31‏/01‏/2010

نونية القحطاني الجزء الخامس

نونية القحطاني الجزء الخامس


إن كنت مشتاقا لها كلفا بها شوق الغريب لرؤية الأوطان
كن محسنا فيما استطعت فربما تجزى عن الإحسان بالإحسان
واعمل لجنات النعيم وطيبها فنعيمها يبقى وليس بفان
آدم الصيام مع القيام تعبدا فكلاهما عملان مقبولان
قم في الدجى واتل الكتاب ولا تنم إلا كنومة حائر ولهان
فلربما تأتي المنية بغتة فتساق من فرش إلى الأكفان
يا حبذا عينان في غسق الدجى من خشية الرحمن باكيتان
لا تقذفن المحصنات ولا تقل ما ليس تعلمه من البهتان
لا تدخلن بيوت قوم حضر إلا بنحنحة أو استئذان
لا تجزعن إذا دهتك مصيبة إن الصبور ثوابه ضعفان
فإذا ابتليت بنكبة فاصبر لها الله حسبي وحده وكفاني
وعليك بالفقه المبين شرعنا وفرائض الميراث والقرآن
علم الحساب وعلم شرع محمد علمان مطلوبان متبعان
لولا الفرائض ضاع ميراث الورى وجرى خصام الولد والشيبان
لولا الحساب وضربه وكسوره لم ينقسم سهم ولا سهمان
لا تلتمس علم الكلام فإنه يدعو إلى التعطيل والهيمان
لا يصحب البدعي إلا مثله تحت الدخان تأجج النيران
علم الكلام وعلم شرع محمد يتغايران وليس يشتبهان
اخذوا الكلام عن الفلاسفة الأولى جحدوا الشرائع غرة وأمان
حملوا الأمور على قياس عقولهم فتبلدوا كتبلد الحيران
مرجيهم يزري على قدريهم والفرقتان لدي كافرتان
ويسب مختاريهم دوريهم والقرمطي ملاعن الرفضان
ويعيب كراميهم وهبيهم وكلاهما يروي عن ابن أبان
لحجاجهم شبه تخال ورونق مثل السراب يلوح للظمآن
دع أشعريهم ومعتزليهم يتناقرون تناقر الغربان
كل يقيس بعقله سبل الهدى ويتيه تيه الواله الهيمان
فالله يجزيهم بما هم أهله وله الثنا من قولهم براني
من قاس شرع محمد في عقله قذفت به الأهواء في غدران
لا تفتكر في ذات ربك واعتبر فيما به يتصرف الملوان
والله ربي ما تكيف ذاته بخواطر الأوهام والأذهان
أمرر أحاديث الصفات كما أتت من غير تأويل ولا هذيان
هو مذهب الزهري ووافق مالك وكلاهما في شرعنا علمان
لله وجه لا يحد بصورة ولربنا عينان ناظرتان
وله يدان كما يقول إلهنا ويمينه جلت عن الإيمان
كلتا يدي ربي يمين وصفها وهما على الثقلين منفقتان
كرسيه وسع السموات العلا والأرض وهو يعمه القدمان
والله يضحك لا كضحك عبيده والكيف ممتنع على الرحمن
والله ينزل كل آخر ليلة لسمائه الدنيا بلا كتمان
فيقول هل من سائل فأجيبه فأنا القريب أجيب من ناداني
حاشا الإله بأن تكيف ذاته فالكيف والتمثيل منتفيان
والأصل أن الله ليس كمثله شيء تعالى الرب ذو الإحسان
وحديثه القرآن وهو كلامه صوت وحرف ليس يفترقان
لسنا نشبه ربنا بعباده رب وعبد كيف يشتبهان
فالصوت ليس بموجب تجسيمه إذ كانت الصفتان تختلفان
حركات السننا وصوت حلوقنا مخلوقة وجميع ذلك فإني
وكما يقول الله ربي لم يزل حيا وليس كسائر الحيوان
وحياة ربي لم تزل صفة له سبحانه من كامل ذي الشان
وكذاك صوت الهنا ونداؤه حقا أتى في محكم القرآن
وحياتنا بحرارة وبرودة والله لا يعزى له هذان
وقوامها برطوبة ويبوسة ضدان أزواج هما ضدان
سبحان ربي عن صفات عباده أو أن يكون مركبا جسداني
أني أقول فأنصتوا لمقالتي يا معشر الخلطاء والأخوان
إن الذي هو في المصاحف مثبت بأنامل الأشياخ والشبان
هو قول ربي آية وحروفه ومدادنا والرق مخلوقان
من قال في القرآن ضد مقالتي فالعنه كل إقامة وآذان
هو في المصاحف والصدور حقيقة ايقن بذلك أيما ايقان
وكذا الحروف المستقر حسابها عشرون حرفا بعدهن ثماني
هي من كلام الله جل جلاله حقا وهن أصول كل بيان
حاء وميم قول ربي وحده من غير أنصار ولا أعوان
من قال في القران ما قد قاله عبد الجليل وشيعة اللحيان
فقد افترى كذبا وأثما واقتدى بكلاب كلب معرة النعمان
خالطتهم حينا فلو عاشرتهم لضربتهم بصوارمي ولساني
تعس العمي أبو العلاء فإنه قد كان مجموعا له العميان
ولقد نظمت قصيدتين بهجوه أبيات كل قصيدة مئتان
والآن أهجو الاشعري وحزبه وأذيع ما كتموا من البهتان
يا معشر المتكلمين عدوتم عدوان أهل السبت في الحيتان
كفرتم أهل الشريعة والهدى وطعنتم بالبغي والعدوان
فلأنصرن الحق حتى أنني آسطو على ساداتكم بطعاني
الله صيرني عصا موسى لكم حتى تلقف افككم ثعباني
بأدلة القرآن ابطل سحركم وبه ازلزل كل من لاقاني
هو ملجئي هو مدرئي وهو منجني من كيد كل منافق خوان
إن حل مذهبكم بأرض أجدبت أو أصبحت قفرا بلا عمران
والله صيرني عليكم نقمة ولهتك ستر جميعكم أبقاني
أنا في حلوق جميعهم عود الحشا اعيى أطبتكم غموض مكاني
أنا حية الوادي أنا أسد الشرى أنا مرهف ماضي الغرار يماني
بين ابن حنبل وابن إسماعيلكم سخط يذيقكم الحميم الآن
داريتم علم الكلام تشزرا والفقه ليس لكم عليه يدان
الفقه مفتقر لخمس دعائم لم يجتمع منها لكم ثنتان
حلم وإتباع لسنة أحمد وتقى وكف أذى وفهم معان
أثرتم الدنيا على أديانكم لا خير في دنيا بلا أديان
وفتحتم أفواهكم وبطونكم فبلغتم الدنيا بغير توان
كذبتم أقوالكم بفعالكم وحملتم الدنيا على الأديان
قراؤكم قد أشبهوا فقهاءكم فئتان للرحمن عاصيتان
يتكالبان على الحرام وأهله فعل الكلاب بجيفة اللحمان
يا اشعرية هل شعرتم أنني رمد العيون وحكة الأجفان
أنا في كبود الأشعرية قرحة اربو فأقتل كل من يشناني
ولقد برزت إلى كبار شيوخكم فصرفت منهم كل من ناواني
وقلبت ارض حجاجهم ونثرتها فوجدتها قولا بلا برهان
والله أيدني وثبت حجتي والله من شبهاتهم نجاني
والحمد لله المهيمن دائما حمدا يلقح فطنتي وجناني
أحسبتم يا اشعرية إنني ممن يقعقع خلفه بشنان
أفتستر الشمس المضيئة بالسها أم هل يقاس البحر بالخلجان
عمري لقد فتشتكم فوجدتكم حمرا بلا عن ولا أرسان
أحضرتكم وحشرتكم وقصدتكم وكسرتكم كسرا بلا جبران
أزعمتم أن القرآن عبارة فهما كما تحكون قرآنان
إيمان جبريل وإيما الذي ركب المعاصي عندكم سيان
هذا الجويهر والعريض بزعمكم أهما لمعرفة الهدى أصلان
من عاش في الدنيا ولم يعرفهما وأقر بالإسلام والفرقان
أفمسلم هو عندكم أم كافر أم عاقل أم جاهل أم واني
عطلتم السبع السموات العلا والعرش اخليتم من الرحمن
وزعمتم أن البلاغ لأحمد في آية من جملة القرآن
يا أشعرية يا جميع من أدعى بدعا وأهواء بلا برهان
جاءتكم سنية مأمونة من شاعر ذرب اللسان معان
خرز القوافي بالمدائح والهجا فكأن جملتها لدي عواني
يهوي فصيح القول من لهواته كالصخر يهبط من ذرى كهلان
إني قصدت جميعكم بقصيدة هتكت ستوركم على البلدان
هي للروافض درة عمرية تركت رؤوسهم بلا آذان
هي للمنجم والطبيب منية فكلاهما ملقان مختلفان
هي في رؤوس المارقين شقيقة ضربت لفرط صداعها الصدغان
هي في قلوب الأشعرية كلهم صاب وفي الأجساد كالسعدان
لكن لأهل الحق شهد صافيا أو تمر يثرب ذلك الصيحاني
وأنا الذي حبرتها وجعلتها منظومة كقلائد المرجان
ونصرت أهل الحق مبلغ طاقتي وصفعت كل مخالف صفعان
مع أنها جمعت علوما جمة مما يضيق لشرحها ديواني
أبياتها مثل الحدائق تجتنى سمعا وليس يملهن الجاني
وكأن رسم سطورها في طرسها وشي تنمقه أكف غواني
والله أسأله قبول قصيدتي مني وأشكره لما أولاني
صلى الإله على النبي محمد ما ناح قمري على الأغصان
وعلى جميع بناته ونسائه وعلى جميع الصحب والإخوان
بالله قولوا كلما أنشدتم رحم الإله صداك يا قحطاني

رحمك الله يا قحطاني على هذه القصيدة وادخلك فسيح جناته

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق