نونية القحطاني الجزء الثالث
إحذر عقاب الله وارج ثوابه | حتى تكون كمن له قلبان | |
إيماننا بالله بين ثلاثة | عمل وقول واعتقاد جنان | |
ويزيد بالتقوى وينقص بالردى | وكلاهما في القلب يعتلجان | |
وإذا خلوت بريبة في ظلمة | والنفس داعية إلى الطغيان | |
فاستحي من نظر الإله وقل لها | إن الذي خلق الظلام يراني | |
إن النجوم على ثلاثة أوجه | فاسمع مقال الناقد الدهقان | |
بعض النجوم خلقن زينة للسما | كالدر فوق ترائب النسوان | |
وكواكب تهدي المسافر في السرى | ورجوم كل مثابر شيطان | |
لا يعلم الإنسان ما يقضى غدا | إذ كل يوم ربنا في شأن | |
والله يمطرنا الغيوث بفضله | لا نوء عواء ولا دبران | |
من قال إن الغيث جاء بهنعة | أو صرفة أو كوكب الميزان | |
فقد افترا إثما وبهتانا ولم | ينزل به الرحمن من سلطان | |
وكذا الطبيعة للشريعة ضدها | ولقل ما يتجمع الضدان | |
وإذا طلبت طبائعا مستسلما | فاطلب شواظ النار في الغدران | |
لا تستمع قول الضوارب بالحصا | والزاجرين الطير بالطيران | |
فالفرقتان كذوبتان على القضا | وبعلم غيب الله جاهلتان | |
قل للطبيب الفيلسوف بزعمه | إن الطبيعة علمها برهان | |
أين الطبيعة عند كونك نطفة | في البطن إذ مشجت به الماآن | |
أين الطبيعة حين عدت عليقة | في أربعين وأربعين تواني | |
أين الطبيعة عند كونك مضغة | في أربعين وقد مضى العددان | |
أترى الطبيعة صورتك مصورا | بمسامع ونواظر وبنان | |
أترى الطبيعة أخرجتك منكسا | من بطن أمك واهي الأركان | |
أم فجرت لك باللبان ثديها | فرضعتها حتى مضى الحولان | |
أم صيرت في والديك محبة | فهما بما يرضيك مغتبطان | |
يا فيلسوف لقد شغلت عن الهدى | بالمنطق الرومي واليوناني | |
وشريعة الإسلام أفضل شرعة | دين النبي الصادق العدنان | |
هو دين آدم والملائك قبله | هو دين نوح صاحب الطوفان | |
وله دعا هود النبي وصالح | وهما لدين الله معتقدان | |
وبه أتى لوط وصاحب مدين | فكلاهما في الدين مجتهدان | |
هو دين إبراهيم وابنيه معا | وبه نجا من نفحة النيران | |
وبه حمى الله الذبيح من البلا | لما فداه بأعظم القربان | |
هو دين يعقوب النبي ويونس | وكلاهما في الله مبتليان | |
هو دين داود الخليفة وابنه | وبه أذل له ملوك الجان | |
هو دين يحيى مع أبيه وأمه | نعم الصبي وحبذا الشيخان | |
وله دعا عيسى بن مريم قومه | لم يدعهم لعبادة الصلبان | |
والله أنطقه صبيا بالهدى | في المهد ثم سما على الصبيان | |
وكمال دين الله شرع محمد | صلى عليه منزل القرآن | |
الطيب الزاكي الذي لم يجتمع | يوما على زلل له ابوان | |
الطاهر النسوان والولد الذي | من ظهره الزهراء والحسنان | |
وأولو النبوة والهدى ما منهم | أحد يهودي ولا نصراني | |
بل مسلمون ومؤمنون بربهم | حنفاء في الإسرار والإعلان | |
ولملة الإسلام خمس عقائد | والله أنطقني بها وهداني | |
لا تعص ربك قائلا أو فاعلا | فكلاهما في الصحف مكتوبان | |
جمل زمانك بالسكوت فإنه | زين الحليم وسترة الحيران | |
كن حلس بيتك إن سمعت بفتنة | وتوق كل منافق فتان | |
أد الفرائض لا تكن متوانيا | فتكون عند الله شر مهان | |
أدم السواك مع الوضوء فإنه | مرضى الإله مطهر الأسنان | |
سم الإله لدى الوضوء بنية | ثم استعذ من فتنة الولهان | |
فأساس أعمال الورى نياتهم | وعلى الأساس قواعد البنيان | |
أسبغ وضوءك لا تفرق شمله | فالفور والإسباغ مفترضان | |
فإذا انتشقت فلا تبالغ جيدا | لكنه شم بلا إمعان | |
وعليك فرضا غسل وجهك كله | والماء متبع به الجفنان | |
واغسل يديك إلى المرافق مسبغا | فكلاهما في الغسل مدخولان | |
وامسح برأسك كله مستوفيا | والماء ممسوح به الأذنان | |
وكذا التمضمض في وضوئك سنة | بالماء ثم تمجه الشفتان | |
والوجه والكفان غسل كليهما | فرض ويدخل فيهما العظمان | |
غسل اليدين لدى الوضوء نظافة | أمر النبي بها على استحسان | |
سيما إذا ما قمت في غسق الدجى | واستيقظت من نومك العينان | |
وكذلك الرجلان غسلهما معا | فرض ويدخل فيهما الكعبان | |
لا تستمع قول الروافض إنهم | من رأيهم أن تمسح الرجلان | |
يتأولون قراءة منسوخة | بقراءة وهما منزلتان | |
إحداهما نزلت لتنسخ أختها | لكن هما في الصحف مثبتتان | |
غسل النبي وصحبه أقدامهم | لم يختلف في غسلهم رجلان | |
والسنة البيضاء عند أولي النهى | في الحكم قاضية على القرآن | |
فإذا استوت رجلاك في خفيهما | وهما من الأحداث طاهرتان | |
وأردت تجديد الطهارة محدثا | فتمامها أن يمسح الخفان | |
وإذا أردت طهارة لجنابة | فلتخلعا ولتغسل القدمان | |
غسل الجنابة في الرقاب أمانة | فأداءها من أكمل الإيمان | |
فإذا ابتليت فبادرن بغسلها | لا خير في متثبط كسلان | |
وإذا اغتسلت فكن لجسمك دالكا | حتى يعم جميعه الكفان | |
وإذا عدمت الماء فكن متيمما | من طيب ترب الأرض والجدران | |
متيمما صليت أو متوضئا | فكلاهما في الشرع مجزيتان | |
والغسل فرض والتدلك سنة | وهما بمذهب مالك فرضان | |
والماء ما لم تستحل أوصافه | بنجاسة أو سائر الأدهان | |
فإذا صفى في لونه أو طعمه | مع ريحه من جملة الأضغان | |
فهناك سمي طاهرا ومطهرا | هذان أبلغ وصفه هذان | |
فإذا صفى في لونه أو طعمه | من حمأة الآبار والغاران | |
جاز الوضوء لنا به وطهورنا | فاسمع بقلب حاضر يقظان | |
ومتى تمت في الماء نفس لم يجز | منه الطهور لعلة السيلان | |
إلا إذا كان الغدير مرجرجا | غدقا بلا كيل ولا ميزان | |
أو كانت الميتات مما لم تسل | والما قليل طاب للغسلان | |
والبحر اجمعه طهور ماءه | وتحل ميتته من الحيتان | |
إياك نفسك والعدو وكيده | فكلاهما لأذاك مبتديان | |
أحذر وضوءك مفرطا ومفرطا | فكلاهما في العلم محذوران | |
فقليل مائك في وضوئك خدعة | لتعود صحته إلى البطلان | |
وتعود مغسولاته ممسوحة | فاحذر غرور المارد الخوان | |
وكثير مائك في وضوئك بدعة | يدعو إلى الوسواس والهملان | |
لا تكثرن ولا تقلل واقتصد | فالقصد والتوفيق مصطحبان | |
وإذا استطبت ففي الحديث ثلاثة | لم يجزنا حجر ولا حجران | |
من أجل أن لكل مخرج غائط | شرجا تضم عليه ناحيتان | |
وإذا الأذى قد جاز موضع عادة | لم يجز إلا الماء بالإمعان | |
نقض الوضوء بقبلة أو لمسة | أو طول نوم أو بمس ختان | |
أو بوله أو غائط أو نومة | أو نفخة في السر والإعلان | |
ومن المذي أو الودي كلاهما | من حيث يبدو البول ينحدران | |
ولربما نفخ الخبيث بمكره | حتى يضم لنفخة الفخذان | |
وبيان ذلك صوته أو ريحه | هاتان بينتان صادقتان | |
والغسل فرض من ثلاثة أوجه | دفق المنى وحيضة النسوان | |
إنزاله في نومه أو يقظة | حالان للتطهير موجبتان | |
وتطهر الزوجين فرض واجب | عند الجماع إذا التقى الفرجان | |
فكلاهما إن انزلا أو اكسلا | فهما بحكم الشرع يغتسلان | |
واغسل إذا أمذيت فرجك كله | والانثيان فليس يفترضان | |
والحيض والنفساء أصل واحد | عند انقطاع الدم يغتسلان | |
وإذا أعادت بعد شهرين الدما | تلك استحاضة بعد ذي الشهران | |
فلتغتسل لصلاتها وصيامها | والمستحاضة دهرها نصفان | |
فالنصف تترك صومها وصلاتها | ودم المحيض وغيره لونان | |
وإذا صفا منها واشرق لونه | فصلاتها والصوم مفترضان | |
تقضي الصيام ولا تعيد صلاتها | إن الصلاة تعود كل زمان | |
فالشرع والقرآن قد حكما به | بين النساء فليس يطرحان | |
ومتى ترى النفساء طهرا تغتسل | أو لا فغاية طهرها شهران | |
مس النساء على الرجال محرم | حرث السباخ خسارة الحرثان | |
لا تلق ربك سارقا أو خائنا | أو شاربا أو ظالما أو زاني | |
قل إن رجم الزانيين كليهما | فرض إذا زنيا على الإحصان | |
والرجم في القرآن فرض لازم | للمحصنين ويجلد البكران | |
والخمر يحرم بيعها وشراؤها | سيان ذلك عندنا سيان | |
في الشرع والقرآن حرم شربها | وكلاهما لا شك متبعان | |
أيقن بأشراط القيامة كلها | واسمع هديت نصيحتي وبياني | |
كالشمس تطلع من مكان غروبها | وخروج دجال وهول دخان | |
وخروج يأجوج ومأجوج معا | من كل صقع شاسع ومكان | |
ونزول عيسى قاتلا دجالهم | يقضي بحكم العدل والإحسان | |
واذكر خروج فصيل ناقة صالح | يسم الورى بالكفر والإيمان | |
والوحي يرفع والصلاة من الورى | وهما لعقد الدين واسطتان | |
صل الصلاة الخمس أول وقتها | إذ كل واحدة لها وقتان | |
قصر الصلاة على المسافر واجب | وأقل حد القصر مرحلتان | |
كلتاهما في أصل مذهب مالك | خمسون ميلا نقصها ميلان | |
وإذا المسافر غاب عن أبياته | فالقصر والإفطار مفعولان | |
وصلاة مغرب شمسنا وصباحنا | في الحضر والأسفار كاملتان | |
والشمس حين تزول من كبد السما | فالظهر ثم العصر واجبتان | |
والظهر آخر وقتها متعلق | بالعصر والوقتان مشتبكان | |
لا تلتفت ما دمت فيها قائما | واخشع بقلب خائف رهبان | |
وكذا الصلاة غروب شمس نهارنا | وعشائنا وقتان متصلان | |
والصبح منفرد بوقت مفرد | لكن لها وقتان مفرودان | |
فجر وإسفار وبين كليهما | وقت لكل مطول متوان | |
وارقب طلوع الفجر واستيقن به | فالفجر عند شيوخنا فجران | |
فجر كذوب ثم فجر صادق | ولربما في العين يشتبهان | |
والظل في الأزمان مختلف كما | زمن الشتا والصيف مختلفان | |
فاقرأ إذا قرأ الأمام مخافتا | واسكت إذا ما كان ذا إعلان | |
ولكل سهو سجدتان فصلها | قبل السلام وبعده قولان |
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق