدنيا سجود إلى يوم القيامة يقولون: سبحان ذي الملك والملكوت وأهل السماء الثاني ركوع إلى يوم القيامة يقولون سبحان ذي العزة والجبروت وأهل السماء الثالثة قيام إلى يوم القيامة يقولون: سبحان الحي الذي لا يموت.
وقد روينا أن في الملائكة ملكًا نصفه من نار ونصفه من ثلج وهويقول: يامن ألف بين الثلج والنار فلا النار تذيب الثلج ولا الثلج يطفىء النار ألف بين عباد المؤمنين.
باب ذكر الجنة الجنة والنار
مخلوقتان قبل آدم.
قال عبد اللهّ بن سلام: والجنة في السماء.
ويدل عليه قوله: {عند سدرة المنتهى عِنْدَهَا جنةُ الْمَأوَى}.
وقال مجاهد: {وَفِي السمَاء رِزْقُكُم} قال: المطر{وما توعدون} قال: الجنة.
ويدل على أن الجنة قد خلقت قوله تعالى: " اسْكُنْ أنْتَ وَزَوْجُكَ الجنة ".
وقد روى سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: كان عرش اللّه على الماء ثم اتخد جنة ثم اتخذ دونها أخرى ثم أطبقها بلؤلؤة واحدة فقال: {وَمِن دونِهمَا جنتَان}.
أخبرنا عبد الأول أخبرنا الداودي أخبرنا ابن أعين حدثنا الفربري حدثنا البخاري حدثنا روح بن عبد المؤمن حدثنا يزيد بن زريع حدثنا سعيد عن قتادة عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " إن في الجنة لشجرة يسير الراكب في ظلها مائة عام لا يقطعها ".
أخبرنا ابن الحصين أخبرنا ابن المذهب أخبرنا أبو بكر بن مالك أخبرنا عبد اللهّ بن أحمد قال: حدثنا أبي حدثنا عبد الصمد حدثنا أبو قدامة الحارث بن عبيد حدثنا أبو عمران عن أبي بكر بن عبد الله بن قيس عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " جنات الفردوس أربع: ثنتان من ذهب آنيتهما وحليتهما وما فيهما وثنتان من فضة آنيتهما وحليتهما وما فيهما وليس بين القوم أن ينظروا إلى ربهم عز وجل إلا رداء الكبرياء على وجهه عز وجل في جنة عدن ".
قال أحمد: وحدثنا أبو النضر حدثنا زهير حدثنا سعد أبو مجاهد حدثنا أبو المدلّه أنه سمع أبا هريرة يقول: قلنا: يا رسول اللهّ حدثنا عن الجنة ما بناؤها قال: لبنتها فضة وملاطها المسك الأذخر وحصباؤها اللؤلؤ والياقوت وترابها الزعفران من يدخلها ينعم لا يبؤس ويخلد لا يموت لايبلى ثيابه ولايفنى شبابه ".
هذا الحديث حسن واللذان قبله في الصحيحين.
باب ذكر آدم عليه السلام
روى السدي سن أشياخه قال: بعث اللهّ عز وجل جبرئيل إلى الأرض ليأتيه بطين منها قالت الأرض: إني أعوذ باللهّ منك أن تنقص مني أو تَشينني فرجع ولم يأخذ وقال: رب إنها عاذت بك فأعذتُها.
فبعث ميكائيل فعاذت منه فأعاذها فبعث ملك الموت فعاذت منه فقال: وأنا أعوذ باللّه أن أرجع ولم أنفذ أمره فأخذ من وجه الأرض وخلط فلم يأخذ من مكان واحد وأخذ من تربة حمراء وبيضاء وسوداء فلذلك خرج بنو آدم مختلفين.
فصعد به فَبَلَ التراب حتى عاد طينًا ثم تُرك حتى تغير وأنتن وهو قوله {مِنْ حَمَأٍ مَسْنُون} قال: مُنْتِن.
وقد روى سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: بعث رب العزة إبليس فأخذ من أديم الأرض ومن عذبها ومن ملحها فخلق آدم فمن ثَمَّ سُمّيَ آدم لأنه خلق من أديم الأرض ومن ثَم قال إبليس: {أسْجُدُ لِمَنْ خَلَقْتَ طِينًا} أي هذه الطينة أنا جئت بها.
وقد رواه ابن جبيرعن ابن مسعود.
فأخبرنا به محمد بن عبد الباقي البزار أخبرنا أبو محمد الجوهري أخبرنا أبو عمر بن حيوية أخبرنا أحمد بن معروف أخبرنا الحارث بن أبي أسامة أخبرنا محمد بن سعد أخبرنا حسين بن الحسن الأشقر حدثنا يعقوب بن عبد الله القُميَ عن سعيد بن جبير عن ابن مسعود قال: إن اللّه بعث إبليس فأخذ من أديم الأرض من عذبها ومالحها فخلق منه آدم فكل شيء خلقه من عذبها فهو صائر إلى الجنة وإن كان ابن كافر وكل شيء خلقه من مالحها فهو صائر إلى الناروإن كان ابن نبي.
قال: فمن ثم قال ابليس: {أأسجد لمن خلقت طينًا} لأنه جاء بالطينة وسمي آدم لأنه خلق من أديم الأرض.
أخبرنا عبد الأول أخبرنا الداوي أخبرنا ابن أعين السرخسي أخبرنا ابراهيم بن خريم حدثنا عبد بن حميد حدثنا هوفق بن خليفة حدثنا عوف عن قَسَام بن زُهَير عن أبي موسى عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إن الله عز وجل خلق آدم من قبضة قبضها من جميع الأرض فجاء بنو آدم على قدر الأرض جاء منهم الأبيض والأحمر والأسود وبين ذلك والخبيث والطيب والسهل والحَزْن وبين أخبرنا ابن الحصين أخبرنا ابن المذهب أخبرنا أحمد بن جعفر حدثنا عبد اللهّ بن أحمد حدثني أبي أخبرنا أبو عامر عبد الملك بن عمرو حدثنا زُهَير بن محمد عن عبد اللّه بن محمد بن عَقِيل عن عبد الرحمن بن محمد بن يزيد الأنصاريّ عن أبي لُبابة البدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " سيد الأيام يوم الجمعة وأعظمُها عنده وأعظم عند الله عز وجل من يوم الفطر ويوم الأضحى وفيه خمس خلال: خلق اللّه تبارك وتعالى فيه آدم وأهبط الله فيه آدم إلى الأرض وفيه توفَّى آدم وفيه ساعة لا يسأل العبد فيها شيئًا إلا أتاه الله إياه ما لم يسأل حرامًا وفيه تقوم الساعة ما من ملك مقرب في السماء والأرض ولا رياح ولا جبال ولا بحر إلا وهن يستغفرون من يوم الجمعة ".
قال أحمد: وحدثنا أبو عامر حدثنا زهير عن عبد اللهّ بن محمد عن عمرو بن شرحبيل بن سعد بن عبادة عن أبيه عن جده سعد بن عبادة أن رجلًا من الأنصار أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: أخبرنا عن يوم الجمعة ماذا فيه من الخير.
قال: " فيه خمس خلال: فيه خُلقَ آدم وفي أهبط آدم وفيه تُوفّي وفيه ساعة لا يسأل عبد فيها شيئًا إلا أتاه اللهّ ما لم يسأل مأثمًا أوقطيعة رحم وفيه تقوم الساعة وما من ملك مقرب ولا سماء ولا أرض ولا جبال ولا حجر فصل: فلما صور اللهّ تعالى آدم تركه أربعين ليلة جسدًا ملقى لا روح فيه هكذا رواه الضحاك عن ابن عباس.
وقال السدي عن أشياخه: بقي جسدًا بين طين وماء أربعين سنة.
والمراد بذلك من أعوامنا.
وقد روى أبو عثمان النهدي عن سلمان الفارسي قال: خمر اللّه عز وجل طينة آدم أربعين يومًا.
فعلى هذا يكون التخمير قبل التصوير ".
وقد روينا عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " في يوم الجمعة خلق آدم ".
وقال مجاهد: خلق بعد كل شيء آخر النهار من يوم الجمعة.
فصل
روى السدي عن أشياخه قال: لما أراد اللهّ عز وجل أن ينفخ فيه الروح قال للملائكة: فإذا نفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين.
فنفخ فيه الروح فدخل فيه الروح من رأسه فعطس فقالت له الملائكة: قل الحمد لله فقال: الحمد للهّ فقال اللهّ: رحمك ربك فلما دخل الروح في عينيه نظر إلى ثمار الجنة فلما دخل في جوفه اشتهى الطعام فوثب قبل أن تبلغ الروح رجليه عجلان فذلك قوله: {خُلِقَ الإنْسَانُ مِنْ عَجَلٍ}.
فسجد الملائكة كلهم أجمعون إلا إِبليس.
وروى الضحاك فقال: أتته النفخة من قبل رأسه فجعل لا يجري في شيء من جسده إلا صار لحمًا ودمًا فلما انتهت النفخة إلى سرته فنظر إلى جسده فاعجبه فذهب لينهض فلم يقدر فلما تمت النفخة عطس فقال: الحمد للّه فقال له ربه: يرحمك ربك.
أخبرنا أبن الحصين أخبرنا ابن المذهب أخبرنا أحمد بن جعفر حدثنا عبد اللّه بن أحمد بن حنبل قال: حدثني أبي حدثنا حسين وعفان قالا: حدثنا حماد بن سلمة أخبرنا ثابت البناني عن أنس بن مالك قال: قال رسول اللهّ صلى الله عليه وسلم: " إن الله عز وجل لما صور آدم تركه ما شاء الله أن يتركه فجعل إبليس يطيف به فلما رآه أجوف عرف أنه خلق لا يتمالك ".
قال أحمد: وحدثنا عبد الرزاق حدثنا معمر عن همام بن منبه حدثنا أبو هريرة قال: قال رسول اللهّ صلى الله عليه وسلم: " خلق اللهّ عز وجل آدم على صورته طوله ستون ذراعًا فلما خلقه قال له: اذهب فسلم على أولئك النفر وهم نفرمن الملائكة جلوس فاستمع ما يحيونك فإنها تحيتك وتحية ذريتك فقال: السلام عليكم فقالوا: السلام عليك ورحمة الله وبركاته فزادوه ورحمة الله فكلَ من يدخل الجنة على صورة آدم وطوله فلم يزل الخلق ينقص بعد ".
هذا حديث متفق عليه والذي قبله من أفراد مسلم.
أخبرنا زاهر بن طاهر النيسابوري أخبرنا الحاكم أبو سعد محمد بن محمد بن علي أخبرنا أبو بكر حدثنا يحيى بن اسماعيل أخبرنا مكي بن عبدان حدثنا أحمد ابن الأزهر حدثنا روح بن عبادة حدثنا حماد بن زيد بن جدعان عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " كان طول آدم ستين ذراعًا في سبعة أذرع عرضًا ".
وقد روي عن مجاهد: أن نفس آدم كان يؤذي أهل السماء فحط إلى ستين ذراعًا.
وليس هذا بشيء.
قال أبو الحسن: هذا من كتب السريانيين ليس للإسلاميين فيه أكثر من الرواية عنهم.
ذكر الحوادث التي في زمان آدم عليه السلام هذه الحوادث تنقسم ثلاثة أقسام: فالقسم الأول ما حدث وآدم في السماء والثاني ما حدث وهو في الجنة والثالث ما حدث وآدم في الأرض.
ذكر القسم الأول: ما حدث وآدم في السماء: من ذلك أن الله تعالى لما أكمل خلق آدم ونفخ فيه الروح علمه الأسماء كلها.
قال ابن عباس: علمه أسماء كل شيء.
قال الحسن: علمه اسم كل شيء: هذه الخيل وهذه البغال والإبل والجن والوحوش.
والصحيح العموم وقد شرحنا هذا في التفسير وهناك أليق بسط هذا.
ثم أمر الملائكة بالسجود له فسجدوا إلا إبليس.
أخبرنا محمد بن عمر الأوحدي أخبرنا أبو الحسن محمد بن علي بن المهتدي أخبرنا عمر بن أحمد بن شاهين حدثنا عبد اللّه بن سليمان حدثنا هارون بن زيد بن أبي الزرقاء حدثنا عثمان بن ربيعة عن قادم بن المسور قال: قال عمر بن عبد العزيز: لما أمر اللّه عز وجل الملائكة بالسجود لآدم عليه السلام أول من سجد له إسرافيل فأثابه اللهّ بأن كتب القرآن في جبهته.
ومن أعظم ذكر الحوادث السماوية في زمان آدم امتناع ابليس من السجود له تكبرًا وقد سبق بيانه في ذكر أخبار ابليس.
ذكر القسم الثاني: ما حدث وآدم في الجنة: وهو ما حدث وآدم في الجنة لما سجدت الملائكة لآدم وأبعد الله إبليس أسكن آدم الجنة فما حدث أباح آدم جميع أشجار الجنة سوى شجرة واحدة اختلفوا فيها فقيل: هي الحنطة وقيل: الكرمة إلى غير ذلك مما قد شرحناه في التفسير.
ومما حدث: ما روى السدي عن أشياخه: لما أسكن آدم الجنة كان يمشي فيها وحشًا ليس له زوج فنام نومة فاستيقظ فإذا عند رأسه امرأة قاعدة خلقها الله من ضلعه فسألها: ما أنت.
قالت امرأة قال: ولم خلقت.
قالت: تسكن إلي قالت له الملاَئكة ينظرون ما بلغ علمه: ما أسمها يا آدم قال: حواء قالوا: ولم سمت حواء.
قال: لأنها خلقت من شيء حيّ فقال اللهّ: يا آدم اسكن أنت وزوجك الجنة.
قال قتادة: خلق حواء من ضلع من أضلاعه.
قال مجاهد: خلقت من قصيرى آدم.
ومما حدث: احتيال إبليس في الدخول إلى الجنة لاستذلال آدم.
روى السدي عن أشياخه قال: لما أراد إبليس أن يدخل الجنة إلى آدم فمنعه الخزنة فأتى الحية وهي دابة لها أربع قوائم كأنها البعير وهي كأحسن الدوابّ فكلمها أن تدخله في فمها فأدخلته في فمها فقال: يا آدم هَلْ أدُلكَ عَلَى شَجَرَةِ الْخلْد فأبى أن يأكل فقدمت حواء فأكلت ثم قالت: يا آدم قد أكلتُ ولم يضرني فلما أكل بدت لهما سوآتهما.
وروى طاووس عن ابن عباس قال: إن إبليس عرض نفسه على الدواب لتحمله حتى تدخله الجنة حتى يكلم آدم وكل الدواب أبى ذلك عليه حتى كلّم الحية فجعلته بين نابين من أنيابها ثم دخلت به وكانت كاسية أعلى أربع قوائم فأعراها اللّه تعالى وجعلها تمشي على بطنها.
وقال وهب بن منبه: لما دخلت الحية الجنة خرج من جوفها فأخذ من الشجرة وجاء بها إلى حواء فقال: انظري إلى هذه الشجرة ما أطيب ريحها وطعمها وأحسن لونها فأكلت منها وذهبت بها إلى آدم فقالت: انظر إلى هذه ما أطيب ريحها وطعمها فأكل فبدت لهما سوآتهما فدخل آدم في جوف الشجرة فناد ربُّه: يا آدم أين أنت.
قاد: أنا هذا يا ربّ قال: يا حواء أنت غَرَرْتِ عبدي فلا تحملين حَمْلًا إلا حملتِه كرهًا فإذا أردت أن تضعي ما في بطنك أشرفت على الموت مرارًا.
وقال للحية: أنت الذي دخل الملعون في جوفك حتى غرّ عبدي ملعونة أنت لعنة تتحول قوائمك في بطنك ولا يكنْ لك رزق إلا التراب أنتِ عدوّة بني آدم وهم أعداؤك حيث لقيت منهم أحدًا أخذت تسميه وحيث لقيَك شدَخ رأسك.
وروى محمد بن إسحاق عن بعض أهل العلم: ان آدم لما رأى نعم الجنة قال: لو أن خالدًا فاغتنمها إبليس فأتاه من قبل الخلد.
قال ابن إسحاق: وحديث ان أول ما ابتدأهما به من كيده أنه ناح عليهما نياحة أحزنتهما حين سمعاها فقالا له: ما يُبْكِيك قال: أبكي عليكما إنكما تموتان فتفارقان ما أنتما فيه من النعمة والغبط فوقع ذلك في أنفسهما ثم أتاهما فوسوس إليهما وقال: يا آدم هل أدلك على شجرة الخلد.
وقال ابن زيد: وسوس الشيطان إلى حواء في الشجرة حتى أتى بها إليها ثم حسنها في نفسه قال: فدعاها آدم لحاجته فقالت: لا إلا أن تأتي هذا قال: ما آتي.
قالت: تأكل من هذه الشجرة فأكلا منها فبدت سوآتهما وذهب آدم هاربًا إلى الجنة فناداه ربُّه يا آدم أني أتيت.
قال: لا يا رب ولكن حياء منك وقال: يا آدم أنَّى أتِيتَ.
قال: من قِبَل هذا أي رب قال: فقال اللهّ: إن لها عليّ أن آدميها في كل شهر مرة كما آدمت هذه الشجرة وأن أجعلها سفيهة فقد كنت خلقتها حليمة وأن أجعلها تحمل كرهًا وتضع كرهًا.
وكان سعيد بن المسيب يحلف باللّه ما يستثني: ما أكل آدم من الشجرة وهو يعقل ولكن حواء سقتْه الخمرحتى إذا سكر قادته إليها فأكل.
قال المؤلف: وفي هذا بعد من جهتين أحدهما: أن خمر الجنة لا يسكر لقوله تعالى: {لا فيهَا غَول}.
والثاني: أنه لا يخلو أن يكون شربه مباحًا له أو محظورًا وقد حظره لأن الظاهر إباحته جميع ما في الجنة له سوى تلك الشجرة ومن فعل المباح لم يؤاخذ بما يؤثره على أن راوي هذا الحديث محمد بن إسحاق وفيه مقال.
ومما حدث إخراج آدم من الجنة: قال العلماء: لما واقع آدم وحواء الخطيئة أخرجهما الله تعالى من الجنة وسلبهما ما كانا فيه من النعمة وأهبطهما وعدويهما إبليس والحية إلى الأرض.
ذكر مقدار مكثه في الجنه روى أبو صالح عن ابن عباس: أن آدم مكث في الجنة نصف يوم من أيام الآخرة وهو خمسمائة سنة.
وقال أبو العالية: مكث في الجنة خمس ساعة.
وقد روينا أنه خلق آخر النهار من يوم الجمعة فعلى هذه يكون في الساعة الأخيرة فمكث جسدًا أربعين سنة من سنيها كان مكثه في السماء بعد تصويره في الجنة إلى أن أصاب الخطيئة واهبط ثلاثًَا وأربعين سنة وأربعة أشهر.
وقال الحسن البصري: كان الساعة التي لبثها آدم في الجنة مقدار أربعين ومائة من سنينكم.
ذكر الوقت الذي أخرج فيه: روى سعد بن عبادة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " في يوم الجمعة خلق آدم وفيه أهبط ".
وروى أبو صالح عن ابن عباس: أن آدم أخرج بين الصلاتين صلاة الظهر وصلاة العصر.
وقد ذكرنا انه اسكن وأخرج في ساعة واحدة من ساعات ذلك اليوم.
قال ابن جرير: فأهبط قبل غروب الشمس.
ذكر المكان الذي اهبط إليه
قال علي بن أبي طالب وابن عباس وقتادة وأبو العالية: أهبط بالهند.
وروى أبو صالح عن ابن عباس قال: أهبط على جبل بالهند يقال له نَوْد.
وقال ابن اسحاق: أهل التوراة يقولون: أهبِط بالهند على جبل يقال له واسم عند واد يقال له بهيل بين الدهنج والمندل: بلدين بأرض الهند.
فقال قوم: بل أهبط بَسَرْنْديب على جبل يقال له: نَوْذ وأهبطت حواء بجدة من أرض مكة وإبليس بميسان والحية بأصفهان.
وقال آخرون: أهبطت الحية بالبرية وإبليس بالساحل من بحر الأ بُلَّة.
وقيل: كان الجبل الذي أهبط عليه أقرب من جميع الجبال إلى السماء.
ذكر ما هبط معه من الجنة: قال أبو موسى الأشعري: لما أخرجه الله من الجنة زوده من ثمارها فثماركم هذه من ثمارها.
وقال ابن عباس: كان حين أخرج لا يمر بشيء إلا عبث به فقيل للملائكة: دعُوه فليتزودْ منها ما شاء فنزل بالهند وإن هذا الطيب الذي يُجَاء به من الهند مما خرج به آدم.
وروى أبو صالح عن ابن عباس قال: نزل آدم معه ريحُ الجنة فعلق بشجرها وأوديتها يعني الهند وأنزل معه الحجر الأسود وكان اشدَ بياضًا من الثلج وعصا موسى وكانت من آس الجنة وقال أبو العالية: أخرج ومعه غصن من شجر الجنة وعلى رأسه تاج أو إكليل من شجر الجنة.
وقال قتادة: أهبط آدم على جبل بالهند وعلى رأسه إكليل من شجر الجنة فعبق ريح ذلك الإكليل بشجر ذلك الجبل فصار طيبًا.
أخبرنا عبد الوهاب بن المبارك أخبرنا عاصم بن الحسن أخبرنا أبو الحسين أخبرنا عثمان بن أحمد الدقاق أخبرنا أبو الحسن بن البر قال: أهبط آدم بالهند في جزيرة سرنديب على جبل يدعى نَوْذ وعلى آدم الورق الذي خصفه فيبس فتحات فنبت منه أنواع الطيب والثمار فعلى ذلك الجبل: العود والسنبل والقرنفل والأفاوية ودابة المسك ودابة الزباد وحول الجبل الياقوت وفي واديه الماس وفي أرض تلك الجزيرة السفاذج وفي أنهارها البلور وفي بحرها اللؤلؤ.
وأخرج آدم من الجنة معه صرة حنطة وثلاثين نصيبًا من ثمر الجنة عشرة في القشور: الجوز واللوز والفستق والبندق والخَشخاش والبلُّوط والشاهبلوط والجوز الهندي والرمان والموز.
وعشرة لها نوى: الخوخ والمشمش والإجّاص والرُطَب والغبيراء والنبق والزُّعرور والعنّاب وا لمُقْل والشاملوك.
وعشرة لا قشور لها ولا نوى: التُفّاح والسفرجل والكمثرى والعنب والتوت والتين وأنزل على آدم من الصحف احدى وعشرون صحيفة وحرم عليه الميتة والدم ولحم الخنزير وفرض عليه صلاة خمسين ركعة.
أخبرنا موهوب بن أحمد ومحمد بن ناصر قالا أخبرنا على بن أحمد بن بيان قال: أخبرنا القاضي أبو العلاء محمد بن علي الواسطي قال: أخبرنا أبو محمد عبد اللّه بن محمد بن عثمان السقا الحافظ قال: قريء على أبي عمرمحمد بن يوسف القاضي حدثنا محمد بن الوليد حدثنا وهب بن جرير حدثنا شعبة عن أبي التياح عن أنس بن مالك قال: قال رسول اللهّ صلى الله عليه وسلم: " لما أهبط اللهّ آدم من الجنة إلى الأرض حزن عليه كل شيء جاوره إلا الذهب والفضة فأوحى اللّه إليهما: جاورتكما بعبد من عبادي ثم أهبطه من جواركما فحزن عليه كل شيء إلا أنتما قالا: إلهنا وسيدنا أنت تعلم أنك جاورتنا به وهو لك مطيع فلما عصاك لم نحب أن نحزن عليه فأوحى الله إليهما: وعزَّتي وجلالي لأعِزَّنكما حتى لايُنال كل شيء إلاَّ بكما ".
هذا حديث إسناده حسن ومتنه غريب.
أخبرنا ابن ناصر أنبأنا عبد المحسن بن محمد أخبرنا عبد الله بن عمر بن شاهين قال: حدثني أبي حدثنا الحسن بن محمد بن عنبر حدثنا ابراهيم بن عامر الأصبهاني حدثنا أبي حدثنا يعقوب بن جعفر عن سعيد بن جبير قال: أهبط آدم عليه السلام إلى الأرض وليس في الأرض إلا حوت ونسر فكات النسر إذا أمسى آوى إلى الحوت فيبيت عنده فلما رأى النسرآدم أتى إلى الحوت فقال: يا حوت قد أهبط إلى الأرض شيء يمشي على رجليه ويبطش بيده فقالت: إن كنت صادقًا فما لي في البحر مهرب ولا لك في البر مهرب.
يريد أنه يحتال عليهما.
ذكر القسم الثالث: وهو ما حدث وآدم فى الأرض فمن ذلك أن آدم حين نزل شكى حاله: فروى أبو صالح عن ابن عباس قال: لما رأى اللّه عز وجل عري آدم وحواء أمره أن يذبح كبشًا من الضان أمن الأزواج الثمانية فذبحه ثم أخذ صوفه فغزلته حواء فنسج آدم جُبًة لنفسه وجعل لحواء درعًا وخِمارًا فلبسا ذلك.
ثم أنزل عليه بعد العلاوة والمِطرقة والكلبتان فنظر إلى قضيب نابت من حديد وأخذه فجعل يكسر أشجارًا قد يبست بالمطرقة ثم أوقد على ذلك الغصن حتى ذاب أفكان أول شيء ضربه مُدْية فكان يعمل بها ثم ضرب التنّور الذي ورثه نوح ونفرت منه الوحوش إلى البر وكان لباسهما من جلود الضان والسباع.
وروى الضحاك عن ابن عباس: إن جبريك أتى آدم بالجَلَم وأمره أن جز الشاة ففعل فغزلت حواء وحاكه آدم فالخذ منه عباءة لنفسه وأخرى لحواء.
وروى عطاء عن ابن عباس: ان جبريل أتى آدم بالثورين وصمدهما له وأمره بالزراعة.
وروى سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: علم آدم صنعة الحديد وأمر الحرث فحرث وزرع ثم سقى حتى إذا بلغ حَصَدَه ثم داسه ثم طحنه.
ثم عجنه ثم خبزه ثم أكله فلم يبلغ منه حتى بلغ منه ما شاء اللّه أن يبلغ.
قال سعيد: وأهبط إلى آدم ثور أحمر فكان يحرث عليه ويمسح العرق عن جبينه.
وحكى أبو جعفر الطبري عن آخرين قالوا: جاع آدم فاستطعم ربه فجاءه جبريل بسبع حبات من حنطة فوضعها في يده فقال: ما أصنع بهذا قال: تتركه في الأرض ففعل فأنبته اللّه من ساعته ثم أمره فحصده ثم أمره فجمعه وفركه بيده ثم أمره أن يفرِّيه ثم أتاه بحجرين فطحنه ثم أمره أن يخبزه مَلَّةً.
إن عجنه وجمع له جبريل الحجر والحديد فقدحَه فخرجت النار فهو أول مَنْ خبز الملَة.
ومن الأحداث أن قال ابن عباس: بكى آدم وحواء على ما فاتهما من نعم الجنة مائتي سنة لم يأكلا ولم يشربا أربعين يومًا ولم يقرب آدم حواء مائة سنة.
أخبرنا عبد الوهاب بن المبارك أخبرنا أبو الحسين بن عبد الجبار أخبرنا علي بن أحمد الملطي أخبرنا أحمد بن محمد بن دوست حدثنا ابن صفوان حدثنا أبو بكر القرشي قال: حدثني محمد بن الحسين حدثنا روح بن عبادة حدثنا هشام عن الحسن قال: أهبط آدم من الجنة فبكى ثلاثمائة سنة لا يرفع رأسه إلى السماء ولا يلتفت إلى المرأة ولا يضع يده عليها.
قال القرشي: وحدثنا محمد بن يحيى بن أبي حاتم قال.
حدثني سعد بن يونس عن أبي عمرو الشيباني عن أبي الهذيل عن وهب بن منبه قال: أوحى الله إلى آدم: يا آدم ما هذه الكآبة التي بوجهك والبلية التي قد أحاطت بك.
قال.
خروجي من دار البقاء إلى دار الفناء من دار النعم إلى دار الشقاء.
قال: ثم ان آدم سجد سجدة على جبل الهند مائة عام يبكي حتى جرت دموعه في وادي سرنديب فأنبت اللّه لذلك الوادي من دموع آدم الدار صيني والقرنفل وجعل طير ذلك الوادى الطواويس ثم ان جبريل أتاه فقال: يا آدم ارفع رأسك فقد غفر لك فرفع رأسه ثم أتى البيت فطاف أسبوعًا فما أتمه حتى خاض في دموعه إلى ركبتيه ثم أتى موضع المقام وصلى فيه ركعتين وبكى حتى جرت دموعه على الأرض.
قلت: وكان السبب في قبول توبة آدم أنه تلقى كلمات فقالها فتيب عليه وذلك قوله تعالى: {فَتَلَقَّى آدم مِنْ رَبِّه كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ}.
واختلف المفسرون في تلك الكلمات على وجوه قد ذكرناها في التفسير والذي نختاره من الأقوال.
ما أخبرنا به محمد بن عبد اللّه بن حنيف أخبرنا علي ابن الفضل أخبرنا محمد بن عبد الصمد أخبرنا عبد اللهّ بن أحمد.
حدثنا ابراهيم بن خريم حدثنا عبد الحميد بن حميد حدثنا أبو غسان حدثنا مالك بن إسماعيل النهلي عن زهير بن معاوية الجشمي عن خُصيف عن مجاهد: {فَتَلَقَى آدم مِنْ ربهِ كَلِمَات}.
قال: هو قوله: {رَبَّنَا ظَلَمْنَا أنْفسَنا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا}. إلى آخر الآية.
قال قتادة: تاب اللّه على آدم يوم عاشوراء.
ومن الأحداث إن اللّه عز وجل أنزل ياقوتة من الجنة فجعلها في موضع الكعبة وأمر آدم أن يتوجه إلى مكة فيطوف قال قتادة: قال اللهّ: يا آدم إني أهبطت لك بيتًا تطوف به كما يطاف حول عرشي وتصلي عنده كما يصلى عند عرشي فانطلق إليه آدم فمد له في خطوه وكان بين خطوه مفازة فلم تزل وفي حديث أبي صالح عن ابن عباس: أن آدم بنى البيت من خمسة أجبل من طور سيناء وطور زيتا ولبنان والجودي وبنى قواعده من حراء فلما فرغ من بنائه خرج به الملك إلى عرفات فأراه المناسك التي يفعلها الناس ثم قدم به مكة فطاف بالبيت اسبوعًا.
قال ابن عباس: حج من الهند أربعين حجة على رجليه.
وقيل: ان آدم التقى بحواء على عرفات فتفارقا ثم رجع بها إلى الهند فاتخذا مغارة يأويان إليها.
ومن الأحداث أن اللّه تعالى مسح ظهرآدم بنَعْمَان وأخرج ذريته.
أخبرنا هبة الله بن محمد بن الحصين أخبرنا الحسن بن علي التميمي أخبرنا أحمد بن جعفر حدثنا عبد اللّه بن أحمد بن حنبل قال: حدثنا أبي حدثنا حسين بن محمد حدثنا جرير يعني ابن حازم عن كلثوم بن جبر عن سعيد بن جبير عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " أخذ اللّه الميثاق من ظهر آدم بنَعْمَان يعني عرفة فأخرج من صلبه كلَّ ذرية ذَرَأها فنثرهم بين يديه كالذر ثم كلمهم قُبُلًا " أخبرنا ابن الحصين أخبرنا ابن المذهب أخبرنا أبو بكر أحمد بن جعفر حدثنا عبد اللّه بن أحمد قال: حدثني يعقوب الرماني حدثنا المعتمر بن سليمان قال: سمعت أبي يحدث عن الربيع بن أنس عن أبي العالية عن أبي بن كعب في قول اللّه عز وجل: {وَإِذْ أخَدَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدم مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُريتَهُم} قال: جمعهم فجعلهم أزواجًا ثم صورهم واستنطقهم فتكلموا ثم أخذ عليهم العهد والميثاق {وَأشْهَدَهُمْ عَلَى أنْفُسِهِمْ ألسْتُ بِرَبِّكُمْ} قال: فإني أشهد عليكم السموات السبع والأرضين السبع وأشهد عليكم أباكم آدم أن تقولوا يوم القيامة لم نعلم بهذا اعلموا أنه لا إله غيري ولا تشركوا بي شيئًا سأرسل إليكم رسلي يذكرونكم عهدي وميثاقي وأنزل عليكم كتبي قالوا: شهدنا بأنك ربنا وإلهنا لا رب لنا غيرك فرفع عليهم آدم ينظر إليهم فرأى الغني والفقير والحسن الصورة ودون ذلك فقال: يا رب ألا سويت بين عبادك فقال: إني أحببت أن أشكر ورأى آدم الأنبياء فيهم مثل السرج عليهم النور خصوا بميثاق أخرى في الرسالة والنبوة وهو قوله تعالى: {وَإِذْ أخَذْنَا مِنَ النبِيينَ مِيثَاقَهُمْ} إلى قوله {عِيسَى ابن مريم} وكان في تلك الأرواح.
أخبرنا ابن الحصين أخبرنا ابن المذهب أخبرنا أبو بكر بن مالك حدثنا عبد اللّه بن أحمد قال: حدثني أبي حدثنا روح حدثنا مالك عن زيد بن أبي أنيسة أن عبد الحميد بن عبد الرحمن أخبره عن مسلم بن يسار الجُهني عن عمر بن الخطاب عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " إن اللهّ عز وجل خلق آدم ثم مسح ظهره بيمينه فاستخرج منه ذرية فقال: خلقتَ هؤلاء للجنة وبعمل أهل الجنة يعملون ثم مسح على ظهره فاستخرج منه ذرية فقال: خلقت هؤلاء للنار وبعمل أهل النار يعملون.
فقال رجل: يا رسول الله ففيم العمل فقال: " إن اللهّ عز وجل إذا خلق العبد للجنة استعمله بعمل أهل الجنة فيدخل به الجنة فإذا خلق العبد للنار استعمله بعمل أهل النارحتى يموت على عمل من عمل أهك النار فيدخله به النار ".
قال أحمد: وحدثنا عفان حدثنا حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن يوسف بن مهران عن ابن عباس قال: لما نزلت آية الدَين قال رسول اللهّ صلى الله عليه وسلم: " إن أول من جحد آدم عليه السلام إن اللّه تعالى لما خلق آدم مسح ظهره فأخرج منه ما هو ذار إلى يوم القيامة فجعل يعرض عليه ذريته فرأى فيهم رجل يزهَر فقال: أي رب من هذا.
قال: ابنك داود قال: أي رب كم عمره قال: ستون عامًا قال: أي رب زد في عمره قال: لا إلا أن أزيده من عمرك وكان عمر آدم ألف عام فزاده من عمره أربعين عامًا فكتب اللّه عليه بذلك كتابًا وأشهد عليه الملائكة فلما احتُضِر آدم وأتته الملائكة لتقبضه قال: إنه قد بقي من عمري أربعون عامًا فقيل: إنك وهبتها لإبنك داود قال: ما فعلت فأبرز اللّه عليه الكتاب وأشهد عليه الملائكة ".
وقد رواه الحسن بن الأشيب عن حماد فزاد فيه " ثم أكمل اللّه لآدم ألف سنة وأكمل لداود مائة سنة ".
ومن الأحداث وجود أولاد آدم عليه السلام ولدت حواء لآدم آربعين ولدًا من ذكر وأنثى في عشرين بطنًا قالوا: وكانت لا تلد إلا توأمين ذكرًا وأنثى.
وأول الأولاد: قابيل وتوأمته قليما ويقال قيثما وآخرهم عبد المغيث وتوأمته أمة المغيث.
وعد منهم ابن اسحاق: قين وتوأمته وهابيل وليوذا وآشوث بنت آدم وتوأمها وشيث وتوأمته وحزورة وتوأمها ثم إياد وتوأمته ثم بالغ.
ويقال: باتح وتوأمته ثم أثاثي وتوأمته ثم توبة وتوأمته ثم بنان وتوأمته ثم شبوبة وتوأمته ثم حيان وتوأمته ثم ضرابيس وتوأمته هدز وتوأمته ثم نجود وتوأمته ثم سندل وتوأمته ثم بارق وتوأمته.
وكان الرجل منهم ينكح أي اخواته شاء إلا التي ولدت معه فإنها لا تحل له.
وقد روي عن ابن عباس: ان أول ولد ولدته حواء سمته عبد الرحمن ثم سمت الثاني صالحًا ثم الثالت عبد الحارث.
قال أبو جعفر الطبري: ولد لآدم بعد قتل هابيل بخمس سنين شيث وزعم أهل التوراة أنه لم يولد معه توأم وتفسير شيث عندهم " هبة اللّه " ومعناه أنه خلف هابيل.
وقال أبو صالح عن ابن عباس: ولد شيث وأخته عزورا وهو بالعربية شث وبالسريانية شاث وبالعبرانية شيث وإليه أوصى آدم وكان آدم يوم ولد له شيث ابن ثلاثين ومائة سنة.
وقد زعم أكثر علماء الفرس أن جُيُو مَرْت هو آدم.
وزعم بعضهم أنه ابن آدم لصلبه من حواء.
وقال آخرون: هو حام بن يافث بن نوح.
وأكثر العلماء على أن جُيُو مَرْت هو أبو الفرس من العجم وإنما اختلفوا هل هو آدم أم غيره.
وقال قوم: انه ملك وتجبر وتزوج ثلاثين امرأة وكثر نسله وتسمى بآدم وما زال ملكه وملك أولاده منتظمًا بأرض المشرق إلى أن قتل يَزْدَجِرْد بن شهريار أيام عثمان بن عفان.
وقد ذكر أبو الحسن بن البراء: أن جُيُو مَرْت ملك ثلاثين سنة ثم كان من سوى الملك هوشَنْك من أولاد أولاده ملك أربعين سنة ثم ملك طهمورث من أولاد أولاد هوشنك ودان بدين الصابئين ثلاثين سنة ثم ملك أخوه جمشيذ ستمائة وست عشرة سنة ثم ملك هوار سب ألف سنة ومن قبله كان نمرود صاحب ابراهيم ثم ملك فريدون مائتي سنة وقسم الملك بين أولاده في حياته ثم ملك ابنه ايرج ست سنين ثم انتقل الملك إلى منوشهر ثمانين سنة إلى أن غلبه التركي اثنتي عشرة سنة ثم غلبه منوشهر فملك ثمانيًا وعشرين سنة.
وقد حكينا آنفًا عن أبي الحسين بن المنادي أن جيومرث وطهمورث من أولاد الجان والله أعلم.
وقد روى ابن اسحاق عن بعض أهل الكتاب: ان حوإء حملتَ بقين بن آدم وهو الذي يقال له: قابيل في الجنة وتوأمته فلم تجد وحَمًا ولا وصَبًا وولدتهما ولم تر معهما دمًا لطهر الجنة فلما نزلت إلى الأرض حملت بهابيل وتوءمته.
وفي هذا بعد وليس مما يوثق بنقله.
ومن الأحداث احتيال ابليس على آدم وحواء في تسمية عبد الحارث أخبرنا محمد بن ناصر أخبرنا المبارك بن عبد الجبار قال: أخبرنا أبو بكر المنكدري أخبرنا أبو الحسن بن الصلت حدثنا أبو بكر الأنباري حدثنا عثمان بن أبي شيبة حدثنا الحسن بن موسى الأشيب حدثنا عتاب بن الخزرجي عن خصيف عن سعيد بن جبير ومجاهد وعكرمة عن ابن عباس: ان حواء لما حملت جاءها إبليس فقال: إني أخرجتكما من الجنة لئن لم تطيعيني لأجعلن لولدك قرنين يشقان بطنك أولأخرجته ميتًا فقضى الله أن خرج ميتًا فلما حملت بالثاني جاءها فقال لها مثل مقالته الأولى فقضى اللّه أن الولد خرج ميتًا فلما حملت الثالث جاءها فقال لها مثل مقالته فقالت: وما الذي تريد أن نطيعك فيه قال: سمياه عبد الحارث ففعلت فقال اللّه: " جعلا له شركاء فيما آتاهما ".
قال عثمان: وحدثنا يعلى بن عبد حدثنا عبد الملك قال: قيل لسعيد بن جبير: يا أبا عبد اللهّ أشْرَك آدم قال: معاذ الله أن تقول أشرك آدم إن حواء لما حملت وأثقلت أتاها إبليس فقال لها: أرأيت هذا الذي في بطنك من أين يخرج.
أمن فيك ام من منخرك أم من أذنيك أرأيت إن خرج سويًا صحيحًا لم يضرك أتطيعيني في اسمه قالت: نعم فلما ولدت قال: سمياه عبد الحارث.
فسمياه عبد الحارث.
أخبرنا ابن الحصين أخبرنا ابن المذهب أخبرنا أحمد بن جعفر حدثنا عبد اللهّ بن أحمد قال: حدثني أبي حدثنا عبد الصمد حدثنا عمر بن ابراهيم حدثنا قتادة عن الحسن عن سمرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " لما حملت حواء وطاف بها إبليس فكان لا يعيش لها ولد فقال: سميه عبد الحارث فإنه يعيش فسمته عبد الحارث فعاش ".
أعطى آدم ملك الأرض نبأه وجعله رسولًا إلى ولده وأنزل عليه إحدى وعشرين صحيفة كتبها بخطه وعلمه جبريل إياها.
ذكره أبوجعفر الطبري قال: وقيل: ان مما أنزل عليه حروف المعجم في احدى وعشرين ورقة وتحريم الميتة والدم ولحم الخنزير.
وقد روى أبو أمامة أن رجلًا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا نبي اللهّ أنبيًا كان آدم.
قال: " نعم مكلّمًا ".
وروى ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " أول المرسلين آدم ".
أخبرنا محمد بن عبد الباقي البزاز أخبرنا أبو محمد الجوهري أخبرنا أبو عمر بن حيوية حدثنا أحمد بن معروف حدثنا الحارث بن أبي أسامة حدثنا محمد بن سعد حدثنا عمرو بن الهيثم وهاشم بن القاسم قال: حدثنا المسعودي عن ابن عمر الشامي عن عبيد بن الحشاش عن أبي ذر قال: قلت للنبي صلى الله عليه وسلم: أي الأنبياء أول.
قال: " آدم " قلت: أنبيًا كان قال: " نعم نبيًا مكلمًا ".
أخبرنا أبو منصور عبد الرحمن بن محمد القزاز أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب أخبرنا الحسن بن علي الجوهري أخبرنا عبد العزيز بن جعفر الخرقي حدثنا الحسين بن اسماعيل حدثنا الحسن بن شبيب حدثنا خلف بن خليفة عن أبي هاشم الرماني عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: لما أهبط اللّه آدم إلى الأرض كثرت ذريته فاجتمع إليه ذات يوم ولده وولد ولده وولد ولد ولده فجعلوا يتحدثون حوله وآدم ساكت لا يتكلم فقالوا: يا أبانا مالنا نحن نتكلم وأنت ساكت لا تتكلم قال: يا بني ان اللهّ عز وجل لما أهبطني إلى الأرض من جواره عهد إليّ فقال: يا آدم أقل الكلام حتى ترجع إلى جواري.
ومن الأحداث ما روي أنه ضرب الدنانير أنبأنا محمد بن عبد الباقي قال: أنبأنا أحمد بن علي بن ثابت أخبرنا أبو الحسين بن بشران أخبرنا أبو علي بن الصواف أخبرنا محمد بن خلف وكيع حدثنا المشرف بن سعد أبو زيد الواسطي حدثنا كثير بن هشام حدثنا عيسى بن إبراهيم الهاشمي حدثنا معاوية بن عبد اللهّ قال: سمعت كعبًا يقول: أول من ضرب الدنانير والدراهم آدم عليه السلام وقال: لا تصلح المعيشة إلا بها.
أخبرنا محمد بن ناصر الحافظ أخبرنا جعفر بن أحمد السرج أخبرنا عبد العزيز بن الحسن بن إسماعيل الضراب حدثنا أبي حدثنا أحمد بن مروان حدثنا عبد المنعم عن أبيه عن وهب بن منبه قال: لما ضربت الدراهم والدنانير حملهما ابليس فقبلهما وقال: سلاحي وقَرّة عينىِ وثمرة قلبي بكما أغري وبكما أطغي وبكما أكفر ابن آدم وبكما تستوجب النار ابن آدم.
ومن الأحداث قتل قابيل أخاه هابيل اختلفوا في السبب الذي قتله لأجله: فروى السدي عن أشياخه قال: كان لا يولد لآدم مولود إلا ومعه جارية وكان يزوج غلام هذا البطن جارية هذا البطن الآخر وجارية هذا البطن غلام هذا البطن الآخر.
حتى ولد له قابيل وهابيل وكان قابيل صاحب زرْع وهابيل صاحب ضَرْع وكان قابيل الأكبر وكانت له أخت أحسن من أخت هابيل وطلب هابيل أن ينكح أخت قابيل فأبى عليه وقال: هي أحسن من أختك وأنا أحق أن أتزوجها فأمره آدم أن يزوجه إياها فأبى.
فقربا قربانًا وكان آدم قد ذهب إلى مكة فقالَ آدم للسّماء: احفظي ولدي بالأمانة فأبت وقال للأرض فأبت وقال للجبال فأبت فقال لقابيل فقال: نعم ترجع فتجد أهلك كما فلما انطلق آدم قربا قربانًا قرب هابيل جَذعَة سمينة وقرب قابيل حزمة سنبل فنزلت فأكلت قربان هابيل وتركت قربان قابيل فغضب وقال: لأقتلنك حتى لا تنكح أختي فطلبه ليقتله فذهب إلى رؤوس الجبال فأتاه يومًا وهو نائم في الجبل فرفع صخرة فشدخ بها رأسه فمات وتركه بالعراء لا يدري كيف يًدْفن إلى أن بعث الله غرابين فاقتتلا فقتل أحدهما الآخر ثم حفر له ثم حثا عليه فقال حينئذ: أعَجَزْتُ أنْ أكُونَ مِثْلَ هَذَا الغُرَاب.
أخبرنا محمد بن عبد الباقي البزار أخبرنا أبو محمد الجوهري أخبرنا أبو عمر بن حيوية أخبرنا أحمد بن معروف أخبرنا الحارث بن أبي أسامة حدثنا محمد بن سعد حدثنا موسى بن اسماعيل التبوذكي حدثنا حماد بن سلمة عن عبد الله بن عثمان بن خثيم عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: كان لآدم أربعة أولاد توءم ذكر وانثى من بطن وذكر وانثى من بطن فكانت أختَ صاحب الحرث وضيئة وكانت أخت صاحب الغنم قبيحة فقال صاحب الحرث: أنا احق بها وقال صاحب الغنم: ويحك أتريد أن تستأثر بوضاءتها علي تعال حتى نقرب قربانًا فإن تقبل قربانك كنت أحق بها وإن تقبل قرباني كنت أَحق بها.
قال: فقربا قربانيهما فجاء صاحب الغنم بكبش أعن أقرن أبيض وجاء صاحب الحرث بصبرة من طعامه فقبل الكبش فجعله الله في الجنة أربعين خريفًا وهو الكبش الذي ذبحه إبراهيم فقال قال موسى: وحدثنا حماد عن علي بن زيد عن يوسف بن مهران عن ابن عباس قال: كان آدم يزوج ذكر هذا البطن بانثى هذا البطن وانثى هذا البطن بذكر هذا البطن.
وقد ذكر ابن اسحاق عن بعض أهل الكتاب: أن قابيل كان يفتخر على هابيل ويقول: أنا وأختي من ولادة الجنة فامتنع من تزويجه فقتله بعد هذا.
وروى العوفي عن ابن عباس: أنهما قربا قربانًا تطوعًا لأجل المرأة فلم يتقبل قربان قابيل فغضب وقتل أخاه وقال: لا ينظر الناس إليّ وإليك وأنت خير مني.
وقد روينا عن الحسن ان ابني آدم هذين من بني إسرائيل ولم يكونا من صلب آدم وان أول من مات آدم.
وفي هذا بعد فإنا قد ذكرنا أن حواء لم يكن لها ولد فسمت ولدها عبد الحارث ويقال ان أول من مات آدم.
أخبرنا هبة الله بن محمد أخبرنا الحسن بن علي أخبرنا أحمد بن جعفر حدثنا عبد الله بن أحمد قال: حدثني أبي حدثنا أبو معاوية حدثنا الأعمش عن عبد اللّه بن مرة عن مسروق عن عبد اللّه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا تقتل نفس ظلمًا إلا كان على ابن آدم الأول كفل من دمها " لأنه كان أول من سن القتل.
أخرجاه في الصحيحين.
أخبرنا أبو منصور عبد الرحمن بن محمد القزاز أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت أخبرنا الأزهري أخبرنا علي بن عمر الحافظ.
حدثنا اسماعيل بن العباس الوراق حدثنا أبو البختري عبد اللّه محمد بن شاكر قال: حدثني أحمد بن محمد المخرمي عن عبد العزيزبن الرياح عن سفيان بن عيينة عن ابن أبي نجيح عن مجاهد عن ابن عباس قال: لما قتل ابن آدم أخاه قال آدم عليه السلام:
تَغَّيرَتِ البِلاد ُوَمَنْ عَلَيْهَا ** فَوَجْهُ الأرْض مُغْبرٌّ قَبيحُ
تَغَيَّركُلُّ ذِي طَعْم وَلَوْنٍ ** وَقلَّ بَشَاشَةُ الوجه الصبيح
قتل قابيل هابيلا أخاه ** فواحزنًا مضى الوجه المليح
فأجابه إبليس لعنه الله:
تنحَ عن البلاد وساكنيها بنى ** في الخلد ضاق لك الفسيح
وكنت بها وزوجك في رخاء ** وقلبك من أذى الدنيا مريح
فما انفكت مكايدتي ومكري ** إلى أن فاتك الثمن الربيح
فلولا رحمة الجبّار أضحى ** بكفِّك من جنان الخلد ريح
ومن الأحداث إن قابيل بعد أن قتل أخاه هرب إلى اليمن وشاع في أولاده الزنا وشرب الخمر والفساد فأوصى آدم أن لا ينكح بنو شيث بني قابيل فجعل بنو شيث آدم في مغارة وجعلوا عليه حافظًا لا يقربه أحد من بني قابيل.
وكان الذين يأتونه ويستغفر لهم بنو شيث فقال مائة من بني شيث صباح: لونظرنا ما فعل عمنا.
يعنون بني قابيل فهبطت المائة إلى نساء من بني قابيل فاحتبسوهن ثم قال مائة أخرى: لونظرنا ما فعل اخوتنا فهبطوا فاحتبسهم النساء ثم هبط بنوشيث كلهم فجاءت المعصية فكثر بنوقابيل حتى ملاؤا الأرض والذين غرقوا أيام نوح.
أخبرنا عبد الرحمن بن محمد القزاز أخبرنا عبد الصمد بن علي بن المأمون أخبرنا عبد الله بن محمد بن حنانه حدثنا البغوي حدثنا أبو نصر التمار حدثنا حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن أبي عثمان عن ابن مسعود وابن عباس قالا: لما كثر بنوآدم دعت عليهم السماء والأرض والجبال والملائكة: ربنا أهلكهم فأوحى اللّه تعالى إلى الملائكة: إني لو أنزلت الشيطان والشهوة فيكم منزلتهما من بني آدم لفعلتم كما يفعلون فحدثوا أنفسهم بانهم إن ابتلوا سيعتصمون فأوحى الله إليهم أن اختاروا من أفضلكم ملكين فاختاروا هاروت وماروت فاهبطا إلى الأرض حكمين وهبطت الزهرة في صورة امرأة.
وأهل فارس يسمونه بيدخت وكان الملائكة قبل ذلك يستغفرون للذين آمنوا فلما وقعا أخبرنا ابن الحصين أخبرنا ابن المذهب أخبرنا أحمد بن جعفر حدثنا عبد الله بن أحمد حدثني أبي حدثنا يحيى بن آبي بكير حدثنا زهير بن محمد عن موسى بن جبير عن نافع عن ابن عمر أنه سمع النبىِ صلى الله عليه وسلم يقول: " إن آدم لما أهبطه الله تعالى إلى الأرض قالت الملائكة: أتجعل فيها من يفسد فيها نحن أطوع لك من بني آدم فقال تعالى للملائكة: هلموا ملكين من الملائكة حتى نهبطهما إلى الأرض ننظر كيف يعملان قالوا: هاروت وماروت.
وأهبطا إلى الأرض ومثلت لهما الزهرة امرأة من أحسن النساء فجاءتهما فسألاها نفسها فقالت: لا واللهّ حتى تتكلما بهذه الكلمة من الشرك فقالا: والله لا نشرك باللهّ شيئًا فذهبت عنهما ثم رجعت بصبي فسألاها نفسها فقالت: لا والله حتى تقتلا هذا الصبي فقالا: لا والله لا نقتله أبدًا ثم رجعت بقدح خمر أتحمله فسألاها نفسها فقالت: لا واللّه حتى تشربا هذه الخمر فشربا فسكرا فوقعا عليها وقتلا الصبي فلما أفاقا قالت المرأة: والله ما تركتما شيئًا مما أبيتما علي إلا قد فعلتما حين سكرتما فخيرا بين عذاب الدنيا والآخرة فاختارا عذاب الدنيا وقيل ان ذلك بعد رفع إدريس.
ومن الأحداث نزول الموت بآدم عليه السلام: قد روينا أن ملك الموت جاء ليقبض آدم وقد مضى من عمره ألف سنة سوى أربعين وهبها لابنه داود فقال: قد بقي لي أربعون سنة فقيل له: إنك وهبتها لداود قال: ما فعلت.
وأن اللّه تعالى أتم له ألف سنة.
وقال محمد بن إسحاق: لما حضرت آدم الوفاة دعا ابنه شيثًا فعهد إليه عهده وعلِّمه ساعات الليل والنهار وعلّمه عبادة الحق في كل ساعة منهن وكتب وصيته.
وكان شيث وصي آدم.
قال أبو جعفر الطبري: ان آدم مرض أحد عشر يومًا ودفع إلى شيث كتاب وصيته وأمره أن يخفيه من قابيل فاستخفى شيث وولده بما عندهم من العلم ولم يكن عند قابيل وولده علم ينتفعون به.
أخبرنا ابن الحصين أخبرنا ابن المذهب أخبرنا أحمد بن جعفر حدثنا عبد الله بن أحمد قال: حدثنا هدبة بن خالد حدثنا حماد بن سلمة عن حميد عن الحسن قال: رأيت شيخًا بالمدينة يتكلم فسألت عنه فقالوا هذا أبي بن كعب فقال: ان آدم عليه السلام لما حضره الموت قال لبنيه: أي بني إني أشتهي من ثمار الجنة فذهبوا يطلبون له منها فاستقبلتهم الملائكة ومعهم أكفانه وحنوط ومعهم الفؤوس والمساحي والمكاتل فقالوا لهم: يا بني آدم ما تريدون.
قالوا: أبونا مريض واشتهى من ثمار الجنة قالوا لهم: ارجعوا قد قَضى أبوكم.
فجاءوا فلما رأتهم حواء عرفتهم فلاذت بآدم فقال: إليك عني إنما أتيت من قبلك خلي بيني وبين ملائكة ربي تبارك وتعالى فقبضوه وغسلوه وكفنوه وحنطوه وحفروا له وألحدوا له وصلوا عليه ثم دخلوا قبره فوضعوه في قبره ووضعوا عليه اللبن ثم خرجوا من القبر ثم حثوا عليه ثم قالوا: يا بني آدم هذه سنتكم.
أخبرنا عبد الحق بن عبد الخالق أخبرنا عبد الرحمن بن أحمد أخبرنا محمد بن عبد الملك حدثنا الدارقطني حدثنا البغوي حدثنا الفضل بن الصباح حدثنا أبو عبيده الحداد عن عثمان بن سعد عن الحسن عن أبي بن كعب أن رسول اللّه صلى الله عليه وسلم قال: " إن الملائكة صلت على آدم وكبرت عليه أربعًا وقالوا: هذه سنتكم يا بني آدم ".
قال الدارقطني: وحدثنا محمد بن مخلد حدثنا أحمد بن محمد بن سليمان العلاف حدثنا صباح بن مروان حدثنا عبد الرحمن بن مالك بن مغول عن عبد الله بن مسلم بن هرمز عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: صلى جبريل على آدم كبر عليه أربعًا وصلى جبريل بالملائكة يومئذ ودفن في مسجد الخيف واحد من قبل القبلة ولحد له وكتم قبره.
وقال عروة بن الزبير: أتاه جبريل بثياب من الجنة وحنوط من حنوطها فكفنه وحنطه وحملته الملائكة حتى وضعته بباب الكعبة وصلى عليه جبريل ثم حملته الملائكة حتى دفنته في مسجد وقال ابن اسحاق: قبر عند منى أول قرية كانت في الأرض قال: وبلغني أنه مات بمكة وقال قوم: قبرفي غارأبي قبيس.
وروى أبو صالح عن ابن عباس قال: مات آدم على نود الجبل الذي أهبط عليه فقال شيث لجبريل: صلّ على آدم فقال: تقدم أنت وكبر عليه ثلاثين تكبيرة.
ولما ركب نوح حمل معه آدم فلما خرجِ من السفينة دفن آدم ببيت المقدس ولم يمت آدم حتى بلغ ولده وولد ولده أربعين ألفاَ ورأى فيهم الزنا وشرب الخمر والفساد.
وقد ذكرنا أنه توفي يوم الجمعة.
اتمنى ان تكونو قد اجبتم على بعض الاسئلة الحائرة لديكم...
ومن اراد الاستزادة عليه بقراءة كتاب بدائع الزهور في علم الدهور..
او نسخته المنقحة " المنتظم في التاريخ"....
كل المعلومات الواردة هي محبرة عن ابن العباس عالم هذه الامة
وقد رافق النبي صلى الله عليه وسلم كثيرا...اترككم مع الموضوع..ذكر المخلوقات
ذكر خلقَ الأرض
لما روينا أن الله تعالى خلق الأرض قبل السماء ابتدأنا بذكر ما روى أبو الضحى عن ابن عباس قال: خلق الله النون فوق الماء ثم كبس الأرض عليه.
وروى عنه أبو ظبيان: دحا الأرض على ظهر النون فاضطرب النون فمادت الأرض فأثبِتتْ بالجبال فإنها لتفنخرعلى الأرض: وروى السدي عن أشياخه قال: أخرج من الماء دخانًا فسمى عليه فسماه سماء ثم أيبس الماء فجعله أرضًا واحدة ثم فتقها فجعلها سبع أرضين فخلق الأرض على حوت وهو النون والحوت في الماء والماء على ظهر صفاة والصفاة على ظهر ملك والملك على صخرة والصخرة في الريح.
وروينا أن الكعبة خلقت قبل الأرض.
روى عكرمة عن ابن عباس قال: وضع البيت على الماء على أربعة أركان قبل أن يخلق الله الدنيا بألفي عام ثم دحيت الأرض من تحت البيت.
وروى عطاء عن ابن عباس قال: لما أراد الله تعالى أن يخلق الخلق خلق الريح فأرسلها وروى قتادة عن أبي الجلد قال: الدنيا أربعة وعشرون ألف فرسخ اثنا عشر منها للسودان وثمانية للروم وثلاثة لأهل فارس وألف للعرب.
وقال غيره: أرض الحبشة مسيرة سبعة فراسخ والفرسخ عشرة ألف ذراع.
وقال معتب بن سمي: الأرض ثلاثة أثلاث فثلث للناس والشجر والدواب وثلث هواء وثلث بحار.
قال أبو الوفاء بن عقيل: ونقلت من كتاب الهندسة: ذكر علماء الهندسة أن الأرض على هيئة الكرة على تدوير الفلك موضعه في جوف الفلك كالمحة في جوف البيضة وأن النسيم يحيط بها كالبياض من البيضة حول المحّة وأن الفلك يحيط بالنسيم كإحاطة القشرة البيضاء بالبياض المحيط بالمحة والأرض مقسومة نصفين بينهما خط الاستواء وهو من المشرق إلى المغرب وهو طول الأرض وهو أكبر خط في كرة الأرض كما أن منطقة البروج أكبر خط في الفلك وعرض الأرض من القطب الجنوبي الذي تدور حوله بنات نعش.
واستدارة الأرض في موضع خط الاستواء ثلاثمائة وستون درجة والدرجة خمسة وعشرون فرسخًا والفرسخ اثنا عشر ألف ذراع والذراع أربعة وعشرون إصبعًا والإصبع ست حبات من شعير مضمومة فتكون جميع ذلك تسعة آلاف فرسخ وبين خط الاستواء وبين كل واحد من القطبين تسعون درجة واستدارتها عرضًا مثل ذلك إِلا أن العمارة بعد خط الاستواء أربع وعشرون درجة ثم الباقي قد غمره البحر الكبير فنحن على الربع الشمالي من الأرض.
والربع الجنوبي خراب لشدة الحر والنصف الذي تحتنا لا ساكن فيه وكل ربع من الشمالي والجنوبي سبعة أقاليم والاقليم هو البلدان التي يتفق عرضها في مسير الشمس وارتفاع درجها.
وقال بعضهم فِي تقدير ما غمر من الأرض بالبحار: إن موضع البر منها كسواد القمر من القمر ومعمورها كسرًا منه.
وذكر بعض العلماء أن غاية ما يمكن ارتفاع البنيان في الجو مقدار ميلين فإنه مبلغ أعالي الجبال على استقامتها بغير تقريح ولا تدريج
باب ذكر ما تحت الأرض
اعلم أن الأرض كان طبقًا واحدًا فشقها سبحانه سبعًا وكذلك السماء.
قال كعب: هنه الأرض على صخرة خضراء في كف ملك وذلك الملك قائم على ظهر الحوت وذلك الحوت منطو بالسموات السبع من تحت الأرض.
وقال ابن عباس: الصخرة على منكبي ملك والملك على الثور والثورعلى الماء والماء متن الريح.
وقال وهب: اسم الحوت بهموت.
باب ذكر سكان الأرضين السبع
روى عطاء بن يسار أنه سأل كعب الأحبار فقال له: من ساكن الأرض الثانية فقال: الريح العقيم لما أراد اللّه عز وجل هلك قوم عاد أوحى إلى خزنتها أن افتحوا منها بابا قالوا: يا ربنا مثل منخر الثور قال: اذن تتلف الأرض بمن عليها فاستأذنوا ربهم فضيق ذلك حتى جعله مثل حلقة الخاتم قال: فقلت: من ساكن الأرض الثالثة قال حجارة جهنم قال: قلت: فمن ساكن الرابعة قال: كبريت جهنم قلت: فمن ساكن الأرض الخامسة قال: حيات جهنم قال: قلت: وان لها الحيات قال: نعم والذي نفسي بيده كأمثال الأودية قلت: فمن ساكن السادسة فقال: عقارب جهنم كأمثال البغال ولها أذناب كالرماح يلقى إحداهن الكافر فيلسعه اللسعة فيتناثر لحمه على قدمه قلت: فمن ساكن السابعة قال: تلك سجين وفيها ابليس موثق يد أمامه ويد خلفه ورجل أمامه ورجل خلفه فيأتيه جنوده بالأجنان في مكانه وقد روى الضحاك عن ابن عباس قال: في كل أرض آدم كآدمكم ونوح كنوحكم.
ومعنى هذا أن لكل الأرض ساعة يقوم كبيرهم ومتقدمهم مقام آدم ونوح فينا
ذكر الجن والشياطين
هذا الجن ثلاثة أنواع: جان وجن وشياطين ولا خلاف أن الكل خلقوا قبل آدم.
فأما الجان: ففيه ثلاثة أقوال أحدها: أنه أبو الجن رواه أبو صالح والضحاك عن ابن عباس وهومخلوق من نار.
أخبرنا ابن الحصين قال: أخبرنا ابن المذهب قال: أخبرنا أحمد بن جعفر قال: حدثنا عبد الله بن أحمد قال: حدثني أبي قال: حدثنا عبد الرزاق قال: حدثنا معمر عن الزهري عن عروة عن عائشة قالت: قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: " خلق الجان من مارج من نار وخلقت الملائكة من نور ".
وروى الضحاك عن ابن عباس قال: المارج لسان النار الذي يكون في طرفها إذا التهبت.
وروى عكرمة عن ابن عباس قال: كان أبو الجن اسمه سوما فقال الله له: تمن فقال: أتمنى أن نرى ولا نرى وأن نغيب في الثرى وأن يصير كهلنا شابًا فأعطي ذلك فإن الدهر ليمرعلى والثاني: أن الجان هو الاثنين قاله الحسن وعطاء وقتادة ومقاتل.
والثالث: أن الجان مسيخ الجن.
أخبرنا إسماعيل بن أحمد المقري وعبد اللّه بن محمد الحاكم ويحيى بن محمد المدبر قالوا: حدثنا أبو الحسين بن النقور قال: أخبرنا عبيد الله بن جشامة قال: حدثنا البغوي قال: حدثنا هدبة قال: حدثنا همام عن قتادة عن عكرمة عن ابن عباس قال: الجان مسيخ الجن كما أن القردة والخنازير مسيخ الإنس.
وأما الشياطين: فكل متجبر عات من الجن.
وهو مأخوذ من شطن أي بعد عن الخير وقيل بعد غوره في الشر.
وكذلك المارد والعفريت.
وقد روى الضحاك عن ابن عباس قال: الشياطين ولدان ابليس لا يموتون إلا مع إبليس.
والجن: يموتون ومنهم المؤمن ومنهم الكافر.
وقال السدي: في الجن شيعة وقدرية ومرجئة.
قال عبد الله بن عمرو بن العاص: خلق الله الجن قبل آدم بألفي سنة.
وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه سئل عن الغيلان فقال: " هي شجرة الجن ".
وقيل عند عمر بن الخطاب رضي اللهّ عنه أن الغيلان تتحول عن خلقها فقال إنه ليس شيء وروى أبو الدرداء عن رسول اللّه صلى الله عليه وسلم قال: " خلق الله الجن على ثلاث أصناف صنف حيات وعقارب وخشاش الأرض وصنف كالريح في الهواء وصنف عليهم الحساب والعقاب.
وخلق الإنس على ثلاثة أصناف: صنف لهم قلوب لا يعقلون بها وصنف أجسادهم أجساد بني آدم وأرواحهم أرواح الشياطين وصنف في ظل اللّه يوم لا ظل إلا ظله ".
واختلف الناس هل يدخل مسلمو الجن الجنة فقال الضحاك: يدخلون الجنة ويأكلون ويشربون.
وقال مجاهد: يدخلونها ولكن لا يأكلون فيها ولا يشربون يلهمون من التسبيح والتقديس ما يجد أهل الجنة من لذيذ الطعام والشراب.
وقال ليث بن أبي سليم: ثوابهم أن يجاروا من النار ويقال لهم: كونوا ترابًا
ذكر ابليس لعنه الله
اختلف العلماء هل كان من الجن أو من الملائكة على قولين.
أحدهما: أنه كان من الملائكة وأعظمهم قبيلة.
وإن من الملائكة قبيلة يقال لهم الجن وكان منهم وكان له سلطان سماء الدنيا وكان له سلطان الأرض يسوس ما بين السماء والأرض فعصى فمسخه الله شيطانًا رجيمًا.
وروى الضحاك عن ابن عباس قال: كان إبليس من حي من أحياء الملائكة يقال له الجن خلق من نار السموم من بين الملائكة وخلق الملائكة كلهم من نور غير هذا الحيّ وخلق الجن الذين ذكروا في القرآن من مارج من نار وأول من سكن الأرض الجن فافسدوا فيها وسفكوا الدماء وقتل بعضهم بعضًا فبعث اللّه عز وجل إليهم إبليس في جند من الملائكة يقال لهم الجن فقتلهم إبليس ومن معه حتى ألحقهم بجزائر البحور وأطراف الجبال فلما فعل ذلك اغتر في نفسه فقال: لقد صنعت شيئًا لم يصنعه أحد.
وقال السدي عن أشياخه: كان إبليس على مُلك السماء الدنيا وكان مع مُلكه خازنًا فوقع في صدره كبر وقال: ما أعطانا الله هذا إلا لمزية على الملائكة.
وحكى أبو جعفر الطبري أن إبليس بعث حكمًا يقضي بين الجن في الأرض فقضى بينهم بالحق ألف سنة فسمي حَكَمًا فدخله الكبر فألقى بين الذين كان حكم بينهم العداوة والبغضاء حتى اقتتلوا فبعث الله عز وجل عليهم نارًا فأحرقتهم فعرج السماء وأقام عند الملائكة يعبد اللّه إلى أن خلق آدم.
والقول الثاني: إنه كان من الجن.
قال الحسن: لم يكن إبليس من الملائكة قط.
وقال شهر بن حوشب: كان إبليس من الجن الذين طردتهم الملائكة فأسره بعض الملائكة وقال سعد بن مسعود: كانت الملائكة تقاتل الجن فسُبي أبليس وكان صغيرًا وكان مع الملائكة يتعبد معها فلما أمروا أن يسجدوا سجدوا وأبى إبليس.
وروى سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: كان إبليس اسمه عزازيل ثم ابليس بعد.
وقال ابن جريج: كان اسم إبليس في السماء الحارث.
وقد روى ثور بن يزيد عن خالد بن معدان قال: خلق الله ابليس من مارج من نار فلما خلق علق في الهواء فقال: يا هواء إن كنت فوقي فارفعني إليك وإن كنت أسفل مني فأهبطني إليك.
فنودي: إن اللهّ بكل مكان ومع كل إنس وجان فاصطكت أسنانه وخرج من فيه شرر خلق من كل شررة شيطان مخلد.
أخبرنا محمد بن عبد الباقي بن أحمد بن سليمان قال: أخبرنا أحمد بن أحمد الحداد قال: أخبرنا أبو نعيم أحمد بن عبد اللّه الحافظ قال: حدثنا أبي قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن أبان قال: حدثنا أبوبكر بن عبيد قال: حدَثنا يحيى بن عثمان قال: حدثنا بقية عن سفيان قال: أوحى اللّه تعالى إلى موسى عليه السلام إن أول من مات إبليس وذلك أنه أول من عصاني وأنا أعد من عصاني من الموتى.
أنبأنا إسماعيل بن أحمد قال: أخبرنا عاصم بن الحسن قال: أخبرنا أبو الحسين بن بشران قال: حدثنا ابن صفوان قال: حدثنا أبو بكر القرشي قال: حدثنا الحسن بن يحيى العبدي قال: أخبرنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر عن قتادة قال: لما أهبط إبليس قال: يا رب قد لعنته فما عمله قال: السحر قال: فما قرآنه قال: الشعر قال: فما كتابه قال: الوشم قال: فما طعامه قال: كل ميتة وما لم يذكر اسم الله قال: فما شرابه قال: كل مسكر قال: فأين مسكنه قال: الحمام قال: فأين مجلسه قال: الأسواق قال: فما مؤذنه قال: المزمار قال: فما مصائده قال: النساء.
قال القرشي: وحدثنا بشير بن الوليد الكندي قال: حدثنا محمد بن طلحة عن زبيد عن مجاهد قال: لإبليس خمسة من ولده قد جعل كل واحد منهم على شيء من أمره ثم سماهم فذكر بترو والأعور ومسوط وداسم وزلنبور.
فأما بتر فهو صاحب المصيبات الذي يأمر بشق الجيوب ولطم الخدود ودعوى الجاهلية.
وأما الأعور فهو صاحب الزنا يأمر به ويزينه.
وأما مسوط فهو صاحب الكذب الذي يسمع فيلقي فيخبره بالخبر فيذهب الرجل إلى القوم فيقول لهم: قد رأيت رجلًا أعرف وجهه وما أدري ما اسمه حدثني بكذا وكذا وما هو الأمر.
وأما زلنبور فهو صاحب السرقى الذي يركز رايته في السوق ولا يزالون ملتطمين.
وقال حوشب بن سيف قال: اسم الشيطان الذي يفتن الناس في الأسواق فنحواص.
وقد روى سيف عن مجاهد ان إبليس نكح نفسه فباض خمس بيضات فهم أولاده.
وهذا من أبعد الأقوال.
وقال عكرمة: من أولاد إبليس القعقاع.
أخبرنا هبة الله بن محمد قال: أخبرنا الحسن بن علي التميمي قال: أخبرنا أحمد بن جعفر قال: حدثنا عبد الله بن أحمد قال: حدثني أبي قال: حدثني محمد بن المثنى قال: حدثنا أبو داود قال: حدثنا خارجة بن مصعب عن يونس بن عبد عن الحسن عن عتى عن أبي عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " للوضوء شيطان يقال له الولهان فاتقوه أو قال: فاحذروه ".
قال أبو الحسين بن المنادي: وقد قيل ان أحد الشياطين يجيء في صورة طائر يقال له القرقصية يخفق بجناحه على عين الرجل الذي يقرأ على أهله الفاحشة فلا ينكر بعد ذلك عليها.
باب ذكر جهنم
قال عبد الله بن سلام: النار في الأرض.
وما يدل على أن النار في الأرض ما أخبرنا هبة اللّه بن محمد قال: أخبرنا الحسن بن علي قال: أخبرنا جعفر قال: حدثنا عبد اللّه بن أحمد قال: حدثني أبي قال: حدثنا حسين بن محمد قال: حدثنا خلف يعني ابن خليفة عن يزيد بن كيسان عن أبي خازم عن أبي هريرة قال: كنا عند رسول اللّه صلى الله عليه وسلم يومًا فسمعنا وجبة فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " أتدرون ما هذا " قلنا: اللّه ورسوله أعلم قال: " هذا حجر أرسل في جهنم منذ سبعين خريفًا فالآن انتهى إلى قعرها ".
انفرد بإخراجه مسلم.
فإن قيل: كيف تكون جهنم في الأرض وقد رآها رسول اللّه صلى الله عليه وسلم ليلة المعراج.
فجوابه من وجهين أحدهما: أنه رآها في الأرض في طريقه إلى بيت المقدس.
وقد روينا عن عبادة بن الصامت أنه رؤي على سور بيت المقدس الشرقي يبكي فقيل له في ذلك فقال: ههنا أخبرنا رسول اللّه صلى الله عليه وسلم أنه رأى جهنم.
والثاني: أنه لا يمتنع في القدرة أن يرى جهنم في الأرض وهو في السماء وقد بكى له بيت المقدس وهو بمكة فوصفه للقوم.
أخبرنا أبو الفتح الكروخي قال: أخبرنا أبو عامر الأزدي وأبو بكر الغورجي قال: أخبرنا الجراحي قال: حدثنا المحبوبي قال: حدثنا الترمذي قال: حدثنا عباس الدوري قال: حدثنا يحيى بن أبي بكير قال: حدثنا شريك عن عاصم عن أبي صالح عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " أوقد على النار ألف سنة حتى احمرت ثم أوقد عليها ألف سنة حتى اسودت فهي سوداء مظلمة ".
أخبرنا ابن الحصين قال: أخبرنا ابن المذهب قال: أخبرنا أحمد بن جعفر قال: حدثنا عبد الله بن أحمد قال: حدثني أبي قال: حدثنا محمد بن جعفر قال: حدثنا شعبة عن سليمان عن مجاهد عن ابن عباس قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: " لو أن قطرة من الزقوم قطرت في الأرض لأمرت على أهل الدنيا معيشتهم فكيف بمن هو طعامه وليس له طعام غيره.
أنبأنا أحمد بن الحسين البنا أخبرنا عنه أبن ناصر قال: أخبرنا أبو الحسين محمد بن أحمد بن الأبنوسي قال: أخبرنا أبو الحسين بن أخي هما: قال: أخبرنا ابن صفوان قال: حدثنا أبو بكر القرشي قال: حدثني إبراهيم بن سعيد الجوهري قال: حدثنا حجاج قال: أخبرنا ابن جريج في قوله تعالى: {لَهَا سَبْعَةُ أبواب} أولها جهنم ثم لظى ثم الحطمة ثم السعير ثم السقر ثم الجحيم وفيها أبو جهل ثم الهاوية.
قال القرشي: وحدثني حمزة بن العباس قال: أخبرنا عبد الله بن عثمان قال: حدثنا ابن المبارك قال: أخبرنا عنبسة بن سعيد عن حبيب بن أبي عمرة عن مجاهد قال ابن عباس: أتدري ما سعة جهنم قلت: لا قال: إن بين شحمة أذن أحدهم وبين عاتقه مسيرة سبعين خريفًا يجري فيها أودية القيح والدم قلت له: أنهار قال: لا بل أودية.
قالى كعب: الفلق بيت في النار إذا فتح صاح منه جميع أهل النار.
وقال أبو المثنى الأملوكي: إن في النار أقوامًا يربطون بنواعير من نار يدور بهم ملك النواعير ما لهم فيها راحة ولا فترة
باب ذكر السماء والسموات
قال: لما خلق عز وجل الماء ثار منه دخان فبنى منه السموات وتمت وما فيها من الشمس وقال أبو الخلد: والسماء موج مكفوف.
وقال كعب: السماء أشد بياضًا من اللبن.
قال القاسم بن أبي برة: السماء بيضاء ولكن من بعد ترى خضراء.
وقال إياس بن معاوية: السماء على الأرض مثل القبة.
وقال الربيع بن أنس: السموات أولها موج مكفوف والثانية من صخر والثالثة من حديد والرابعة من صفر ونحاس والخامسة من فضة والسادسة من ذهب والسابعة من ياقوته حمراء.
وذكر أبو الحسين أحمد بن جعفر: أن لا اختلاف بين العلماء في أن السماء مثال الكرة وأنها تدور بجميع ما فيها من الكواكب كدور الكرة على قطبين ثابتين غير متحركين أحدهما في ناحية الشمال والآخر في ناحية الجنوب.
ويدل على ذلك أن الكواكب جميعًا تبدو من المشرق فترتفع قليلًا على ترتيب واحد في حركاتها وتقادير أجرامها إلى أن تتوسط السماء ثم تنحدر على ذلك الترتيب كأنها ثابتة في كرة تديرها جميعأ دورًا واحدًا.
وكذلك أجمعوا على أن الأرض بجميع أجرامها من البرد مثل الكرة ويدل عليه أن الشمس والقمر والكواكب لا يوحد طلوعها وغروبها على جميع من في نواحي الأرض في وقت واحد بل على المشرق قبل المغرب وكرة الأرض مثبتة في وسط كرة السماء كالنقطة من الدائرة يدل على ذلك أن جرم كل كوكب يرى في جميع نواحي السماء على قدر واحد فيدل على ذلك أن ما بين السماء والأرض من جميع الجهات بقدر واحد كاضطرار أن تكون الأرض وسط السماء.
ذكر ما بين السماء والسماء أخبرنا هبة اللّه بن القاسم أخبرنا الحسن بن علي قال: أخبرنا أحمد بن جعفر أخبرنا عبد اللّه بن أحمد قال: حدثني أبي حدثنا عبد الرزاق أخبرنا يحيى بن العلاء عن عمه شعيب بن خالد قال: حدثني سماك بن حرب حدثنا عبد اللّه بن عميرة عن عباس بن المطلب قال: كنا جلوسًا مع رسول اللّه صلى الله عليه وسلم بالبطحاء فمرت سحابة فقال: " أتدرون ما هذا قلنا: السحاب قال: والمزن قلنا: والمزن قال: والعنان.
قال: فسكتنا قال: هل تدرون كم بين السماء والأرض.
قلنا: الله ورسوله أعلم قال: " بينهما مسيرة خمسمائة سنة وبين كل سماء إلى سماء مسيرة خمسمائة سنة وكثف كل سماء خمسمائة سنة وفوق السماء السابعة بحر بين أسفله وأعلاه كما بين السماء والأرض ثم فوق ذلك ثمانية أوعال بين ركبهن وأظلافهن كما بين السماء والأرض والله تعالى فوق ذلك وليس يخفى عليه من أعمال بني آدم شيء ".
قال العلماء: وكذلك الأرضون السبع في كثافتها وبعد ما بين الواحدة والأخرى فذلك مسيرة أربعة عشر ألف سوى ما تحت الأرض من الظلمة والنور وما فوق السموات من الحجب والظلمة إلى العرش وهذا على قدر سير الآدمي الضعيف فأما الملك فإنه يجرد ذلك في ساعة.
وقد سأل ابن الكوا علي بن أبي طالب رضي اللهّ عنه عن مسافة ذلك فقال: دعوة عبد صالح.
ذكر الشمس والقمر والنجوم أخبرنا ابن ناصر قال: أخبرنا أحمد بن علي بن سوار قال: أخبرنا أبو محمد الجوهري قال: أخبرنا أبو عمر بن حيوية قال: أخبرنا أحمد بن جعفر بن المناعي قال: حدثني هارون بن علي بن الحكم قال: حدثنا أحمد بن عبد العزيز بن مرداس حدثنا عبد الله بن محمد بن سعيد القرشي حدثنا محمد بن موسى حدثنا مسلمة بن الصلت حدثنا جارية بن المنذر حدثنا الأعمش عن سليمان بن موسى عن القاسم بن مخيمرة عن حذيفة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " لما أبرم اللّه عز وجل خلقه فلم يبق غيرآدم خلق شمسين من نور عرشه فأما ما كان في سابق علمه أن يطمسها ويحولها قمرًا فإنه خلقها دون الشمس في الضوء ولوتركها شمسين لم يعرف الليل من النهار ولكان الصائم لا يدري إلى متى يصوم فأرسل جبريل فأمر جناحه على وجه القمر ثلاث مرات فمحا عنه الضوء وبقي فيه النور وخلق للشمس عجلة لها ثلثمائة وستون عروة ووكل بها ثلاثمائة وستين ملكًا قد يعلق كل ملك بعروة وإذا أراد أن يري العباد آية خرت الشمس عن عجلتها فوقعت في بحر وتسجد الشمس تحت العرش بمقدار الليل ثم تؤمر بالطلوع فإذا ما دنت القيامة جعلت الشمس ثم يتبعها القمر ثم يطلعان من المغرب ثم يعود إلى ما خلق اللّه ".
وروى طاووس عن ابن عباس أنه قال: قال الله عز وجل للسماء: أخرجي شمسك وقمرك ونجومك " وقال للأرض: شققي أنهارك وأخرجي ثمارك " فقالتا: أتينا طائعين.
وقد أشكل هذا قوم غلبت عليهم الظواهر وقل فهمهم وظنوا أنه قول السماء حقيقة وأنها أخرجت شمسها بفعل وهذا سوقهم لأن قوله أتيا طوعًا معناه كونا بتكويننا وهوتقريب إلى الأفهام تقريره لا بد من فعل ما يريده لوقدرنا أن السماء موجودة أن يوافق أو يخالف ويوضح هذا أنهما إن كانتا حالة الخطاب معدومتين فالمعدوم لا يخاطب وإن كانتا موجودتين استغنتا بوجودهما عن التكوين ثم أي قدرة لهما في إخراج شمس أو قمر وهل خالق إلا الله وإنما المرادكوني بتكويني إياك ومثله قوله تعالى: {إنمَا قَوْلُنَا لِشَيْءٍ إِذَا أرَدْنَاهُ أنْ نَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُون}.
وقوله:{كُونُوا قِرَدةً خَاسِئين}.
{كونوا حجارة أو حديدًا} وهذا من توسع العرب في الخطاب يقصدون به اعلام قال مجاهد في قوله تعالى: {رب المشرقين ورب المغرِبَيْن} قال: مشرق الشتاء ومشرق الصيف ومغرب الشتاء ومغرب الصيف.
قال ابن عباس: يطلع كل سنة في ثلاثمائة وستين كوة كل يوم في كوة فلا يرجع إلى تلك الكوة في ذلك اليوم من العام للمقبل.
وقد روى عبد اللّه بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه رأى الشمس حين غابت فقال: " في نار الله الحامية لولا ما يزعها من أمر الله عز وجل لأهلكت ما على الأرض ".
قال أبو الحسين أحمد بن جعفر: قد نظر بعض الناس أن ذلك دعاء على الشمس وليس كذلك إنما هو وصف للعين التي تواري الشمس في قوله تعالى: " تغْرب فِي عين حَامئَة ".
قال سعيد بن المسيب: إن الشمس إذا أرادت أن تطلع تقاعست كرامة أن تعبد من دون الله فيدفعها ثلاثمائة وستون ملكًا.
وقال ابن عباس: لا تطلع إلا وهي كارهة تقول: يا رب لا تطلعني على عبادك فإني أراهم يعصونك.
أخبرنا محمد بن ناصر أخبرنا أبو الخطاب علي بن عبد الرحمن الجراح حدثنا عبد الملك بن بشران أخبرنا أحمد بن الفضل بن العباس بن خريم حدثنا إبراهيم بن الهيثم حدثنا أبو اليمان حدثنا عمير بن المعدان بن عامر عن أبي أمامة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أخبرنا عبد الأول أخبرنا الداودي أخبرنا ابن أعين حدثنا الفربري حدثنا البخاري حدثنا ابن نعيم أخبرنا الأعمش عن ابراهيم التيمي عن أبيه عن أبي ذر قال: كنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد حين وجبت الشمس فقال: " يا أبا ذر تدري أين تذهب الشمس قلت: الله ورسوله أعلم قال: فإنها تذهب حتى تسجد بين يدي الله عز وجل فتستأذن في الرجوع فيؤذن لها وكأنها قد قيل لها: ارجعي حيث جئت فتطلع من مغربها ".
أخرجاه في الصحيحين.
قال ابن عقيل: قد ذكر أصحاب علوم الهندسة أن بعد الشمس من الأرض أربعة آلاف وثمانمائة وعشرون ألف ميل ونصف.
وذكروا أن جرم القمر جزء من تسعة وثلاثين جزءًا من الأرض وإن المشتري أعظم من الأرض يزيد جرمه على جرم الأرض مائتين وثمانين مرة ونصف وربع.
وزحل أعظم من الأرض تسعة وسبعين مرة ونصف.
وأما الكواكب الثابتة فأعظمها الخمسة عشر العظام نيرة مثل الشعرى والسماك وقلب الأسد يكون جرم كل كوكب منها أعظم من الأرض بأربع وسبعين مرة ونصف.
ذكر البيت المعمور اختلف العلماء في أي سماء وهو على ثلاثة أقوال: أخبرنا به عبد الأول أخبرنا الداوودي أخبرنا ابن أعين حدثنا الفربري حدثنا البخاري حدثنا هدبة حدثنا همام عن قتادة عن أنس بن مالك بن صعصعة أن النبي صلى الله عليه وسلم حدثهم عن ليلة أسري به فذكر صعوده من سماء إلى سماء حتى أتى السماء السابعة قال: ثم رفع إلى البيت المعمور يدخله كل يوم سبعون ألف ملك لا يعودون فيه.
القول الثاني: إنه في السماء الدنيا رواه أبوهريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم.
قال ابن عباس: هو حيال الكعبة ويسمى الصراح.
وقال الربيع بن أنس: كان البيت المعمور مكان الكعبة في زمان آدم فلما كان زمن نوح أمر الناس بحجه فعصوه فلما طفى الماء رفع فجعل بحذاء البيت في السماء الدنيا.
والقول الثالث: إنه في السماء السادسة قاله علي رضي اللّه عنه.
ذكر ما بعد السموات السبع من ذلك سدرة المنتهى وهي بعد السماء السابعة وقد قيل أنها في السادسة والأول أصح.
أخبرنا هبة اللهّ بن محمد قال: حدثنا الحسن بن علي أخبرنا أحمد بن جعفر حدثنا عبد اللهّ بن أحمد قال: حدثني أبي حدثنا عفان حدثنا هدبة حدثنا همام عن قتادة عن أنس بن مالك عن مالك بن صعصعة أن النبي صلى الله عليه وسلم ذكر معراجه إلى السماء السابعة قال أحمد: وحدثنا ابن نمير أخبرنا مالك بن مغول عن الزبير بن عدي عن طلحة عن مرة عن عبد اللّه قال: لما أسري برسول اللّه صلى الله عليه وسلم انتهي به إلى سدرة المنتهى وهي في السماء السادسة إليها ينتهي ما يعرج به من الأرض فيقبض منها وإليها ينتهي ما يهبط به من فوقها فيقبض منها فأعطي رسول اللّه صلى الله عليه وسلم ثلاثًا: أعطي الصلوات الخمس وأعطي خواتيم سورة البقرة وغفر لمن لا يشرك باللّه من أمته شيئًا المقحمات ".
هذا الحديث من أفراد مسلم والذي قبله متفق عليه.
ثم الكرسي.
قال النبي صلى الله عليه وسلم: " ما السموات السبع في الكرسي إلا كحلقة ملقاة في أرض فلاة.
ثم العرش.
روى اسماعيل بن أبي خالد عن سعد الطائي قال: العرش ياقوتة حمراء.
ذكر الملائكة.
أخبرنا ابن الحصين أخبرنا ابن المذهب أخبرنا أحمد بن جعفر حدثنا عبد الله بن أحمد قال: حدثني أبي حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن الزهري عن عروة عن عائشة قالت: قال رسول الله: " خلقت الملائكة من نور ".
انفرد بإخراجه مسلم.
ذكر حملة العرش.
من أعظم الملائكة خلقًا حملة العرش وعددهم اليوم أربعة أحدهم على صورة البشر قد وكل بالدعاء لنسل الآدمي والآخر على صورة النسر وقد وكل بالدعاء لأجناس الطير والآخر على صورة الثور قد وكل بالدعاء لنسل البهيمي والآخر على صورة السبع قد وكل بالدعاء لأجناس السباع فإذا جاءت القيامة صاروا ثمانية قال الله عز وجل: {وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبك فَوْقَهم يَوْمَئذٍ ثَمَانِيَةٌ}.
وقد قال سعيد بن جبير: ثمانية صفوف من الملائكة.
وقد روى أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه وصف أحد حملة العرش فقال: قدماه على الأرض السابعة من الأرضين والذي نفس محمد بيده لوأن الطير سخرت ما بين أصل عنقه إلى منتهاها من رأسه لحففت فيه سبعمائة عام قبل أن تقطعه ".
أخبرنا عبد الأول بن عيسى أخبرنا أبو اسماعيل عبد الله بن محمد الأنصاري أخبرنا إسحاق بن أبي إسحاق الحافظ أخبرنا أبو الحارث علي بن القاسم حدثنا عبد اللّه بن محمد بن الحسن الشرقي حدثنا أحمد بن حفص حدثنا أبي حدثنا ابراهيم بن طهمان عن موسى بن عتبة عن محمد بن المنكدر عن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أذن لي أن أحدث عن ملك من ملائكة اللّه من حملة العرش ما بين شحمة أذنه إلى عاتقه مسيرة سبعمائة سنة ".
أخبرنا عبد الأول أخبرنا أبو اسماعيل أخبرنا أحمد بن ابراهيم النيسابوري أخبرنا محمد بن جعفر بن مطر حدثنا أبو إسحاق ابراهيم بن اسحاق الأنماطي حدثنا ابو الفضل سهل الأعرج حدثنا إسحاق بن منصور حدثنا إسرائيل عن معاوية بن اسحاق عن سعيد بن أبي سعيد المقبري عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إن الله عز وجل أذن لي أن أحدث عن ملك قد لزقت رجلاه الأرض وعنقه مثنية تحت العرش وهو يقول: سبحانك ما أعظمك ربنا قال: فيرد عليه ما يعلم ذلك الذي يخلف به كاذبًا ".
ذكر الملك المسمى بالروح قد روينا عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه قال: هو ملك من الملائكة له سبعون ألف وجه لكل وجه سبعون ألف لغة يسبح الله بتلك اللغات كلها ويخلق من كل تسبيحة ملك يطير مع الملائكة إلى يوم القيامة.
أخبرنا ابن ناصر أخبرنا نصر بن أحمد بن البطر أخبرنا ابن رزقويه حدثنا عثمان بن أحمد الدقاق أخبرنا إسحاق بن ابراهيم الحنبلي حدثنا العلاء بن عمرو الخراساني حدثنا عبد الله بن الحكم البجلي حدثنا القاسم بن الحكم العربي عن الضحاك عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " إذا كانت ليلة القدر يأمر الله تعالى جبريل فيهبط في وكيله من الملائكة وله ستمائة جناح منها جناحان لا ينشرهما إلا في ليلة القدر فينشرهما تلك الليلة فيجاوزان المشرق والمغرب ".
ذكر إسرافيل روى ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " إن ملكًا من ملائكة اللهّ تعالى يقال له إسرافيل يحمل زاوية من زوايا العرش على كاهله وقدماه في الأرض السفلى قد رنق رأسه في السماء السابعة.
قال أبو الحسين أحمد بن جعفر: والملائكة خلقت من نور وقد قيل أن المستأنف منها يخلق دموع إسرافيل.
ذكر أصناف الملائكة روى معدان بن أبي طلحة عن عمر البكالي قال: قال عبد الله بن عمرو بن العاص: الملائكة عشرهّ أجزاء الكروبيون الذين يسبحون الليل والنهار لا يفترون تسعة أجزاء وجزء واحد الذين وكلوا بخزانة كل شيء والملائكة والجن عشرة أجزاء تسعة أجزاء الملائكة وجزء واحد الجن والجن والإنس عشرة أجزاء فتسعة أجزاء الجن وجزء واحد الإنس فإذا ولد واحد من الإنس ولد تسعة من الجن والإنس عشرة أجزاء يأجوج ومأجوج وجزء واحد سائر الإنس وما من السماء موضع اهاب إلا عليه ملك ساجد أو قائم.
أخبرنأ أبو الفضل محمد بن ناصر الحافظ أخبرنا المبارك بن عبد الجبار أخبرنا علي بن الحسين بن القنوجي أخبرنا محمد بن عبد الرحيم المازفي حدثنا أبو علي الحسين بن القاسم الكوكبي حدثني أبو عبيدة الحسن بن علي بن الجعد حدثنا محمد بن سعد عن الواقدي عن اسماعيل بن أبي سعيد عن يوسف بن عبد الله بن سلام عن أبيه قال: لما خلق اللّه عز وجل الملائكة واستووا على أقدامهم رفعوا رؤوسهم إلى السماء فقالوا: ربنا مع من أنت قال: مع المظلوم حتى يؤدى إليه حقه.
ذكر أعمال الملائكة جمهور الملائكة مشغولون بالتعبد كما قال اللّه عز وجك: {يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنهَارَ لا يَفْتُرون}.
فمنهم قيام في التعبد ومنهم ركوع ومنهم سجود وكل من رتب لعبادة فهو مقيم عليها إلى يوم القيامة.
أخبرنا ابن الحصين أخبرنا ابن المذهب أخبرنا أحمد بن جعفر حدثنا عبد اللّه بن أحمد قال: حدثني أبي حدثنا أسود عن ابراهيم بن مهاجر عن مجاهد عن مورق عن أبي ذر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " اني أرى ما لا ترون وأسمع ما لا تسمعون أطت السماء وحق لها أن تئط فما فيها موضع أربع يعني أصابع إلا عليه ملك ساجد ومن الملائكة موكل بعمل فمنهم حملة العرش قد وكلوا لحمله جبريل هو صاحب الوحي والغلظة فهو ينزل بالوحي ويتولى إهلاك المكذبين وميكائيل صاحب الرزق والرحمة وإسرافيل صاحب اللوح والصور وعزرائيل قابض الأرواح وله أعوان وهؤلاء الأربعة هم المقسمات أمرًا.
ومنهم كتاب على بني آدم وهم المعقبات ملكان في الليل وملكان في النهار ".
أخبرنا ابن الحصين أخبرنا ابن المذهب أخبرنا أحمد بن جعفر حدثنا عبد اللّه بن أحمد.
قال: حدثني أبي حدثنا عبد الرزاق حدثنا معمر بن همام عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " والملائكة يتعاقبون فيكم ملائكة الليل وملائكة النهار ويجتمعون في صلاة الفجر وصلاة العصر ثم يعرج إليه الذين باتوا فيكم فيسألهم وهوأعلم: كيف تركتم عبادي فقالوا: تركناهم وهم يصلون ".
أخرجاه في الصحيحين.
روى أبو أمامة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان كاتب الحسنات على يمين الرجل وكاتب السيئات على يساره وكاتب الحسنات أمير على كاتب السيئات فإذا عمل حسنة كتبها له صاحب اليمين عشرًا وإذا عمل سيئة فأراد صاحب الشمال أن يكتبها قال صاحب اليمين: أمسك فيمسك عنه سبع ساعات فإن استغفر منها لم تكتب وإن لم يستغر كتبت عليه سيئة.
وفي حديث علي رضي الله عنه إن مقعد الملكين على الثنيتين.
وقال الحسن: إن مجلسيهما تحت الشعرعلى الحنك.
ومن الملائكة من قد وكل بالشمس ومنهم موكل بالقطر والرعد صوت ملك يزجر والسحاب والبرق ضربه إياه بمخاريق ومنهم موكل بالرياح والأشجار.
روى مجاهد عن ابن عباس قال: ليس أحد من خلق الله أكثر من الملائكة ليس من شجرة إلامعها موكل بها.
ومنهم ملكان يقول أحدهما: اللهم.
أعط منفقًا مالًا خلفًا ويقول الآخر: اللهم أعط ممسكًا تلفًا.
وملكان يقول أحدهما: يا باغي الخير أبشر ويقول الآخر: يا باغي الشر أقصر.
ومنهم ملائكة يساحون في الأرض يتبعون مجالس الذكر وملائكة يبلغون رسول اللّه صلى الله عليه وسلم من أمته السلام.
وملائكة موكلون بمكة والمدينة ليمنعوا عنها الدِّجال إذا خرج.
ومن الملائكة من هو مشغول بغرس شجر الجنة.
قال الحسن: إن أحدهم ليفتر فيقال له: ما لك فيقول: فتر صاحبي من العمل.
وكان الحسن يقول: أمدوهم رحمكم الله.
ومنهم موكل بصياغة حليّ الجنة.
روى شمر بن عطية عن كعب قال: إن في الجنة ملكًا يصوغ حلية أهل الجنة منذ خلق إلى أن تقوم الساعة لو شئت أن أسميه لسميته ولو أن قُلبًا منها خرج لردّ شعاع الشمس.
قال مؤلف الكتاب: فلو ذهبنا نكتب كل شيء من هذا طال ذلك.
ذكر تسبيح الملائكة أخبرنا محمد بن ناصر اُخبرنا جعفر بن محمد أخبرنا الحسن بن علي أخبرنا أبو بكر بن مالك قال: حدثنا عبد اللّه بن أحمد قال: حدثنى أبي أخبرنا أبو المغيرة حدثنا صفوان بن عمرو قال: سمعت خالد بن معدان يقول: إن لله عز وجل ملائكة أربعة يسبحون تحت العرش يسبح بتسبيحهم أهل السموات يقول الأول سبحان ذي الملك والملكوت ويقول الثاني: سبحان ذي العزة والجبروت ويقول الثالث: سبحان الحي الذي لا يموت ويقول الرابع: سبحان الذي يميت الخلق و يموت.
وقال هارون بن رباب: حملة العرش ثمانية يتجاوبون بصوت رخيم يقول أربعة: سبحانك وبحمدك على حلمك بعد علمك ويقول الأربعة الأخرى: سبحانك وبحمدك على عفوك بعد قدرتك.
قال سعيد بن جبيرة أتى جبريل رسول اللهّ صلى الله عليه وسلم فقال: " إن أهل السماء الدنيا سجود إلى يوم القيامة يقولون: سبحان ذي الملك والملكوت وأهل السماء الثاني ركوع إلى يوم القيامة يقولون سبحان ذي العزة والجبروت وأهل السماء الثالثة قيام إلى يوم القيامة يقولون: سبحان الحي الذي لا يموت.
وقد روينا أن في الملائكة ملكًا نصفه من نار ونصفه من ثلج وهويقول: يامن ألف بين الثلج والنار فلا النار تذيب الثلج ولا الثلج يطفىء النار ألف بين عباد المؤمنين.
باب ذكر الجنة الجنة والنار
مخلوقتان قبل آدم.
قال عبد اللهّ بن سلام: والجنة في السماء.
ويدل عليه قوله: {عند سدرة المنتهى عِنْدَهَا جنةُ الْمَأوَى}.
وقال مجاهد: {وَفِي السمَاء رِزْقُكُم} قال: المطر{وما توعدون} قال: الجنة.
ويدل على أن الجنة قد خلقت قوله تعالى: " اسْكُنْ أنْتَ وَزَوْجُكَ الجنة ".
وقد روى سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: كان عرش اللّه على الماء ثم اتخد جنة ثم اتخذ دونها أخرى ثم أطبقها بلؤلؤة واحدة فقال: {وَمِن دونِهمَا جنتَان}.
أخبرنا عبد الأول أخبرنا الداودي أخبرنا ابن أعين حدثنا الفربري حدثنا البخاري حدثنا روح بن عبد المؤمن حدثنا يزيد بن زريع حدثنا سعيد عن قتادة عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " إن في الجنة لشجرة يسير الراكب في ظلها مائة عام لا يقطعها ".
أخبرنا ابن الحصين أخبرنا ابن المذهب أخبرنا أبو بكر بن مالك أخبرنا عبد اللهّ بن أحمد قال: حدثنا أبي حدثنا عبد الصمد حدثنا أبو قدامة الحارث بن عبيد حدثنا أبو عمران عن أبي بكر بن عبد الله بن قيس عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " جنات الفردوس أربع: ثنتان من ذهب آنيتهما وحليتهما وما فيهما وثنتان من فضة آنيتهما وحليتهما وما فيهما وليس بين القوم أن ينظروا إلى ربهم عز وجل إلا رداء الكبرياء على وجهه عز وجل في جنة عدن ".
قال أحمد: وحدثنا أبو النضر حدثنا زهير حدثنا سعد أبو مجاهد حدثنا أبو المدلّه أنه سمع أبا هريرة يقول: قلنا: يا رسول اللهّ حدثنا عن الجنة ما بناؤها قال: لبنتها فضة وملاطها المسك الأذخر وحصباؤها اللؤلؤ والياقوت وترابها الزعفران من يدخلها ينعم لا يبؤس ويخلد لا يموت لايبلى ثيابه ولايفنى شبابه ".
هذا الحديث حسن واللذان قبله في الصحيحين.
باب ذكر آدم عليه السلام
روى السدي سن أشياخه قال: بعث اللهّ عز وجل جبرئيل إلى الأرض ليأتيه بطين منها قالت الأرض: إني أعوذ باللهّ منك أن تنقص مني أو تَشينني فرجع ولم يأخذ وقال: رب إنها عاذت بك فأعذتُها.
فبعث ميكائيل فعاذت منه فأعاذها فبعث ملك الموت فعاذت منه فقال: وأنا أعوذ باللّه أن أرجع ولم أنفذ أمره فأخذ من وجه الأرض وخلط فلم يأخذ من مكان واحد وأخذ من تربة حمراء وبيضاء وسوداء فلذلك خرج بنو آدم مختلفين.
فصعد به فَبَلَ التراب حتى عاد طينًا ثم تُرك حتى تغير وأنتن وهو قوله {مِنْ حَمَأٍ مَسْنُون} قال: مُنْتِن.
وقد روى سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: بعث رب العزة إبليس فأخذ من أديم الأرض ومن عذبها ومن ملحها فخلق آدم فمن ثَمَّ سُمّيَ آدم لأنه خلق من أديم الأرض ومن ثَم قال إبليس: {أسْجُدُ لِمَنْ خَلَقْتَ طِينًا} أي هذه الطينة أنا جئت بها.
وقد رواه ابن جبيرعن ابن مسعود.
فأخبرنا به محمد بن عبد الباقي البزار أخبرنا أبو محمد الجوهري أخبرنا أبو عمر بن حيوية أخبرنا أحمد بن معروف أخبرنا الحارث بن أبي أسامة أخبرنا محمد بن سعد أخبرنا حسين بن الحسن الأشقر حدثنا يعقوب بن عبد الله القُميَ عن سعيد بن جبير عن ابن مسعود قال: إن اللّه بعث إبليس فأخذ من أديم الأرض من عذبها ومالحها فخلق منه آدم فكل شيء خلقه من عذبها فهو صائر إلى الجنة وإن كان ابن كافر وكل شيء خلقه من مالحها فهو صائر إلى الناروإن كان ابن نبي.
قال: فمن ثم قال ابليس: {أأسجد لمن خلقت طينًا} لأنه جاء بالطينة وسمي آدم لأنه خلق من أديم الأرض.
أخبرنا عبد الأول أخبرنا الداوي أخبرنا ابن أعين السرخسي أخبرنا ابراهيم بن خريم حدثنا عبد بن حميد حدثنا هوفق بن خليفة حدثنا عوف عن قَسَام بن زُهَير عن أبي موسى عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إن الله عز وجل خلق آدم من قبضة قبضها من جميع الأرض فجاء بنو آدم على قدر الأرض جاء منهم الأبيض والأحمر والأسود وبين ذلك والخبيث والطيب والسهل والحَزْن وبين أخبرنا ابن الحصين أخبرنا ابن المذهب أخبرنا أحمد بن جعفر حدثنا عبد اللهّ بن أحمد حدثني أبي أخبرنا أبو عامر عبد الملك بن عمرو حدثنا زُهَير بن محمد عن عبد اللّه بن محمد بن عَقِيل عن عبد الرحمن بن محمد بن يزيد الأنصاريّ عن أبي لُبابة البدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " سيد الأيام يوم الجمعة وأعظمُها عنده وأعظم عند الله عز وجل من يوم الفطر ويوم الأضحى وفيه خمس خلال: خلق اللّه تبارك وتعالى فيه آدم وأهبط الله فيه آدم إلى الأرض وفيه توفَّى آدم وفيه ساعة لا يسأل العبد فيها شيئًا إلا أتاه الله إياه ما لم يسأل حرامًا وفيه تقوم الساعة ما من ملك مقرب في السماء والأرض ولا رياح ولا جبال ولا بحر إلا وهن يستغفرون من يوم الجمعة ".
قال أحمد: وحدثنا أبو عامر حدثنا زهير عن عبد اللهّ بن محمد عن عمرو بن شرحبيل بن سعد بن عبادة عن أبيه عن جده سعد بن عبادة أن رجلًا من الأنصار أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: أخبرنا عن يوم الجمعة ماذا فيه من الخير.
قال: " فيه خمس خلال: فيه خُلقَ آدم وفي أهبط آدم وفيه تُوفّي وفيه ساعة لا يسأل عبد فيها شيئًا إلا أتاه اللهّ ما لم يسأل مأثمًا أوقطيعة رحم وفيه تقوم الساعة وما من ملك مقرب ولا سماء ولا أرض ولا جبال ولا حجر فصل: فلما صور اللهّ تعالى آدم تركه أربعين ليلة جسدًا ملقى لا روح فيه هكذا رواه الضحاك عن ابن عباس.
وقال السدي عن أشياخه: بقي جسدًا بين طين وماء أربعين سنة.
والمراد بذلك من أعوامنا.
وقد روى أبو عثمان النهدي عن سلمان الفارسي قال: خمر اللّه عز وجل طينة آدم أربعين يومًا.
فعلى هذا يكون التخمير قبل التصوير ".
وقد روينا عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " في يوم الجمعة خلق آدم ".
وقال مجاهد: خلق بعد كل شيء آخر النهار من يوم الجمعة.
فصل
روى السدي عن أشياخه قال: لما أراد اللهّ عز وجل أن ينفخ فيه الروح قال للملائكة: فإذا نفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين.
فنفخ فيه الروح فدخل فيه الروح من رأسه فعطس فقالت له الملائكة: قل الحمد لله فقال: الحمد للهّ فقال اللهّ: رحمك ربك فلما دخل الروح في عينيه نظر إلى ثمار الجنة فلما دخل في جوفه اشتهى الطعام فوثب قبل أن تبلغ الروح رجليه عجلان فذلك قوله: {خُلِقَ الإنْسَانُ مِنْ عَجَلٍ}.
فسجد الملائكة كلهم أجمعون إلا إِبليس.
وروى الضحاك فقال: أتته النفخة من قبل رأسه فجعل لا يجري في شيء من جسده إلا صار لحمًا ودمًا فلما انتهت النفخة إلى سرته فنظر إلى جسده فاعجبه فذهب لينهض فلم يقدر فلما تمت النفخة عطس فقال: الحمد للّه فقال له ربه: يرحمك ربك.
أخبرنا أبن الحصين أخبرنا ابن المذهب أخبرنا أحمد بن جعفر حدثنا عبد اللّه بن أحمد بن حنبل قال: حدثني أبي حدثنا حسين وعفان قالا: حدثنا حماد بن سلمة أخبرنا ثابت البناني عن أنس بن مالك قال: قال رسول اللهّ صلى الله عليه وسلم: " إن الله عز وجل لما صور آدم تركه ما شاء الله أن يتركه فجعل إبليس يطيف به فلما رآه أجوف عرف أنه خلق لا يتمالك ".
قال أحمد: وحدثنا عبد الرزاق حدثنا معمر عن همام بن منبه حدثنا أبو هريرة قال: قال رسول اللهّ صلى الله عليه وسلم: " خلق اللهّ عز وجل آدم على صورته طوله ستون ذراعًا فلما خلقه قال له: اذهب فسلم على أولئك النفر وهم نفرمن الملائكة جلوس فاستمع ما يحيونك فإنها تحيتك وتحية ذريتك فقال: السلام عليكم فقالوا: السلام عليك ورحمة الله وبركاته فزادوه ورحمة الله فكلَ من يدخل الجنة على صورة آدم وطوله فلم يزل الخلق ينقص بعد ".
هذا حديث متفق عليه والذي قبله من أفراد مسلم.
أخبرنا زاهر بن طاهر النيسابوري أخبرنا الحاكم أبو سعد محمد بن محمد بن علي أخبرنا أبو بكر حدثنا يحيى بن اسماعيل أخبرنا مكي بن عبدان حدثنا أحمد ابن الأزهر حدثنا روح بن عبادة حدثنا حماد بن زيد بن جدعان عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " كان طول آدم ستين ذراعًا في سبعة أذرع عرضًا ".
وقد روي عن مجاهد: أن نفس آدم كان يؤذي أهل السماء فحط إلى ستين ذراعًا.
وليس هذا بشيء.
قال أبو الحسن: هذا من كتب السريانيين ليس للإسلاميين فيه أكثر من الرواية عنهم.
ذكر الحوادث التي في زمان آدم عليه السلام هذه الحوادث تنقسم ثلاثة أقسام: فالقسم الأول ما حدث وآدم في السماء والثاني ما حدث وهو في الجنة والثالث ما حدث وآدم في الأرض.
ذكر القسم الأول: ما حدث وآدم في السماء: من ذلك أن الله تعالى لما أكمل خلق آدم ونفخ فيه الروح علمه الأسماء كلها.
قال ابن عباس: علمه أسماء كل شيء.
قال الحسن: علمه اسم كل شيء: هذه الخيل وهذه البغال والإبل والجن والوحوش.
والصحيح العموم وقد شرحنا هذا في التفسير وهناك أليق بسط هذا.
ثم أمر الملائكة بالسجود له فسجدوا إلا إبليس.
أخبرنا محمد بن عمر الأوحدي أخبرنا أبو الحسن محمد بن علي بن المهتدي أخبرنا عمر بن أحمد بن شاهين حدثنا عبد اللّه بن سليمان حدثنا هارون بن زيد بن أبي الزرقاء حدثنا عثمان بن ربيعة عن قادم بن المسور قال: قال عمر بن عبد العزيز: لما أمر اللّه عز وجل الملائكة بالسجود لآدم عليه السلام أول من سجد له إسرافيل فأثابه اللهّ بأن كتب القرآن في جبهته.
ومن أعظم ذكر الحوادث السماوية في زمان آدم امتناع ابليس من السجود له تكبرًا وقد سبق بيانه في ذكر أخبار ابليس.
ذكر القسم الثاني: ما حدث وآدم في الجنة: وهو ما حدث وآدم في الجنة لما سجدت الملائكة لآدم وأبعد الله إبليس أسكن آدم الجنة فما حدث أباح آدم جميع أشجار الجنة سوى شجرة واحدة اختلفوا فيها فقيل: هي الحنطة وقيل: الكرمة إلى غير ذلك مما قد شرحناه في التفسير.
ومما حدث: ما روى السدي عن أشياخه: لما أسكن آدم الجنة كان يمشي فيها وحشًا ليس له زوج فنام نومة فاستيقظ فإذا عند رأسه امرأة قاعدة خلقها الله من ضلعه فسألها: ما أنت.
قالت امرأة قال: ولم خلقت.
قالت: تسكن إلي قالت له الملاَئكة ينظرون ما بلغ علمه: ما أسمها يا آدم قال: حواء قالوا: ولم سمت حواء.
قال: لأنها خلقت من شيء حيّ فقال اللهّ: يا آدم اسكن أنت وزوجك الجنة.
قال قتادة: خلق حواء من ضلع من أضلاعه.
قال مجاهد: خلقت من قصيرى آدم.
ومما حدث: احتيال إبليس في الدخول إلى الجنة لاستذلال آدم.
روى السدي عن أشياخه قال: لما أراد إبليس أن يدخل الجنة إلى آدم فمنعه الخزنة فأتى الحية وهي دابة لها أربع قوائم كأنها البعير وهي كأحسن الدوابّ فكلمها أن تدخله في فمها فأدخلته في فمها فقال: يا آدم هَلْ أدُلكَ عَلَى شَجَرَةِ الْخلْد فأبى أن يأكل فقدمت حواء فأكلت ثم قالت: يا آدم قد أكلتُ ولم يضرني فلما أكل بدت لهما سوآتهما.
وروى طاووس عن ابن عباس قال: إن إبليس عرض نفسه على الدواب لتحمله حتى تدخله الجنة حتى يكلم آدم وكل الدواب أبى ذلك عليه حتى كلّم الحية فجعلته بين نابين من أنيابها ثم دخلت به وكانت كاسية أعلى أربع قوائم فأعراها اللّه تعالى وجعلها تمشي على بطنها.
وقال وهب بن منبه: لما دخلت الحية الجنة خرج من جوفها فأخذ من الشجرة وجاء بها إلى حواء فقال: انظري إلى هذه الشجرة ما أطيب ريحها وطعمها وأحسن لونها فأكلت منها وذهبت بها إلى آدم فقالت: انظر إلى هذه ما أطيب ريحها وطعمها فأكل فبدت لهما سوآتهما فدخل آدم في جوف الشجرة فناد ربُّه: يا آدم أين أنت.
قاد: أنا هذا يا ربّ قال: يا حواء أنت غَرَرْتِ عبدي فلا تحملين حَمْلًا إلا حملتِه كرهًا فإذا أردت أن تضعي ما في بطنك أشرفت على الموت مرارًا.
وقال للحية: أنت الذي دخل الملعون في جوفك حتى غرّ عبدي ملعونة أنت لعنة تتحول قوائمك في بطنك ولا يكنْ لك رزق إلا التراب أنتِ عدوّة بني آدم وهم أعداؤك حيث لقيت منهم أحدًا أخذت تسميه وحيث لقيَك شدَخ رأسك.
وروى محمد بن إسحاق عن بعض أهل العلم: ان آدم لما رأى نعم الجنة قال: لو أن خالدًا فاغتنمها إبليس فأتاه من قبل الخلد.
قال ابن إسحاق: وحديث ان أول ما ابتدأهما به من كيده أنه ناح عليهما نياحة أحزنتهما حين سمعاها فقالا له: ما يُبْكِيك قال: أبكي عليكما إنكما تموتان فتفارقان ما أنتما فيه من النعمة والغبط فوقع ذلك في أنفسهما ثم أتاهما فوسوس إليهما وقال: يا آدم هل أدلك على شجرة الخلد.
وقال ابن زيد: وسوس الشيطان إلى حواء في الشجرة حتى أتى بها إليها ثم حسنها في نفسه قال: فدعاها آدم لحاجته فقالت: لا إلا أن تأتي هذا قال: ما آتي.
قالت: تأكل من هذه الشجرة فأكلا منها فبدت سوآتهما وذهب آدم هاربًا إلى الجنة فناداه ربُّه يا آدم أني أتيت.
قال: لا يا رب ولكن حياء منك وقال: يا آدم أنَّى أتِيتَ.
قال: من قِبَل هذا أي رب قال: فقال اللهّ: إن لها عليّ أن آدميها في كل شهر مرة كما آدمت هذه الشجرة وأن أجعلها سفيهة فقد كنت خلقتها حليمة وأن أجعلها تحمل كرهًا وتضع كرهًا.
وكان سعيد بن المسيب يحلف باللّه ما يستثني: ما أكل آدم من الشجرة وهو يعقل ولكن حواء سقتْه الخمرحتى إذا سكر قادته إليها فأكل.
قال المؤلف: وفي هذا بعد من جهتين أحدهما: أن خمر الجنة لا يسكر لقوله تعالى: {لا فيهَا غَول}.
والثاني: أنه لا يخلو أن يكون شربه مباحًا له أو محظورًا وقد حظره لأن الظاهر إباحته جميع ما في الجنة له سوى تلك الشجرة ومن فعل المباح لم يؤاخذ بما يؤثره على أن راوي هذا الحديث محمد بن إسحاق وفيه مقال.
ومما حدث إخراج آدم من الجنة: قال العلماء: لما واقع آدم وحواء الخطيئة أخرجهما الله تعالى من الجنة وسلبهما ما كانا فيه من النعمة وأهبطهما وعدويهما إبليس والحية إلى الأرض.
ذكر مقدار مكثه في الجنه روى أبو صالح عن ابن عباس: أن آدم مكث في الجنة نصف يوم من أيام الآخرة وهو خمسمائة سنة.
وقال أبو العالية: مكث في الجنة خمس ساعة.
وقد روينا أنه خلق آخر النهار من يوم الجمعة فعلى هذه يكون في الساعة الأخيرة فمكث جسدًا أربعين سنة من سنيها كان مكثه في السماء بعد تصويره في الجنة إلى أن أصاب الخطيئة واهبط ثلاثًَا وأربعين سنة وأربعة أشهر.
وقال الحسن البصري: كان الساعة التي لبثها آدم في الجنة مقدار أربعين ومائة من سنينكم.
ذكر الوقت الذي أخرج فيه: روى سعد بن عبادة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " في يوم الجمعة خلق آدم وفيه أهبط ".
وروى أبو صالح عن ابن عباس: أن آدم أخرج بين الصلاتين صلاة الظهر وصلاة العصر.
وقد ذكرنا انه اسكن وأخرج في ساعة واحدة من ساعات ذلك اليوم.
قال ابن جرير: فأهبط قبل غروب الشمس.
ذكر المكان الذي اهبط إليه
قال علي بن أبي طالب وابن عباس وقتادة وأبو العالية: أهبط بالهند.
وروى أبو صالح عن ابن عباس قال: أهبط على جبل بالهند يقال له نَوْد.
وقال ابن اسحاق: أهل التوراة يقولون: أهبِط بالهند على جبل يقال له واسم عند واد يقال له بهيل بين الدهنج والمندل: بلدين بأرض الهند.
فقال قوم: بل أهبط بَسَرْنْديب على جبل يقال له: نَوْذ وأهبطت حواء بجدة من أرض مكة وإبليس بميسان والحية بأصفهان.
وقال آخرون: أهبطت الحية بالبرية وإبليس بالساحل من بحر الأ بُلَّة.
وقيل: كان الجبل الذي أهبط عليه أقرب من جميع الجبال إلى السماء.
ذكر ما هبط معه من الجنة: قال أبو موسى الأشعري: لما أخرجه الله من الجنة زوده من ثمارها فثماركم هذه من ثمارها.
وقال ابن عباس: كان حين أخرج لا يمر بشيء إلا عبث به فقيل للملائكة: دعُوه فليتزودْ منها ما شاء فنزل بالهند وإن هذا الطيب الذي يُجَاء به من الهند مما خرج به آدم.
وروى أبو صالح عن ابن عباس قال: نزل آدم معه ريحُ الجنة فعلق بشجرها وأوديتها يعني الهند وأنزل معه الحجر الأسود وكان اشدَ بياضًا من الثلج وعصا موسى وكانت من آس الجنة وقال أبو العالية: أخرج ومعه غصن من شجر الجنة وعلى رأسه تاج أو إكليل من شجر الجنة.
وقال قتادة: أهبط آدم على جبل بالهند وعلى رأسه إكليل من شجر الجنة فعبق ريح ذلك الإكليل بشجر ذلك الجبل فصار طيبًا.
أخبرنا عبد الوهاب بن المبارك أخبرنا عاصم بن الحسن أخبرنا أبو الحسين أخبرنا عثمان بن أحمد الدقاق أخبرنا أبو الحسن بن البر قال: أهبط آدم بالهند في جزيرة سرنديب على جبل يدعى نَوْذ وعلى آدم الورق الذي خصفه فيبس فتحات فنبت منه أنواع الطيب والثمار فعلى ذلك الجبل: العود والسنبل والقرنفل والأفاوية ودابة المسك ودابة الزباد وحول الجبل الياقوت وفي واديه الماس وفي أرض تلك الجزيرة السفاذج وفي أنهارها البلور وفي بحرها اللؤلؤ.
وأخرج آدم من الجنة معه صرة حنطة وثلاثين نصيبًا من ثمر الجنة عشرة في القشور: الجوز واللوز والفستق والبندق والخَشخاش والبلُّوط والشاهبلوط والجوز الهندي والرمان والموز.
وعشرة لها نوى: الخوخ والمشمش والإجّاص والرُطَب والغبيراء والنبق والزُّعرور والعنّاب وا لمُقْل والشاملوك.
وعشرة لا قشور لها ولا نوى: التُفّاح والسفرجل والكمثرى والعنب والتوت والتين وأنزل على آدم من الصحف احدى وعشرون صحيفة وحرم عليه الميتة والدم ولحم الخنزير وفرض عليه صلاة خمسين ركعة.
أخبرنا موهوب بن أحمد ومحمد بن ناصر قالا أخبرنا على بن أحمد بن بيان قال: أخبرنا القاضي أبو العلاء محمد بن علي الواسطي قال: أخبرنا أبو محمد عبد اللّه بن محمد بن عثمان السقا الحافظ قال: قريء على أبي عمرمحمد بن يوسف القاضي حدثنا محمد بن الوليد حدثنا وهب بن جرير حدثنا شعبة عن أبي التياح عن أنس بن مالك قال: قال رسول اللهّ صلى الله عليه وسلم: " لما أهبط اللهّ آدم من الجنة إلى الأرض حزن عليه كل شيء جاوره إلا الذهب والفضة فأوحى اللّه إليهما: جاورتكما بعبد من عبادي ثم أهبطه من جواركما فحزن عليه كل شيء إلا أنتما قالا: إلهنا وسيدنا أنت تعلم أنك جاورتنا به وهو لك مطيع فلما عصاك لم نحب أن نحزن عليه فأوحى الله إليهما: وعزَّتي وجلالي لأعِزَّنكما حتى لايُنال كل شيء إلاَّ بكما ".
هذا حديث إسناده حسن ومتنه غريب.
أخبرنا ابن ناصر أنبأنا عبد المحسن بن محمد أخبرنا عبد الله بن عمر بن شاهين قال: حدثني أبي حدثنا الحسن بن محمد بن عنبر حدثنا ابراهيم بن عامر الأصبهاني حدثنا أبي حدثنا يعقوب بن جعفر عن سعيد بن جبير قال: أهبط آدم عليه السلام إلى الأرض وليس في الأرض إلا حوت ونسر فكات النسر إذا أمسى آوى إلى الحوت فيبيت عنده فلما رأى النسرآدم أتى إلى الحوت فقال: يا حوت قد أهبط إلى الأرض شيء يمشي على رجليه ويبطش بيده فقالت: إن كنت صادقًا فما لي في البحر مهرب ولا لك في البر مهرب.
يريد أنه يحتال عليهما.
ذكر القسم الثالث: وهو ما حدث وآدم فى الأرض فمن ذلك أن آدم حين نزل شكى حاله: فروى أبو صالح عن ابن عباس قال: لما رأى اللّه عز وجل عري آدم وحواء أمره أن يذبح كبشًا من الضان أمن الأزواج الثمانية فذبحه ثم أخذ صوفه فغزلته حواء فنسج آدم جُبًة لنفسه وجعل لحواء درعًا وخِمارًا فلبسا ذلك.
ثم أنزل عليه بعد العلاوة والمِطرقة والكلبتان فنظر إلى قضيب نابت من حديد وأخذه فجعل يكسر أشجارًا قد يبست بالمطرقة ثم أوقد على ذلك الغصن حتى ذاب أفكان أول شيء ضربه مُدْية فكان يعمل بها ثم ضرب التنّور الذي ورثه نوح ونفرت منه الوحوش إلى البر وكان لباسهما من جلود الضان والسباع.
وروى الضحاك عن ابن عباس: إن جبريك أتى آدم بالجَلَم وأمره أن جز الشاة ففعل فغزلت حواء وحاكه آدم فالخذ منه عباءة لنفسه وأخرى لحواء.
وروى عطاء عن ابن عباس: ان جبريل أتى آدم بالثورين وصمدهما له وأمره بالزراعة.
وروى سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: علم آدم صنعة الحديد وأمر الحرث فحرث وزرع ثم سقى حتى إذا بلغ حَصَدَه ثم داسه ثم طحنه.
ثم عجنه ثم خبزه ثم أكله فلم يبلغ منه حتى بلغ منه ما شاء اللّه أن يبلغ.
قال سعيد: وأهبط إلى آدم ثور أحمر فكان يحرث عليه ويمسح العرق عن جبينه.
وحكى أبو جعفر الطبري عن آخرين قالوا: جاع آدم فاستطعم ربه فجاءه جبريل بسبع حبات من حنطة فوضعها في يده فقال: ما أصنع بهذا قال: تتركه في الأرض ففعل فأنبته اللّه من ساعته ثم أمره فحصده ثم أمره فجمعه وفركه بيده ثم أمره أن يفرِّيه ثم أتاه بحجرين فطحنه ثم أمره أن يخبزه مَلَّةً.
إن عجنه وجمع له جبريل الحجر والحديد فقدحَه فخرجت النار فهو أول مَنْ خبز الملَة.
ومن الأحداث أن قال ابن عباس: بكى آدم وحواء على ما فاتهما من نعم الجنة مائتي سنة لم يأكلا ولم يشربا أربعين يومًا ولم يقرب آدم حواء مائة سنة.
أخبرنا عبد الوهاب بن المبارك أخبرنا أبو الحسين بن عبد الجبار أخبرنا علي بن أحمد الملطي أخبرنا أحمد بن محمد بن دوست حدثنا ابن صفوان حدثنا أبو بكر القرشي قال: حدثني محمد بن الحسين حدثنا روح بن عبادة حدثنا هشام عن الحسن قال: أهبط آدم من الجنة فبكى ثلاثمائة سنة لا يرفع رأسه إلى السماء ولا يلتفت إلى المرأة ولا يضع يده عليها.
قال القرشي: وحدثنا محمد بن يحيى بن أبي حاتم قال.
حدثني سعد بن يونس عن أبي عمرو الشيباني عن أبي الهذيل عن وهب بن منبه قال: أوحى الله إلى آدم: يا آدم ما هذه الكآبة التي بوجهك والبلية التي قد أحاطت بك.
قال.
خروجي من دار البقاء إلى دار الفناء من دار النعم إلى دار الشقاء.
قال: ثم ان آدم سجد سجدة على جبل الهند مائة عام يبكي حتى جرت دموعه في وادي سرنديب فأنبت اللّه لذلك الوادي من دموع آدم الدار صيني والقرنفل وجعل طير ذلك الوادى الطواويس ثم ان جبريل أتاه فقال: يا آدم ارفع رأسك فقد غفر لك فرفع رأسه ثم أتى البيت فطاف أسبوعًا فما أتمه حتى خاض في دموعه إلى ركبتيه ثم أتى موضع المقام وصلى فيه ركعتين وبكى حتى جرت دموعه على الأرض.
قلت: وكان السبب في قبول توبة آدم أنه تلقى كلمات فقالها فتيب عليه وذلك قوله تعالى: {فَتَلَقَّى آدم مِنْ رَبِّه كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ}.
واختلف المفسرون في تلك الكلمات على وجوه قد ذكرناها في التفسير والذي نختاره من الأقوال.
ما أخبرنا به محمد بن عبد اللّه بن حنيف أخبرنا علي ابن الفضل أخبرنا محمد بن عبد الصمد أخبرنا عبد اللهّ بن أحمد.
حدثنا ابراهيم بن خريم حدثنا عبد الحميد بن حميد حدثنا أبو غسان حدثنا مالك بن إسماعيل النهلي عن زهير بن معاوية الجشمي عن خُصيف عن مجاهد: {فَتَلَقَى آدم مِنْ ربهِ كَلِمَات}.
قال: هو قوله: {رَبَّنَا ظَلَمْنَا أنْفسَنا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا}. إلى آخر الآية.
قال قتادة: تاب اللّه على آدم يوم عاشوراء.
ومن الأحداث إن اللّه عز وجل أنزل ياقوتة من الجنة فجعلها في موضع الكعبة وأمر آدم أن يتوجه إلى مكة فيطوف قال قتادة: قال اللهّ: يا آدم إني أهبطت لك بيتًا تطوف به كما يطاف حول عرشي وتصلي عنده كما يصلى عند عرشي فانطلق إليه آدم فمد له في خطوه وكان بين خطوه مفازة فلم تزل وفي حديث أبي صالح عن ابن عباس: أن آدم بنى البيت من خمسة أجبل من طور سيناء وطور زيتا ولبنان والجودي وبنى قواعده من حراء فلما فرغ من بنائه خرج به الملك إلى عرفات فأراه المناسك التي يفعلها الناس ثم قدم به مكة فطاف بالبيت اسبوعًا.
قال ابن عباس: حج من الهند أربعين حجة على رجليه.
وقيل: ان آدم التقى بحواء على عرفات فتفارقا ثم رجع بها إلى الهند فاتخذا مغارة يأويان إليها.
ومن الأحداث أن اللّه تعالى مسح ظهرآدم بنَعْمَان وأخرج ذريته.
أخبرنا هبة الله بن محمد بن الحصين أخبرنا الحسن بن علي التميمي أخبرنا أحمد بن جعفر حدثنا عبد اللّه بن أحمد بن حنبل قال: حدثنا أبي حدثنا حسين بن محمد حدثنا جرير يعني ابن حازم عن كلثوم بن جبر عن سعيد بن جبير عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " أخذ اللّه الميثاق من ظهر آدم بنَعْمَان يعني عرفة فأخرج من صلبه كلَّ ذرية ذَرَأها فنثرهم بين يديه كالذر ثم كلمهم قُبُلًا " أخبرنا ابن الحصين أخبرنا ابن المذهب أخبرنا أبو بكر أحمد بن جعفر حدثنا عبد اللّه بن أحمد قال: حدثني يعقوب الرماني حدثنا المعتمر بن سليمان قال: سمعت أبي يحدث عن الربيع بن أنس عن أبي العالية عن أبي بن كعب في قول اللّه عز وجل: {وَإِذْ أخَدَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدم مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُريتَهُم} قال: جمعهم فجعلهم أزواجًا ثم صورهم واستنطقهم فتكلموا ثم أخذ عليهم العهد والميثاق {وَأشْهَدَهُمْ عَلَى أنْفُسِهِمْ ألسْتُ بِرَبِّكُمْ} قال: فإني أشهد عليكم السموات السبع والأرضين السبع وأشهد عليكم أباكم آدم أن تقولوا يوم القيامة لم نعلم بهذا اعلموا أنه لا إله غيري ولا تشركوا بي شيئًا سأرسل إليكم رسلي يذكرونكم عهدي وميثاقي وأنزل عليكم كتبي قالوا: شهدنا بأنك ربنا وإلهنا لا رب لنا غيرك فرفع عليهم آدم ينظر إليهم فرأى الغني والفقير والحسن الصورة ودون ذلك فقال: يا رب ألا سويت بين عبادك فقال: إني أحببت أن أشكر ورأى آدم الأنبياء فيهم مثل السرج عليهم النور خصوا بميثاق أخرى في الرسالة والنبوة وهو قوله تعالى: {وَإِذْ أخَذْنَا مِنَ النبِيينَ مِيثَاقَهُمْ} إلى قوله {عِيسَى ابن مريم} وكان في تلك الأرواح.
أخبرنا ابن الحصين أخبرنا ابن المذهب أخبرنا أبو بكر بن مالك حدثنا عبد اللّه بن أحمد قال: حدثني أبي حدثنا روح حدثنا مالك عن زيد بن أبي أنيسة أن عبد الحميد بن عبد الرحمن أخبره عن مسلم بن يسار الجُهني عن عمر بن الخطاب عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " إن اللهّ عز وجل خلق آدم ثم مسح ظهره بيمينه فاستخرج منه ذرية فقال: خلقتَ هؤلاء للجنة وبعمل أهل الجنة يعملون ثم مسح على ظهره فاستخرج منه ذرية فقال: خلقت هؤلاء للنار وبعمل أهل النار يعملون.
فقال رجل: يا رسول الله ففيم العمل فقال: " إن اللهّ عز وجل إذا خلق العبد للجنة استعمله بعمل أهل الجنة فيدخل به الجنة فإذا خلق العبد للنار استعمله بعمل أهل النارحتى يموت على عمل من عمل أهك النار فيدخله به النار ".
قال أحمد: وحدثنا عفان حدثنا حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن يوسف بن مهران عن ابن عباس قال: لما نزلت آية الدَين قال رسول اللهّ صلى الله عليه وسلم: " إن أول من جحد آدم عليه السلام إن اللّه تعالى لما خلق آدم مسح ظهره فأخرج منه ما هو ذار إلى يوم القيامة فجعل يعرض عليه ذريته فرأى فيهم رجل يزهَر فقال: أي رب من هذا.
قال: ابنك داود قال: أي رب كم عمره قال: ستون عامًا قال: أي رب زد في عمره قال: لا إلا أن أزيده من عمرك وكان عمر آدم ألف عام فزاده من عمره أربعين عامًا فكتب اللّه عليه بذلك كتابًا وأشهد عليه الملائكة فلما احتُضِر آدم وأتته الملائكة لتقبضه قال: إنه قد بقي من عمري أربعون عامًا فقيل: إنك وهبتها لإبنك داود قال: ما فعلت فأبرز اللّه عليه الكتاب وأشهد عليه الملائكة ".
وقد رواه الحسن بن الأشيب عن حماد فزاد فيه " ثم أكمل اللّه لآدم ألف سنة وأكمل لداود مائة سنة ".
ومن الأحداث وجود أولاد آدم عليه السلام ولدت حواء لآدم آربعين ولدًا من ذكر وأنثى في عشرين بطنًا قالوا: وكانت لا تلد إلا توأمين ذكرًا وأنثى.
وأول الأولاد: قابيل وتوأمته قليما ويقال قيثما وآخرهم عبد المغيث وتوأمته أمة المغيث.
وعد منهم ابن اسحاق: قين وتوأمته وهابيل وليوذا وآشوث بنت آدم وتوأمها وشيث وتوأمته وحزورة وتوأمها ثم إياد وتوأمته ثم بالغ.
ويقال: باتح وتوأمته ثم أثاثي وتوأمته ثم توبة وتوأمته ثم بنان وتوأمته ثم شبوبة وتوأمته ثم حيان وتوأمته ثم ضرابيس وتوأمته هدز وتوأمته ثم نجود وتوأمته ثم سندل وتوأمته ثم بارق وتوأمته.
وكان الرجل منهم ينكح أي اخواته شاء إلا التي ولدت معه فإنها لا تحل له.
وقد روي عن ابن عباس: ان أول ولد ولدته حواء سمته عبد الرحمن ثم سمت الثاني صالحًا ثم الثالت عبد الحارث.
قال أبو جعفر الطبري: ولد لآدم بعد قتل هابيل بخمس سنين شيث وزعم أهل التوراة أنه لم يولد معه توأم وتفسير شيث عندهم " هبة اللّه " ومعناه أنه خلف هابيل.
وقال أبو صالح عن ابن عباس: ولد شيث وأخته عزورا وهو بالعربية شث وبالسريانية شاث وبالعبرانية شيث وإليه أوصى آدم وكان آدم يوم ولد له شيث ابن ثلاثين ومائة سنة.
وقد زعم أكثر علماء الفرس أن جُيُو مَرْت هو آدم.
وزعم بعضهم أنه ابن آدم لصلبه من حواء.
وقال آخرون: هو حام بن يافث بن نوح.
وأكثر العلماء على أن جُيُو مَرْت هو أبو الفرس من العجم وإنما اختلفوا هل هو آدم أم غيره.
وقال قوم: انه ملك وتجبر وتزوج ثلاثين امرأة وكثر نسله وتسمى بآدم وما زال ملكه وملك أولاده منتظمًا بأرض المشرق إلى أن قتل يَزْدَجِرْد بن شهريار أيام عثمان بن عفان.
وقد ذكر أبو الحسن بن البراء: أن جُيُو مَرْت ملك ثلاثين سنة ثم كان من سوى الملك هوشَنْك من أولاد أولاده ملك أربعين سنة ثم ملك طهمورث من أولاد أولاد هوشنك ودان بدين الصابئين ثلاثين سنة ثم ملك أخوه جمشيذ ستمائة وست عشرة سنة ثم ملك هوار سب ألف سنة ومن قبله كان نمرود صاحب ابراهيم ثم ملك فريدون مائتي سنة وقسم الملك بين أولاده في حياته ثم ملك ابنه ايرج ست سنين ثم انتقل الملك إلى منوشهر ثمانين سنة إلى أن غلبه التركي اثنتي عشرة سنة ثم غلبه منوشهر فملك ثمانيًا وعشرين سنة.
وقد حكينا آنفًا عن أبي الحسين بن المنادي أن جيومرث وطهمورث من أولاد الجان والله أعلم.
وقد روى ابن اسحاق عن بعض أهل الكتاب: ان حوإء حملتَ بقين بن آدم وهو الذي يقال له: قابيل في الجنة وتوأمته فلم تجد وحَمًا ولا وصَبًا وولدتهما ولم تر معهما دمًا لطهر الجنة فلما نزلت إلى الأرض حملت بهابيل وتوءمته.
وفي هذا بعد وليس مما يوثق بنقله.
ومن الأحداث احتيال ابليس على آدم وحواء في تسمية عبد الحارث أخبرنا محمد بن ناصر أخبرنا المبارك بن عبد الجبار قال: أخبرنا أبو بكر المنكدري أخبرنا أبو الحسن بن الصلت حدثنا أبو بكر الأنباري حدثنا عثمان بن أبي شيبة حدثنا الحسن بن موسى الأشيب حدثنا عتاب بن الخزرجي عن خصيف عن سعيد بن جبير ومجاهد وعكرمة عن ابن عباس: ان حواء لما حملت جاءها إبليس فقال: إني أخرجتكما من الجنة لئن لم تطيعيني لأجعلن لولدك قرنين يشقان بطنك أولأخرجته ميتًا فقضى الله أن خرج ميتًا فلما حملت بالثاني جاءها فقال لها مثل مقالته الأولى فقضى اللّه أن الولد خرج ميتًا فلما حملت الثالث جاءها فقال لها مثل مقالته فقالت: وما الذي تريد أن نطيعك فيه قال: سمياه عبد الحارث ففعلت فقال اللّه: " جعلا له شركاء فيما آتاهما ".
قال عثمان: وحدثنا يعلى بن عبد حدثنا عبد الملك قال: قيل لسعيد بن جبير: يا أبا عبد اللهّ أشْرَك آدم قال: معاذ الله أن تقول أشرك آدم إن حواء لما حملت وأثقلت أتاها إبليس فقال لها: أرأيت هذا الذي في بطنك من أين يخرج.
أمن فيك ام من منخرك أم من أذنيك أرأيت إن خرج سويًا صحيحًا لم يضرك أتطيعيني في اسمه قالت: نعم فلما ولدت قال: سمياه عبد الحارث.
فسمياه عبد الحارث.
أخبرنا ابن الحصين أخبرنا ابن المذهب أخبرنا أحمد بن جعفر حدثنا عبد اللهّ بن أحمد قال: حدثني أبي حدثنا عبد الصمد حدثنا عمر بن ابراهيم حدثنا قتادة عن الحسن عن سمرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " لما حملت حواء وطاف بها إبليس فكان لا يعيش لها ولد فقال: سميه عبد الحارث فإنه يعيش فسمته عبد الحارث فعاش ".
أعطى آدم ملك الأرض نبأه وجعله رسولًا إلى ولده وأنزل عليه إحدى وعشرين صحيفة كتبها بخطه وعلمه جبريل إياها.
ذكره أبوجعفر الطبري قال: وقيل: ان مما أنزل عليه حروف المعجم في احدى وعشرين ورقة وتحريم الميتة والدم ولحم الخنزير.
وقد روى أبو أمامة أن رجلًا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا نبي اللهّ أنبيًا كان آدم.
قال: " نعم مكلّمًا ".
وروى ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " أول المرسلين آدم ".
أخبرنا محمد بن عبد الباقي البزاز أخبرنا أبو محمد الجوهري أخبرنا أبو عمر بن حيوية حدثنا أحمد بن معروف حدثنا الحارث بن أبي أسامة حدثنا محمد بن سعد حدثنا عمرو بن الهيثم وهاشم بن القاسم قال: حدثنا المسعودي عن ابن عمر الشامي عن عبيد بن الحشاش عن أبي ذر قال: قلت للنبي صلى الله عليه وسلم: أي الأنبياء أول.
قال: " آدم " قلت: أنبيًا كان قال: " نعم نبيًا مكلمًا ".
أخبرنا أبو منصور عبد الرحمن بن محمد القزاز أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب أخبرنا الحسن بن علي الجوهري أخبرنا عبد العزيز بن جعفر الخرقي حدثنا الحسين بن اسماعيل حدثنا الحسن بن شبيب حدثنا خلف بن خليفة عن أبي هاشم الرماني عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: لما أهبط اللّه آدم إلى الأرض كثرت ذريته فاجتمع إليه ذات يوم ولده وولد ولده وولد ولد ولده فجعلوا يتحدثون حوله وآدم ساكت لا يتكلم فقالوا: يا أبانا مالنا نحن نتكلم وأنت ساكت لا تتكلم قال: يا بني ان اللهّ عز وجل لما أهبطني إلى الأرض من جواره عهد إليّ فقال: يا آدم أقل الكلام حتى ترجع إلى جواري.
ومن الأحداث ما روي أنه ضرب الدنانير أنبأنا محمد بن عبد الباقي قال: أنبأنا أحمد بن علي بن ثابت أخبرنا أبو الحسين بن بشران أخبرنا أبو علي بن الصواف أخبرنا محمد بن خلف وكيع حدثنا المشرف بن سعد أبو زيد الواسطي حدثنا كثير بن هشام حدثنا عيسى بن إبراهيم الهاشمي حدثنا معاوية بن عبد اللهّ قال: سمعت كعبًا يقول: أول من ضرب الدنانير والدراهم آدم عليه السلام وقال: لا تصلح المعيشة إلا بها.
أخبرنا محمد بن ناصر الحافظ أخبرنا جعفر بن أحمد السرج أخبرنا عبد العزيز بن الحسن بن إسماعيل الضراب حدثنا أبي حدثنا أحمد بن مروان حدثنا عبد المنعم عن أبيه عن وهب بن منبه قال: لما ضربت الدراهم والدنانير حملهما ابليس فقبلهما وقال: سلاحي وقَرّة عينىِ وثمرة قلبي بكما أغري وبكما أطغي وبكما أكفر ابن آدم وبكما تستوجب النار ابن آدم.
ومن الأحداث قتل قابيل أخاه هابيل اختلفوا في السبب الذي قتله لأجله: فروى السدي عن أشياخه قال: كان لا يولد لآدم مولود إلا ومعه جارية وكان يزوج غلام هذا البطن جارية هذا البطن الآخر وجارية هذا البطن غلام هذا البطن الآخر.
حتى ولد له قابيل وهابيل وكان قابيل صاحب زرْع وهابيل صاحب ضَرْع وكان قابيل الأكبر وكانت له أخت أحسن من أخت هابيل وطلب هابيل أن ينكح أخت قابيل فأبى عليه وقال: هي أحسن من أختك وأنا أحق أن أتزوجها فأمره آدم أن يزوجه إياها فأبى.
فقربا قربانًا وكان آدم قد ذهب إلى مكة فقالَ آدم للسّماء: احفظي ولدي بالأمانة فأبت وقال للأرض فأبت وقال للجبال فأبت فقال لقابيل فقال: نعم ترجع فتجد أهلك كما فلما انطلق آدم قربا قربانًا قرب هابيل جَذعَة سمينة وقرب قابيل حزمة سنبل فنزلت فأكلت قربان هابيل وتركت قربان قابيل فغضب وقال: لأقتلنك حتى لا تنكح أختي فطلبه ليقتله فذهب إلى رؤوس الجبال فأتاه يومًا وهو نائم في الجبل فرفع صخرة فشدخ بها رأسه فمات وتركه بالعراء لا يدري كيف يًدْفن إلى أن بعث الله غرابين فاقتتلا فقتل أحدهما الآخر ثم حفر له ثم حثا عليه فقال حينئذ: أعَجَزْتُ أنْ أكُونَ مِثْلَ هَذَا الغُرَاب.
أخبرنا محمد بن عبد الباقي البزار أخبرنا أبو محمد الجوهري أخبرنا أبو عمر بن حيوية أخبرنا أحمد بن معروف أخبرنا الحارث بن أبي أسامة حدثنا محمد بن سعد حدثنا موسى بن اسماعيل التبوذكي حدثنا حماد بن سلمة عن عبد الله بن عثمان بن خثيم عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: كان لآدم أربعة أولاد توءم ذكر وانثى من بطن وذكر وانثى من بطن فكانت أختَ صاحب الحرث وضيئة وكانت أخت صاحب الغنم قبيحة فقال صاحب الحرث: أنا احق بها وقال صاحب الغنم: ويحك أتريد أن تستأثر بوضاءتها علي تعال حتى نقرب قربانًا فإن تقبل قربانك كنت أحق بها وإن تقبل قرباني كنت أَحق بها.
قال: فقربا قربانيهما فجاء صاحب الغنم بكبش أعن أقرن أبيض وجاء صاحب الحرث بصبرة من طعامه فقبل الكبش فجعله الله في الجنة أربعين خريفًا وهو الكبش الذي ذبحه إبراهيم فقال قال موسى: وحدثنا حماد عن علي بن زيد عن يوسف بن مهران عن ابن عباس قال: كان آدم يزوج ذكر هذا البطن بانثى هذا البطن وانثى هذا البطن بذكر هذا البطن.
وقد ذكر ابن اسحاق عن بعض أهل الكتاب: أن قابيل كان يفتخر على هابيل ويقول: أنا وأختي من ولادة الجنة فامتنع من تزويجه فقتله بعد هذا.
وروى العوفي عن ابن عباس: أنهما قربا قربانًا تطوعًا لأجل المرأة فلم يتقبل قربان قابيل فغضب وقتل أخاه وقال: لا ينظر الناس إليّ وإليك وأنت خير مني.
وقد روينا عن الحسن ان ابني آدم هذين من بني إسرائيل ولم يكونا من صلب آدم وان أول من مات آدم.
وفي هذا بعد فإنا قد ذكرنا أن حواء لم يكن لها ولد فسمت ولدها عبد الحارث ويقال ان أول من مات آدم.
أخبرنا هبة الله بن محمد أخبرنا الحسن بن علي أخبرنا أحمد بن جعفر حدثنا عبد الله بن أحمد قال: حدثني أبي حدثنا أبو معاوية حدثنا الأعمش عن عبد اللّه بن مرة عن مسروق عن عبد اللّه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا تقتل نفس ظلمًا إلا كان على ابن آدم الأول كفل من دمها " لأنه كان أول من سن القتل.
أخرجاه في الصحيحين.
أخبرنا أبو منصور عبد الرحمن بن محمد القزاز أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت أخبرنا الأزهري أخبرنا علي بن عمر الحافظ.
حدثنا اسماعيل بن العباس الوراق حدثنا أبو البختري عبد اللّه محمد بن شاكر قال: حدثني أحمد بن محمد المخرمي عن عبد العزيزبن الرياح عن سفيان بن عيينة عن ابن أبي نجيح عن مجاهد عن ابن عباس قال: لما قتل ابن آدم أخاه قال آدم عليه السلام:
تَغَّيرَتِ البِلاد ُوَمَنْ عَلَيْهَا ** فَوَجْهُ الأرْض مُغْبرٌّ قَبيحُ
تَغَيَّركُلُّ ذِي طَعْم وَلَوْنٍ ** وَقلَّ بَشَاشَةُ الوجه الصبيح
قتل قابيل هابيلا أخاه ** فواحزنًا مضى الوجه المليح
فأجابه إبليس لعنه الله:
تنحَ عن البلاد وساكنيها بنى ** في الخلد ضاق لك الفسيح
وكنت بها وزوجك في رخاء ** وقلبك من أذى الدنيا مريح
فما انفكت مكايدتي ومكري ** إلى أن فاتك الثمن الربيح
فلولا رحمة الجبّار أضحى ** بكفِّك من جنان الخلد ريح
ومن الأحداث إن قابيل بعد أن قتل أخاه هرب إلى اليمن وشاع في أولاده الزنا وشرب الخمر والفساد فأوصى آدم أن لا ينكح بنو شيث بني قابيل فجعل بنو شيث آدم في مغارة وجعلوا عليه حافظًا لا يقربه أحد من بني قابيل.
وكان الذين يأتونه ويستغفر لهم بنو شيث فقال مائة من بني شيث صباح: لونظرنا ما فعل عمنا.
يعنون بني قابيل فهبطت المائة إلى نساء من بني قابيل فاحتبسوهن ثم قال مائة أخرى: لونظرنا ما فعل اخوتنا فهبطوا فاحتبسهم النساء ثم هبط بنوشيث كلهم فجاءت المعصية فكثر بنوقابيل حتى ملاؤا الأرض والذين غرقوا أيام نوح.
أخبرنا عبد الرحمن بن محمد القزاز أخبرنا عبد الصمد بن علي بن المأمون أخبرنا عبد الله بن محمد بن حنانه حدثنا البغوي حدثنا أبو نصر التمار حدثنا حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن أبي عثمان عن ابن مسعود وابن عباس قالا: لما كثر بنوآدم دعت عليهم السماء والأرض والجبال والملائكة: ربنا أهلكهم فأوحى اللّه تعالى إلى الملائكة: إني لو أنزلت الشيطان والشهوة فيكم منزلتهما من بني آدم لفعلتم كما يفعلون فحدثوا أنفسهم بانهم إن ابتلوا سيعتصمون فأوحى الله إليهم أن اختاروا من أفضلكم ملكين فاختاروا هاروت وماروت فاهبطا إلى الأرض حكمين وهبطت الزهرة في صورة امرأة.
وأهل فارس يسمونه بيدخت وكان الملائكة قبل ذلك يستغفرون للذين آمنوا فلما وقعا أخبرنا ابن الحصين أخبرنا ابن المذهب أخبرنا أحمد بن جعفر حدثنا عبد الله بن أحمد حدثني أبي حدثنا يحيى بن آبي بكير حدثنا زهير بن محمد عن موسى بن جبير عن نافع عن ابن عمر أنه سمع النبىِ صلى الله عليه وسلم يقول: " إن آدم لما أهبطه الله تعالى إلى الأرض قالت الملائكة: أتجعل فيها من يفسد فيها نحن أطوع لك من بني آدم فقال تعالى للملائكة: هلموا ملكين من الملائكة حتى نهبطهما إلى الأرض ننظر كيف يعملان قالوا: هاروت وماروت.
وأهبطا إلى الأرض ومثلت لهما الزهرة امرأة من أحسن النساء فجاءتهما فسألاها نفسها فقالت: لا واللهّ حتى تتكلما بهذه الكلمة من الشرك فقالا: والله لا نشرك باللهّ شيئًا فذهبت عنهما ثم رجعت بصبي فسألاها نفسها فقالت: لا والله حتى تقتلا هذا الصبي فقالا: لا والله لا نقتله أبدًا ثم رجعت بقدح خمر أتحمله فسألاها نفسها فقالت: لا واللّه حتى تشربا هذه الخمر فشربا فسكرا فوقعا عليها وقتلا الصبي فلما أفاقا قالت المرأة: والله ما تركتما شيئًا مما أبيتما علي إلا قد فعلتما حين سكرتما فخيرا بين عذاب الدنيا والآخرة فاختارا عذاب الدنيا وقيل ان ذلك بعد رفع إدريس.
ومن الأحداث نزول الموت بآدم عليه السلام: قد روينا أن ملك الموت جاء ليقبض آدم وقد مضى من عمره ألف سنة سوى أربعين وهبها لابنه داود فقال: قد بقي لي أربعون سنة فقيل له: إنك وهبتها لداود قال: ما فعلت.
وأن اللّه تعالى أتم له ألف سنة.
وقال محمد بن إسحاق: لما حضرت آدم الوفاة دعا ابنه شيثًا فعهد إليه عهده وعلِّمه ساعات الليل والنهار وعلّمه عبادة الحق في كل ساعة منهن وكتب وصيته.
وكان شيث وصي آدم.
قال أبو جعفر الطبري: ان آدم مرض أحد عشر يومًا ودفع إلى شيث كتاب وصيته وأمره أن يخفيه من قابيل فاستخفى شيث وولده بما عندهم من العلم ولم يكن عند قابيل وولده علم ينتفعون به.
أخبرنا ابن الحصين أخبرنا ابن المذهب أخبرنا أحمد بن جعفر حدثنا عبد الله بن أحمد قال: حدثنا هدبة بن خالد حدثنا حماد بن سلمة عن حميد عن الحسن قال: رأيت شيخًا بالمدينة يتكلم فسألت عنه فقالوا هذا أبي بن كعب فقال: ان آدم عليه السلام لما حضره الموت قال لبنيه: أي بني إني أشتهي من ثمار الجنة فذهبوا يطلبون له منها فاستقبلتهم الملائكة ومعهم أكفانه وحنوط ومعهم الفؤوس والمساحي والمكاتل فقالوا لهم: يا بني آدم ما تريدون.
قالوا: أبونا مريض واشتهى من ثمار الجنة قالوا لهم: ارجعوا قد قَضى أبوكم.
فجاءوا فلما رأتهم حواء عرفتهم فلاذت بآدم فقال: إليك عني إنما أتيت من قبلك خلي بيني وبين ملائكة ربي تبارك وتعالى فقبضوه وغسلوه وكفنوه وحنطوه وحفروا له وألحدوا له وصلوا عليه ثم دخلوا قبره فوضعوه في قبره ووضعوا عليه اللبن ثم خرجوا من القبر ثم حثوا عليه ثم قالوا: يا بني آدم هذه سنتكم.
أخبرنا عبد الحق بن عبد الخالق أخبرنا عبد الرحمن بن أحمد أخبرنا محمد بن عبد الملك حدثنا الدارقطني حدثنا البغوي حدثنا الفضل بن الصباح حدثنا أبو عبيده الحداد عن عثمان بن سعد عن الحسن عن أبي بن كعب أن رسول اللّه صلى الله عليه وسلم قال: " إن الملائكة صلت على آدم وكبرت عليه أربعًا وقالوا: هذه سنتكم يا بني آدم ".
قال الدارقطني: وحدثنا محمد بن مخلد حدثنا أحمد بن محمد بن سليمان العلاف حدثنا صباح بن مروان حدثنا عبد الرحمن بن مالك بن مغول عن عبد الله بن مسلم بن هرمز عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: صلى جبريل على آدم كبر عليه أربعًا وصلى جبريل بالملائكة يومئذ ودفن في مسجد الخيف واحد من قبل القبلة ولحد له وكتم قبره.
وقال عروة بن الزبير: أتاه جبريل بثياب من الجنة وحنوط من حنوطها فكفنه وحنطه وحملته الملائكة حتى وضعته بباب الكعبة وصلى عليه جبريل ثم حملته الملائكة حتى دفنته في مسجد وقال ابن اسحاق: قبر عند منى أول قرية كانت في الأرض قال: وبلغني أنه مات بمكة وقال قوم: قبرفي غارأبي قبيس.
وروى أبو صالح عن ابن عباس قال: مات آدم على نود الجبل الذي أهبط عليه فقال شيث لجبريل: صلّ على آدم فقال: تقدم أنت وكبر عليه ثلاثين تكبيرة.
ولما ركب نوح حمل معه آدم فلما خرجِ من السفينة دفن آدم ببيت المقدس ولم يمت آدم حتى بلغ ولده وولد ولده أربعين ألفاَ ورأى فيهم الزنا وشرب الخمر والفساد.
وقد ذكرنا أنه توفي يوم الجمعة.
اتمنى ان تكونو قد اجبتم على بعض الاسئلة الحائرة لديكم...
ومن اراد الاستزادة عليه بقراءة كتاب بدائع الزهور في علم الدهور..
او نسخته المنقحة " المنتظم في التاريخ"....
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق