نخيل التمر
اختص الله النخيل بفضائل كثيرة حيث أنها مصدر خيرٍ وبركة، وأشارت الآيات القرآنية والأحاديث إلى ما للنخيل من منزلةٍ عالية بين بقية الأشجار.
القرآن:
ولقد ورد ذكر النخيل في ستٌ وعشرين آيةً موزعةٌ على ستُ عشرة سورة نذكر منها:
قوله تعالى
﴿ فاجأها المُخاض إلى جذع النخلة قالت يا ليتني متُ قبل هذا وكنتُ نسياً منسيا ﴾ سورة مريم الآية 23
﴿ وهزي إليكِ بجذع النخلة تُساقط عليكِ رُطباً جنيا ﴾ سورة مريم الآية 25
﴿ والنخل باسقات لها طلعٌ نضيد ﴾ سورة ق الآية 10
﴿ وزروع ونخل طلعها هضيم﴾ سورة الشعراء الآية 148
﴿ فيها فكهة والنخل ذات الأكمام ﴾ سورة الرحمن الآية 11
﴿ فترى القوم فيها صرعى كأنهم أعجاز نخلٍ خاوية ﴾
سورة الحاقة الآية 7
﴿ تنزع الناس كأنهم أعجاز نخلٍ منقعر﴾
سورة القمر الآية 20
﴿ ومن النخل طلعها قنوان دانية ﴾
سورة الأنعام الآية 99
﴿ ينبت لكم به الزرع والزيتون والنخيل والأعناب ومن كل الثمرات ﴾ سورة النحل الآية 11
﴿ ومن ثمرات النخيل والأعناب تتخذون منه سكرا ورزقا حسنا ﴾ سورة النحل الآية 67
﴿ وجعلنا فيها جنات من نخيل وأعناب ﴾ سورة يـس الآية 34
﴿ أو تكون لك جنة من نخيل وعنب فتفجر الأنهار خلالها تفجيرا ﴾ سورة الإسراء الآية 91
﴿ أيودّ أحدكم أن تكون له جنة من نخيل وأعناب تجري من تحتها ﴾ سورة البقرة الآية 266
مما يدل على ان ثمرة النخيل من الثمار المباركه وقد اثبت الطب الحديث الفوائد والعناصر الغذائيه التي يحملها البلح والتمر من المواد السكريه والدهنيه والبروتينيه والالياف والماء التي يحتاجها الجسم وهي موجوده بهذه الثمار المباركه بشكلها الطبيعي
الأحاديث:
وكذا ذكر النخل في الحديث الشريف في الكثير من المواضع إذ أن للتمر في حياة الناس مكانةٌ خاصة، فهو غذاء ودواء، حيث كان من أفضل الأطعمة التي وصفها ونصح بها الرسول (صلى الله عليه وآله) وبين كثيراً من فوائده:
** قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): بيتٌ ليس فيه تمر أهلهُ جياع।
** وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): إن التمر يذهب الداء ولا داء فيه، وإنه من الجنة وفيه شفاء.
**وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): من تصبح بسبع تمرات عجوة لم يضره ذلك اليوم سمٌ ولا سحر.
** وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): إذا قامت الساعة وفي يد أحدكم فسيلة استطاع أن لا يقوم حتى يغرسها فليغرسها.
تاريخ النخل ونشأته:
النخيل أو النخل هو شجر التمر واحدته نخلة، والتمور هي حمل النخلة.
يعد العالم النباتي (يتوفر استوس) (287 - 372 ق . م) أول من عرف النخلة في التقسيم العلمي الذي وصفه للفصائل النباتية.
ونخلة التمر من جنس النخليات ومن فصيلة الفينيكس من نوع الداكتلفيرا ( PhoenixDactylifera).
وتعد النخلة من أقدم المزروعات التي عرفها الإنسان، وعلى الرغم من ذلك فإن آراء المؤرخين اختلفت في مكان نشأته.
ويقول العالم الإيطالي أُدواردو بكاري ( Odarado Beccari) إن موطن النخلة هو الخليج العربي، وقد بنى دليله هذا على أن هناك جنساً من النخل لا ينتعش نموه إلا في المناطق الشبه استوائية، حيث تندر الأمطار وتتطلب جذوره وفرة الرطوبة ويقاوم الملوحة إلى حدٍ كبير، وهذه الصفات المناخية تتوفر في المناطق التي تقع غرب الهند وجنوب إيران، خصوصاً سواحل الخليج العربي.
ويقول العالم الفرنسي دي كاندول ( De Candolle) نشأ التمر منذ عصور ما قبل التاريخ في المنطقة شبه الحارة الجافة التي تمتد من السنغال إلى حوض الإنديز، وهي تقع بين خطي الاستواء 15 - 30 شمال خط الاستواء، ومنها انتشرت إلى الهند ثم إلى الشرق الأقصى حتى بلاد الصين، وقد أوضحت الاكتشافات الجيولوجية وجود أحافير لأنواع مختلفة مما يشبه النخل في أوروبا وأمريكا.
وأقدم ما عُرف عن النخل كان في بابل التي يمتد عمرها إلى حوالي أربعة آلاف سنة قبل الميلاد، ولا يستبعد أن يكون النخل معروفاً قبل هذا التاريخ، فقد ثبت أن مدينة أريدو التي تقع على مسافة 12 ميلاً جنوب آور وتعدُ من مدن ما قبل الطوفان، ثبت أنها كانت منطقة رئيسية لزراعة النخل.
والنقوش السومرية التي وجدت في جنوب العراق والخليج تدل على وجود النخل في تلك المنطقة.
ويقول البكر في كتابه أن بلني ( Pliny) (23 - 80 ق . م) يذكر نخل التمر بصورة مفصلة المنتشر منها في أسبانيا وإيران، وقد ذكر أصنافاً عديدة منها، ويصف الثمرة بقوله (حقاً أن ثمرة النخل عندما تكون بحالتها الطرية الرطبة تكون بالغة اللذة بحيث لا يستطيع الآكل أن يمتنع عن التهامها لو لم تكن عاقبة المتمادي بأكلها وخيمة).
وهكذا نرى أن شجرة نخيل التمر ذات تاريخٍ عريق في كثير من بلدان العالم، فقد فطن الأقدمون إلى طريقة التلقيح الصناعي في النخيل، فقد وجد في القطع الطينية الأثرية التي عُثر عليها في بلاد ما بين النهرين منذ أكثر من (3000) سنة قبل الميلاد عملية التلقيح الصناعي، وأدرك القدماء من سكان ما بين النهرين أن النخل ذكر وأُنثى، فسموا الذكر فحلاً والأُنثى نخلة.
كما وجدت في العراق لوحة أثرية مسجل عليها طريقة إجراء عملية تلقيح النخيل، وفي معابد المصريين القدماء ومقابرهم صور ورسوم لإجراء عملية التلقيح.
وعلى أرجح الأقوال فإن نخيل التمر عُرف منذ حوالي (7000) سنة.
الوصف النباتي للتمر
تأخذ ثمرة النخل شكلاً بيضاوياً وهي تتكون من نواة صلبة محاطة بغلاف ورقي هو القطمير ويفصل النواة عن القسم اللحمي الذي يؤكل.
والقسم اللحمي يتكون من نسيجين:
النسيج الخارجي: ويشمل القشرة الخارجية والتي غالباً ما تكون منفصلة أو سهلة الفصل عن الجزء اللحمي الذي يؤكل.
وتتكون هذه القشرة من البشرة التي سمكها خلية واحدة والتي تعتبر الطبقة الخارجية للحم.
وتليها طبقة البشرة الداخلية والتي عمقها 4 - 6 خلايا، وبعدها تأتي طبقة من خلابا حجرية مستطيلة متراصة تأخذ شكلاً دائرياً وتعتبر الحد النهائي لطبقة اللحم الخارجي.
تليها طبقة إسفنجية برنشيمية سمكها 15 - 25 خلية، بعدها نجد الخلايا التانينية التي تشكل طبقة سمكها 3 - 6 خلايا، وتتميز بكبر حجمها وبما تحتويه من مادة عفصية.
النسيج الخارجي: وهو النسيج المتبقي من المادة اللحمية ويقع بين الخلايا العصفية وتجويف النواة، فهو طبقة اللحم الداخلية المكونة من خلايا برنشيمية متراكمة كثيرة، والتي تشكل غالبية الجزء اللحمي الذي يؤكل.
وقاعدة التمر عادة تكون مغطاة بقمع هو بقايا الكم اليابس المتصلب الذي يوصل التمرة بالشمراخ.
ويطلق الكم أو القمع على بقايا الكأس والتويج، ويتكون كل منهما من ثلاث وريقات جافة حرشفية مطبقة على بعضها البعض.
والقمع متصل بالشمراخ رأسياً، وجالس عليه دون فاصل سوى أنسجة ليفية داخلية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق