31‏/01‏/2010

نونية القحطاني الجزء الثالث

نونية القحطاني الجزء الثالث


إحذر عقاب الله وارج ثوابه حتى تكون كمن له قلبان
إيماننا بالله بين ثلاثة عمل وقول واعتقاد جنان
ويزيد بالتقوى وينقص بالردى وكلاهما في القلب يعتلجان
وإذا خلوت بريبة في ظلمة والنفس داعية إلى الطغيان
فاستحي من نظر الإله وقل لها إن الذي خلق الظلام يراني
إن النجوم على ثلاثة أوجه فاسمع مقال الناقد الدهقان
بعض النجوم خلقن زينة للسما كالدر فوق ترائب النسوان
وكواكب تهدي المسافر في السرى ورجوم كل مثابر شيطان
لا يعلم الإنسان ما يقضى غدا إذ كل يوم ربنا في شأن
والله يمطرنا الغيوث بفضله لا نوء عواء ولا دبران
من قال إن الغيث جاء بهنعة أو صرفة أو كوكب الميزان
فقد افترا إثما وبهتانا ولم ينزل به الرحمن من سلطان
وكذا الطبيعة للشريعة ضدها ولقل ما يتجمع الضدان
وإذا طلبت طبائعا مستسلما فاطلب شواظ النار في الغدران
لا تستمع قول الضوارب بالحصا والزاجرين الطير بالطيران
فالفرقتان كذوبتان على القضا وبعلم غيب الله جاهلتان
قل للطبيب الفيلسوف بزعمه إن الطبيعة علمها برهان
أين الطبيعة عند كونك نطفة في البطن إذ مشجت به الماآن
أين الطبيعة حين عدت عليقة في أربعين وأربعين تواني
أين الطبيعة عند كونك مضغة في أربعين وقد مضى العددان
أترى الطبيعة صورتك مصورا بمسامع ونواظر وبنان
أترى الطبيعة أخرجتك منكسا من بطن أمك واهي الأركان
أم فجرت لك باللبان ثديها فرضعتها حتى مضى الحولان
أم صيرت في والديك محبة فهما بما يرضيك مغتبطان
يا فيلسوف لقد شغلت عن الهدى بالمنطق الرومي واليوناني
وشريعة الإسلام أفضل شرعة دين النبي الصادق العدنان
هو دين آدم والملائك قبله هو دين نوح صاحب الطوفان
وله دعا هود النبي وصالح وهما لدين الله معتقدان
وبه أتى لوط وصاحب مدين فكلاهما في الدين مجتهدان
هو دين إبراهيم وابنيه معا وبه نجا من نفحة النيران
وبه حمى الله الذبيح من البلا لما فداه بأعظم القربان
هو دين يعقوب النبي ويونس وكلاهما في الله مبتليان
هو دين داود الخليفة وابنه وبه أذل له ملوك الجان
هو دين يحيى مع أبيه وأمه نعم الصبي وحبذا الشيخان
وله دعا عيسى بن مريم قومه لم يدعهم لعبادة الصلبان
والله أنطقه صبيا بالهدى في المهد ثم سما على الصبيان
وكمال دين الله شرع محمد صلى عليه منزل القرآن
الطيب الزاكي الذي لم يجتمع يوما على زلل له ابوان
الطاهر النسوان والولد الذي من ظهره الزهراء والحسنان
وأولو النبوة والهدى ما منهم أحد يهودي ولا نصراني
بل مسلمون ومؤمنون بربهم حنفاء في الإسرار والإعلان
ولملة الإسلام خمس عقائد والله أنطقني بها وهداني
لا تعص ربك قائلا أو فاعلا فكلاهما في الصحف مكتوبان
جمل زمانك بالسكوت فإنه زين الحليم وسترة الحيران
كن حلس بيتك إن سمعت بفتنة وتوق كل منافق فتان
أد الفرائض لا تكن متوانيا فتكون عند الله شر مهان
أدم السواك مع الوضوء فإنه مرضى الإله مطهر الأسنان
سم الإله لدى الوضوء بنية ثم استعذ من فتنة الولهان
فأساس أعمال الورى نياتهم وعلى الأساس قواعد البنيان
أسبغ وضوءك لا تفرق شمله فالفور والإسباغ مفترضان
فإذا انتشقت فلا تبالغ جيدا لكنه شم بلا إمعان
وعليك فرضا غسل وجهك كله والماء متبع به الجفنان
واغسل يديك إلى المرافق مسبغا فكلاهما في الغسل مدخولان
وامسح برأسك كله مستوفيا والماء ممسوح به الأذنان
وكذا التمضمض في وضوئك سنة بالماء ثم تمجه الشفتان
والوجه والكفان غسل كليهما فرض ويدخل فيهما العظمان
غسل اليدين لدى الوضوء نظافة أمر النبي بها على استحسان
سيما إذا ما قمت في غسق الدجى واستيقظت من نومك العينان
وكذلك الرجلان غسلهما معا فرض ويدخل فيهما الكعبان
لا تستمع قول الروافض إنهم من رأيهم أن تمسح الرجلان
يتأولون قراءة منسوخة بقراءة وهما منزلتان
إحداهما نزلت لتنسخ أختها لكن هما في الصحف مثبتتان
غسل النبي وصحبه أقدامهم لم يختلف في غسلهم رجلان
والسنة البيضاء عند أولي النهى في الحكم قاضية على القرآن
فإذا استوت رجلاك في خفيهما وهما من الأحداث طاهرتان
وأردت تجديد الطهارة محدثا فتمامها أن يمسح الخفان
وإذا أردت طهارة لجنابة فلتخلعا ولتغسل القدمان
غسل الجنابة في الرقاب أمانة فأداءها من أكمل الإيمان
فإذا ابتليت فبادرن بغسلها لا خير في متثبط كسلان
وإذا اغتسلت فكن لجسمك دالكا حتى يعم جميعه الكفان
وإذا عدمت الماء فكن متيمما من طيب ترب الأرض والجدران
متيمما صليت أو متوضئا فكلاهما في الشرع مجزيتان
والغسل فرض والتدلك سنة وهما بمذهب مالك فرضان
والماء ما لم تستحل أوصافه بنجاسة أو سائر الأدهان
فإذا صفى في لونه أو طعمه مع ريحه من جملة الأضغان
فهناك سمي طاهرا ومطهرا هذان أبلغ وصفه هذان
فإذا صفى في لونه أو طعمه من حمأة الآبار والغاران
جاز الوضوء لنا به وطهورنا فاسمع بقلب حاضر يقظان
ومتى تمت في الماء نفس لم يجز منه الطهور لعلة السيلان
إلا إذا كان الغدير مرجرجا غدقا بلا كيل ولا ميزان
أو كانت الميتات مما لم تسل والما قليل طاب للغسلان
والبحر اجمعه طهور ماءه وتحل ميتته من الحيتان
إياك نفسك والعدو وكيده فكلاهما لأذاك مبتديان
أحذر وضوءك مفرطا ومفرطا فكلاهما في العلم محذوران
فقليل مائك في وضوئك خدعة لتعود صحته إلى البطلان
وتعود مغسولاته ممسوحة فاحذر غرور المارد الخوان
وكثير مائك في وضوئك بدعة يدعو إلى الوسواس والهملان
لا تكثرن ولا تقلل واقتصد فالقصد والتوفيق مصطحبان
وإذا استطبت ففي الحديث ثلاثة لم يجزنا حجر ولا حجران
من أجل أن لكل مخرج غائط شرجا تضم عليه ناحيتان
وإذا الأذى قد جاز موضع عادة لم يجز إلا الماء بالإمعان
نقض الوضوء بقبلة أو لمسة أو طول نوم أو بمس ختان
أو بوله أو غائط أو نومة أو نفخة في السر والإعلان
ومن المذي أو الودي كلاهما من حيث يبدو البول ينحدران
ولربما نفخ الخبيث بمكره حتى يضم لنفخة الفخذان
وبيان ذلك صوته أو ريحه هاتان بينتان صادقتان
والغسل فرض من ثلاثة أوجه دفق المنى وحيضة النسوان
إنزاله في نومه أو يقظة حالان للتطهير موجبتان
وتطهر الزوجين فرض واجب عند الجماع إذا التقى الفرجان
فكلاهما إن انزلا أو اكسلا فهما بحكم الشرع يغتسلان
واغسل إذا أمذيت فرجك كله والانثيان فليس يفترضان
والحيض والنفساء أصل واحد عند انقطاع الدم يغتسلان
وإذا أعادت بعد شهرين الدما تلك استحاضة بعد ذي الشهران
فلتغتسل لصلاتها وصيامها والمستحاضة دهرها نصفان
فالنصف تترك صومها وصلاتها ودم المحيض وغيره لونان
وإذا صفا منها واشرق لونه فصلاتها والصوم مفترضان
تقضي الصيام ولا تعيد صلاتها إن الصلاة تعود كل زمان
فالشرع والقرآن قد حكما به بين النساء فليس يطرحان
ومتى ترى النفساء طهرا تغتسل أو لا فغاية طهرها شهران
مس النساء على الرجال محرم حرث السباخ خسارة الحرثان
لا تلق ربك سارقا أو خائنا أو شاربا أو ظالما أو زاني
قل إن رجم الزانيين كليهما فرض إذا زنيا على الإحصان
والرجم في القرآن فرض لازم للمحصنين ويجلد البكران
والخمر يحرم بيعها وشراؤها سيان ذلك عندنا سيان
في الشرع والقرآن حرم شربها وكلاهما لا شك متبعان
أيقن بأشراط القيامة كلها واسمع هديت نصيحتي وبياني
كالشمس تطلع من مكان غروبها وخروج دجال وهول دخان
وخروج يأجوج ومأجوج معا من كل صقع شاسع ومكان
ونزول عيسى قاتلا دجالهم يقضي بحكم العدل والإحسان
واذكر خروج فصيل ناقة صالح يسم الورى بالكفر والإيمان
والوحي يرفع والصلاة من الورى وهما لعقد الدين واسطتان
صل الصلاة الخمس أول وقتها إذ كل واحدة لها وقتان
قصر الصلاة على المسافر واجب وأقل حد القصر مرحلتان
كلتاهما في أصل مذهب مالك خمسون ميلا نقصها ميلان
وإذا المسافر غاب عن أبياته فالقصر والإفطار مفعولان
وصلاة مغرب شمسنا وصباحنا في الحضر والأسفار كاملتان
والشمس حين تزول من كبد السما فالظهر ثم العصر واجبتان
والظهر آخر وقتها متعلق بالعصر والوقتان مشتبكان
لا تلتفت ما دمت فيها قائما واخشع بقلب خائف رهبان
وكذا الصلاة غروب شمس نهارنا وعشائنا وقتان متصلان
والصبح منفرد بوقت مفرد لكن لها وقتان مفرودان
فجر وإسفار وبين كليهما وقت لكل مطول متوان
وارقب طلوع الفجر واستيقن به فالفجر عند شيوخنا فجران
فجر كذوب ثم فجر صادق ولربما في العين يشتبهان
والظل في الأزمان مختلف كما زمن الشتا والصيف مختلفان
فاقرأ إذا قرأ الأمام مخافتا واسكت إذا ما كان ذا إعلان
ولكل سهو سجدتان فصلها قبل السلام وبعده قولان

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق