«من الارض خرجنا واليها نعود…إن حافظت على كوكبك حافظت على حياتك، فلا يقدر أحد أن يسلبه منك». جاءت هذه العبارة المقتضبة على لسان أحد الفلاحين الصينيين في رواية الكاتبة الاميركية بيرل باك «الارض الطيبة». ويُلخص محتواها جدلية العلاقة الازلية بين الارض والانسان الذي ان حرص على سلامتها وعدم العبث بها، وفّرت له سبل العيش والامن والاستقرار.
عولمة «يوم الارض»
تحيط أكثر من اشكالية بتحديد «يوم الارض» Earth Day. فمن جهة، تُشكّل هذه المناسبة استعادة لحدث تاريخي، كعادة المناسبات، خصوصاً تلك المرتبطة بالبيئة. إذ تحتقل دول ومنظمات كثيرة بـ «يوم الأرض» في 22 نيسان (إبريل) سنوياً. وترفع فيه شعارات وعناوين ترمي إلى تحريك الرأي العام العالمي وجعله أكثر وفاء لثقافة البيئة وأشد التزاماً بسلامة الكوكب ومستقبله، وتحفيزه على الحفاظ على المصادر الطبيعية. وفي السياق عينه، ينبغي التمييز بين «يوم الارض» و «يوم البيئة العالمي» على رغم أنهما يبدوان كمظهرين للمعنى نفسه.
و أُقِرّ يوم البيئة في 5 حزيران (يوليو) 1972 في مؤتمر استوكهولم حول البيئة الانسانية. وجعلت له الأمم المتحدة برنامجاً ومضامين متعددة. ولم تتبن تلك المنظمة يوماً لتكرّسه للكوكب الأزرق نفسه. وتركت حرية الاحتفاء به إلى هيئات المجتمع المدني وغيرها من المنظمات غير الحكومية التي تتماثل في غاياتها ومقاصدها واحتفالاتها.
ومن الثابت في أدبيات البيئة أن الولايات المتحدة الاميركية كانت السباقة إلى اعلان «يوم الارض» والاحتفال به قبل 4 عقود عندما بادر السيناتور الجمهوري غايلور نيلسون والمحامي دنيس هايس لجعل هذه المناسبة تقليداً وحدثاً عالميين يحتفل به ملايين البشر. وحينها، قال نيلسون: «ان هدفي من تخصيص يوم محدد للارض والاحتفال به جذب الرأي العالم العالمي نحو أهمية البيئة والحفاظ عليها كضرورة لسلامة الكوكب ومستقبل النظام الايكولوجي للبشرية خصوصاً، وللكائنات الحيّه عموماً».
البيئة أمام تحدي التنوّع البيولوجي
تؤشر الكلمات السابقة الى أهمية مفهوم التنوّع البيولوجي بالنسبة الى البيئة وهمومها. وعلى سبيل التعريف، يشير ذلك المصطلح إلى الأنواع النباتية والحيوانية ومكوّناتها الوراثية والنُظُم الايكولوجية التي تعيش فيها. وبالإختصار، يشير التنوّع البيولوجي إلى أشكال الحياة على الكوكب الأرضي كافة. ويوفر ذلك التنوّع ضمانة للحصول على امدادات متصلة من الاغذية ومن أنواع لا حصر لها من المواد الخام التي يستخدمها الانسان في حياته اليومية ولبناء حاضره ومستقبله. وفي العمق، يشكّل التنوّع الثقافي بين البشر مُكوّناً أساسياً في ذلك التنوّع أيضاً.
وفي عام 1988، طوّر نورمان مايرز من جامعة أوكسفورد فكرة «المناطق الساخنة» في إشارة إلى الأمكنة التي تحتوي على أعداد كبيرة ومتنوّعة من النباتات والحيوانات. وجرى التعرّف إلى 25 «منطقة ساخنة» لحد الآن، لكن هذه الفكرة لم تنجح في جذب إهتمام واسع بها.
ومنذ مطلع القرن الجاري، رعت الامم المتحدة دراسات بيئية لقرابة 1300 عالم انكبّوا على توثيق تأثير الانسان على البيئة خلال العقود الخمسة الماضية.
وأثبتت بعض تلك الدراسات أن السبب الرئيسي لانقراض مجموعة من الكائنات يعود إلى تدمير مواطنها، بسبب تدخل الانسان في الطبيعة بشكل سلبي. إذ يعيش نصف الحيوانات والنباتات في الغابات الاستوائية، إضافة إلى 80 في المئة من الحشرات و90 في المئة من الحيوانات الثديية الاخرى مثل القرود. وتواجه تلك الغابات حملة هائلة لتدميرها وتقطيع اشجارها، ما يؤدي إلى انهيار نظم حيوية بأكملها، وضمنها الأنواع الحيّة التي تعيش فيها.
وفي هذا السياق، خلص تقرير من الأمم المتحدة عام 2005 للقول ان الحفاظ على البيئة مدخل أساسي للتخفيف من معاناة 750 مليون فقير. وأشار التقرير إلى العلاقة بين فقري البيئة والبشر. فمثلاً، ادى اختفاء الصخور المرجانية في أميركا إلى تراجع السياحة والثروات السمكية. وتتعرض مساحة من الأراضي الزراعية تتراوح بين خمسة وسبعة ملايين هكتار للتدهور سنوياً.
وخلال العقود القليلة الماضية، أبيد قرابة 75 في المئة من التنوّع الوراثي في المحاصيل الزراعية. وأشار التقرير أيضاً إلى الارتباط الوثيق بين اهمال البيئة وصحة الانسان. وضرب مثالاً على ذلك بالامراض التي تنتقل من الحياة البرية إلى الانسان. وشدّد على أن تلوّث المياه يرتبط بوفاة 9 ملايين شخص سنوياً. ونبّه إلى أهمية حماية الغابات والاراضي الرطبة التي تعمل كمصفاة طبيعية تساهم في تكرير المياه وتنظيفها بشكل طبيعي.
غياب المواطن البيئي
ترافق «يوم الارض» غالباً حملات تثقيفية واحتفالات كرنفالية وفنية وموسيقية وغنائية واستنفارات في صفوف المنظمات الاهلية والشبابية والطالبية. وكذلك تُرصد أموال ضحمة لنشر الوعي البيئي وتعميم ثقافة النظافة والجمال والاخضرار في الاوساط الشعبية، إضافة إلى توجيه رسائل تحذير للحكومات لإهتمام بتلوث الارض وتسمم الفضاء بالغازات المنبعثة من المحروقات ومن الفضلات الحيوانية والبشرية وغيرها.
وكذلك تعمد منظمة «الاونيسكو» إلى تنظيم سلسلة من برامج التوعية في هذه المناسبة كعقد المؤتمرات والندوات والمحاضرات التي تتخللها عروض لافلام وثائقية ودعوات تحض المواطنين والبلديات على غرس المزيد من الاشجار على جوانب الطرقات والشوارع الرئيسية وفي الحدائق العامة والبيوت، وتسيير حملات النظافة في المدن والقرى، والاستغناء عن استعمال السيارات واستبدال الدراجات الهوائية بها او السير على الاقدام، والاقتصاد في استخدام الطاقة والماء والمنتجات الورقية والبلاستيكية القابلة لإعادة التصنيع، وتزيين مداخل المنازل بالنباتات والازهار، وحض المتطوعين من انصار البيئة على تنظيف مجاري الانهار وشواطئ البحار، والتنويه بهذه الاعمال في مختلف الوسائل الاعلامية والالكترونية. وتشدّد الاونيسكو أيضاً على إدخال التربية البيئية في صلب المناهج التعلمية.
لقد مرّ قرابة 4 عقود على ولادة «يوم الارض» الذي تطور من حركة احتجاج محلية إلى احتفالية عالمية بالبيئة وإلى التزام وطني وحضاري بمضامينه الانسانية والاقتصادية والانمائية। واستطاعت هذه السنوات مراكمة وعي بيئي من خلال منظمات اهلية ودولية ومؤتمرات عالمية. وفي المقابل، لم تؤد هذه المناسبة إلى ولادة «المواطن البيئي». كما لم يرسخ الوعي العام إلى حدود مساءلة الحكومات ومحاسبة الضالعين في تدمير البيئة وتشويهها. ويعني ذلك أيضاً أن المواطن لم يبلغ مرحلة النضوج البيئي. وفي نفس مُشابه، يمكن القول إن الامن البيئي ما زال عبئاً على الارض التي حملت البشر على ظهرها منذ ملايين السنين. ولكنها صارت تدأب على توجيه الاشارات والرسائل التحذيرية المتتالية التي تنبئ بعدم قدرتها على تحمل أذية البشر واستهتارهم بما حل بها من مصائب وكوارث.
|
وفي المناسبة، قرر مديرو شركة «ديزني» للانتاج السينمائي زرع 500 ألف شجرة وذلك بعد تدفق المواطنين لشراء تذاكر عرض أحدث أفلام الشركة «إيرث» (الأرض). وذكر تقرير إخباري للوكالة الالمانية للانباء (د ب أ) أن مديري الشركة وافقوا على زرع شجرة مقابل كل تذكرة يتم بيعها خلال الاسبوع الاول من عرض الفيلم الوثائقي الذي من المقرر أن يبدأ عرضه الاول في الولايات المتحدة اليوم، والذي يعد أول أفلام الشركة من فئة «ديزني نيتشر» الخاصة بالبيئة.
وبزراعة نصف مليون شجرة جديدة حتى الان، فإن أول أفلام «ديزني نيتشر» قد بدأ بالفعل في إضفاء تأثيره على العالم بالرغم من أن «إيرث» لم يبدأ عرضه بعد।
يوم الأرض
المقصود بيوم الأرض ليس هو عيد ميلادها طبعاً! ولكنه يوم اتفقت عليه معظم دول العالم، لينظروا في مشاكل الكرة الأرضية، أمنا الكبيرة، التي تحملنا على ظهرها، وفي بطنها!
* صاحب الفكرة هو "السناتور جاي لورد نيلسون". وفي أول احتفال بيوم الأرض في الولايات المتحدة عام 1970، تجمع أكثر من 20 مليون أمريكي مُطالِبِيْن بالاهتمام بالوعي البيئي.
* وفي العيد العشرين ليوم الأرض عام 1990، اشترك أكثر من 200 مليون فرد من 141 دولة بالتجمع لمساندة الفكرة، وبمجهود مئات المنظمات المحلية، أصبح يوم الأرض حدثًا سنويًّا يُحتفل به في 22 أبريل (21 مارس في بعض الدول)، ويستمر الاحتفال هذا العام لمدة 5 أسابيع.
* ويقول "السيناتور جاي لورد" صاحب الفكرة: إن يوم الأرض قد حقق كل ما تمناه له، فلقد كان الهدف منه هو جذب اهتمام الرأي العام لأهمية البيئة والحفاظ عليها، وإبراز قضية البيئة كإحدى القضايا الأساسية في العالم، وقد نجح هذا؛ حيث أصبح يوم الأرض هو الفرصة التي أُعطيت للشعوب، ليهتم القادة السياسيون بقضية البيئة.
احتفال الدول المختلفة بيوم الأرض:
تحتفل دول العالم بيوم الأرض، بإقامة المؤتمرات والمسيرات في شوارع وحدائق المدن الكبرى، والتي تدعو إلى تقليل التلوث في الماء والهواء، واستخدام الطاقة النظيفة التي لا تلوث البيئة.
ماذا تفعل أنت في يوم الأرض؟!
- إذا كانت أسرتك تملك سيارة، حاول ألا تستعملونها لمدة يوم واحد أسبوعيًّا.
- حاول كتابة المسودّات على الورق المستعمل (الذي كُتب على وجه واحد منه).
- استخدمِ المنتجات الورقية الْمُعَاد تصنيعها.
- ازرعْ بعض الشجيرات أمام منزلك، أو قُمْ باقتناء بعض النباتات، أو إهدائها لأصحابك.
وولت ديزني تدشن مجموعة افلام جديدة عن الحياة البرية والبيئة
بوربنك (كاليفورنيا) (رويترز) - أعلنت شركة وولت ديزني يوم الاثنين عن انتاج مجموعة جديدة من الافلام الوثائقية (ديزني نيتشر) تتناول الحياة البرية والبيئة في العالم لعرضها على الشاشة الفضية ستبدأ بفيلم عنوانه "الارض" يعرض في الولايات المتحدة في 2009 .
ويمثل المشروع خطوة مهمة للشركة يهدف للاستفادة من زيادة الاهتمام العام بكل ما هو أخضر وبالتحديد بعد نجاح الفيلم الوثائقي "حقيقة مزعجة" الذي انتجه ال جور نائب الرئيس الامريكي السابق في عام 2006 وتناول فيه قضية ارتفاع درجات الحرارة على الارض.
وقال ديك كوك رئيس مجلس ادارة وولت ديزني بمناسبة الاعلان عن الانتاج الجديد في بوربنك بولاية كاليفورنيا انه يتوقع ان تنتج ديزني نيتشر فيلما واحدا على الاقل للعرض التجاري كل عام.
وأول انتاج امريكي من المشروع الجديد هو فيلم بعنوان "الارض" مأخوذ من مسلسل "كوكب الارض" الشهير الذي انتجته هيئة الاذاعة البريطانية (بي.بي.سي.). ومن المقرر ان يبدأ عرض الفيلم في يوم الارض الذي يوافق الثاني والعشرين من ابريل نيسان 2009 .
وقال مسؤولون في ديزني ان مجموعة الافلام الجديدة تأتي ضمن سلسلة في تاريخ الشركة بدأت في 1942 بانتاج فيلمها الكلاسيكي للرسوم المتحركة عن الحياة البرية "بامبي" واستمرت بمجموعة الافلام الوثائقية "مغامرات حقيقية من الحياة" التي استمر عرضها في الفترة من 1948 الي 1960 .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق